في مؤشر الى انحسار كبير لقدرة جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر على الحشد، شهدت تظاهرات «جمعة الشهداء» أمس مشاركة محدودة من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في مختلف المحافظات، فيما يترقب المصريون مثول مرشد «الإخوان» محمد بديع ونائبيه خيرت الشاطر ورشاد بيومي أمام محكمة جنايات جنوب القاهرة غداً في أولى جلسات محاكمتهم في قضية قتل متظاهرين أمام مقر الجماعة في المقطم خلال تظاهرات 30 حزيران (يونيو) الماضي. وكان لافتاً أن يقلل الرئيس الأميركي باراك أوباما من تأثير قطع المساعدات العسكرية على قرارات الحكم الموقت، في ما بدا رفضاً ضمنياً للمطالبات في الكونغرس بقطع هذه المساعدات. وقال أوباما في مقابلة مع «سي أن أن» أمس إن «المساعدات في حد ذاتها قد لا تؤدي إلى عدول الحكومة الانتقالية عما تفعله. لكنني أعتقد بأن معظم الأميركيين سيقولون إن علينا أن نتوخى الحذر الشديد من أن ينظر إلينا على أننا نساعد على التصرفات التي نعتقد أنها تتعارض مع قيمنا ومثلنا». وأشار إلى أن الولايات المتحدة تعيد تقويم علاقاتها مع مصر «ولا شك في أن الأمور لا يمكن أن تعود إلى مجاريها بالنظر إلى ما حدث». وتظاهر بضعة آلاف من أنصار مرسي في محافظات عدة في «جمعة الشهداء»، ما أظهر أن الحملة الأمنية التي طاولت قيادات «الإخوان» أضعفت كثيراً قدرة الجماعة على الحشد. وغلبت على تظاهرات أمس العشوائية في التنظيم، حتى أن مسيرات عدة خرجت من مساجد عقب صلاة الجمعة لم تكن تعرف وجهة محددة لتحركها. وشجع الحشد الضعيف في أكثر من منطقة الأهالي على التصدي لتظاهرات «الإخوان»، ما نتجت منه اشتباكات متفرقة في أكثر من محافظة بدأت غالباً بين المتظاهرين وأهالٍ ثم تدخلت الشرطة للفض باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع قبل أن تُلقي القبض على عشرات من أنصار مرسي. وجرح عشرات في تلك الاشتباكات وسقط قتيل واحد على الأقل في مدينة طنطا في محافظة الغربية. وشددت القوات المسلحة والشرطة من الإجراءات الأمنية في القاهرة خصوصاً، فأغلقت ميادين عدة، منها ميدان التحرير، ومنعت مرور السيارات والأشخاص فيها، كما طوقت ميدان رمسيس الذي شهد اشتباكات دامية الأسبوع الماضي. وتمركزت آليات عسكرية عند مداخل غالبية الميادين الرئيسة مثل ميداني روكسي في مصر الجديدة ومصطفى محمود في المهندسين، وهي ميادين سعى «الإخوان» في السابق إلى الاعتصام فيها. كما فُرضت إجراءات أمنية مشددة على ميداني «رابعة العدوية» في مدينة نصر و «النهضة» في الجيزة. ونشرت القوات المسلحة آلياتها عند مداخل القاهرة الكبرى، وأيضاً المحافظات، لمنع أي تظاهرات تستهدف قطع الطرق. إلى ذلك، أعلن الجيش في بيان أمس أن الحملات الأمنية في سيناء أسفرت عن «توقيف 203 من العناصر الإرهابية المسلحة المتهمين بالهجوم على المكامن والمنشآت والأهداف الحيوية وقنص المجندين وقوات الأمن في العريش، بينهم 124 مصرياً و48 من جنسيات أخرى، غالبيتهم من الفلسطينيين». وأشار إلى «تصفية 78 من العناصر الإرهابية والتكفيرية المسلحة، هم 46 مصرياً و32 أجنبياً، وإصابة 116 آخرين هم 62 مصرياً و54 أجنبياً». وأكد في بيان آخر أن عناصر الجيش الثاني الموكل إليها تأمين شمال سيناء «ألقت القبض على 19 من العناصر الإرهابية بينهم 7 فلسطينيين أحدهم قناص، لتورطهم في المشاركة في الهجوم على المقرات الأمنية».