تبدو عملية تربية الأطفال صعبة جدا كون التعامل معهم عملية ليست سهلة، وهي بحاجة الى قدرات غير عادية كي تنجح في تقديم أنموذج إيجابي للمجتمع.وتزداد تربية الأطفال في الوقت الحالي، صعوبة حيث ان هناك الكثير من التحديات باتت اكثر وضوحا امام علماء التربية، وعلماء النفس التربوي وهي اشكالية معقدة كون الطفل يتأثر بكل ما حوله ابتداء من المنزل مرورا بالمدرسة والمسجد والاصدقاء؛ وانتهاء بوسائل الاعلام المختلفة خاصة الالعاب الالكترونية التي باتت تستحوذ على اهتمام الاطفال بصورة كبيرة.ان الدين الاسلامي الحنيف وضع لنا قاعدة رصينة مضمونة النتائج بنسبة كبيرة، وهي «العلم في الصغر كالنقش في الحجر»، ومتى ما كان الوالدان قريبين من أبنائهما فانهما حتما ستكون النتائج على الأبناء بشكل مقبول كحد أدنى، وعملية تعديل السلوك للطفل تبدأ في ان يكون الاب قدوة حسنة لابنه، وذلك الامر بحد ذاته يشكل تحديا كبيرا للجميع.وهناك العادات والتقاليد الاسلامية والعربية وهناك الثقافة الخاصة بكل بلد ترعرع به الأطفال من الجنسين.ان الطفل المعاصر لم يعد كما كان الطفل في الماضي، كون البيئة المحيطة به تختلف الى حد كبير عن البيئة التي تربى بها والداه.ان كنا نطمح إلى الحصول على مجتمع ديموقراطي متقدم، فلن يتحقق هذا من خلال عملية الانتخابات، بل يتحقق من خلال غرس سلوكيات وأساليب حياة علينا ان نسير وفق أفكارها التي يجب ان تكون تلقائية وليست مصطنعة، ولا يمكننا ان نحظى بجيل ديموقراطي، ان كان أطفالنا قد نشأوا في بيوت تمارس فيه عملية التسلط من قبل الأب او الأم، فالقمع هو مرض الأمراض التي تستمر أبعادها الى اكثر من جيل.على الوالدين أن يمتلكا الجرأة والقوة في معاقبة الأبناء خاصة، الأم التي تميل الى جعل ابنها في حالة دلع زائد ما يترتب عليه في المستقبل سلباً، لذا لابد من ان يكون الوالدان خصوصا الام تمتلك القدرة اكثر من الأب في التعامل مع الابناء خاصة في السن المبكرة للابناء.وهناك عوامل مؤثرة على الأطفال خاصة في ما يتعلق بما يقدم للطفل من أعمال فنية ومطبوعات، فقد اهتم علماء التربية في هذا الأمر اهتماماً كبيراً وبوقت مبكر وبات لدينا تخصص اسمه «أدب الأطفال»، والدكتورة كافية رمضان أشهر متخصصة في هذا المجال في الكويت وقد كانت لها مشاركة في تقديم برنامج افتح يا سمسم باللغة العربية الذي ما زلنا نتذكره وقد ترك بصمة في ذاكرتنا الإعلامية التربوية... وللحديث بقية.* كاتب وفنان تشكيلي كويتي