بقلم : د. محمد عثمان الثبيتي التعليم في تسع سنوات خلَتْأنهى الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- أمس عامه التاسع في قيادة الوطن الذي منحه كامل اهتمامه، وبادله حبًا لن يتكرر لغيره، وما بين الاهتمام والحب حكاية مسيرة تنموية تُسجل تراتيلها بمداد من ذهب، وتشهد عليها مُنجزات شملت كافة المجالات، وجميع مساحات الوطن؛ فمُتغيِّر الزمن يُحدد ملامح الكثير من الحِقب السياسية لأية دولة سواء أكانت سلبًا أم إيجابًا؛ لأن هذا المُتغيِّر يعكس مستوى الإنجاز المُتحقِق على أرض الواقع، ويتبعه -حتمًا- تباشير الرضا، أو تعابيس القنوط على وجوه المستهدفين من هذا الفعل، وعند إسقاط هذه المُقاربة على تسع سنوات خلت من حكم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- نجد أن مُتغيِّر الزمن كان الخاسر الأكبر في هذا السباق المحموم لنقل الخطط من الورق إلى أرض الواقع؛ فحجم الإنجازات التي قادها ولا يزال هذا الإنسان المُصلِح فاقت جميع التوقعات المحلية والإقليمية والدولية وفي كل الاتجاهات، بحيث أصبحت مُثارًا للكثير من التساؤلات حول قوة الإرادة التي دفعت الملك لتحقيق رؤيته البعيدة المدى في هذه المُدة القصيرة، مقارنة بالكثير ممن تسنّموا سُدة القيادة في بلدانهم ومرت عقود ولم يلحظ المواطن العادي تغييرًا يُذكر في مستوى معيشته اليومية، أو بوادر أمل تلوح في الأُفق فتفتح أمامهم أبواب مُستقبل يشعرون فيه بالأمان النفسي والوظيفي. لقد أحدث الملك -يحفظه الله- ثورة في كل الميادين، ولم يقتصر التغيير الكبير على مجال دون آخر، بقدر ما كانت العدالة هي المعيار في توزيع الاهتمام القيادي؛ إلا أن ثمة مجالات حظيت برعاية خاصة ليس انحيازًا بقدر ما كان ينطلق إحساسه بأهميتها نظرًا لأنها ترتبط بجميع شرائح المواطنين، وتلامس تعاطيهم اليومي للحياة، فالتعليم العام أنجز في عهده نسبة عالية من القضاء على المدارس المستأجرة التي لا تتواءم مع أبجديات العمل التربوي، ومشروع تطوير دُعم بشكل سيُحقق قفزات نوعية، متى ما توافرت الإرادة، والتعليم العالي تحقق له ما لم يكن في الحُسبان فمن ثماني جامعات تسيدتها مدن المركز إلى ثمان وعشرين جامعة غطَّت ليس فقط مدن الأطراف، بل وصلت فروعها إلى بلدات لم تحلم بأن تنال هذا الشرف المُستحق، ولكن الإرادة الصادقة كانت هي الرؤية البعيدة النظر لحقل كان يُعاني من أزمة خانقة حُلَّت بافتتاح المزيد من الجامعات، والأجمل أن يُساير هذا التوسع إنشاء مُدن جامعية على أحدث المواصفات للبيئة الأكاديمية، كما يُعد برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي الذي تبناه الملك وفتح من خلاله نافذة الانطلاق إلى الآخر للوقوف على أحدث ما توصل إليه علميًا وثقافيًا وسلوكيًا، وانتقاء أميزها وتمثلها ونقلها إلى البيئة السعودية بهدف المساهمة في تطويرها بشمولية فكر لا يرضى الجمود ولا يقبل المساس بثوابته، وتحقق لوطننا من خلال هذه المشروعات الجبَّارة في الحقل التعليمي بشقيه العالي والعام خطوات ما كانت ستتحقق ما لم تكن هناك قيادة واعية لدور الشباب في بناء مستقبل أمتهم، وتهيئتهم لمواصلة البناء التراكمي لأوطانهم وإعلاء شأنها. * رسالة: خالص التهاني -باسم جميع قرائي الكرام- أرفعها لمقام خادم الحرمين الشريفين -ألبسه الله لباس الصحة والعافية- بمناسبة مرور تسع سنوات على مبايعة الوطن له ملكًا عليه، مُجددين له البيعة وداعين الله -سبحانه وتعالى- أن يمده بالعون على مواصلة المسيرة المُباركة لوطن تتلألأ أمجاده فوق هامات السُحب. نقلا عن المدينة