×
محافظة الرياض

انطلاق المعرض والمؤتمر الدولي الـ18 للأمن الصناعي

صورة الخبر

باريس - أ ف ب - غداة انتخابه رئيسا لفرنسا، حضر ايمانويل ماكرون، أمس، احتفالات الثامن من مايو مع الرئيس المنتهية ولايته فرنسوا هولاند، قبل ان يبدأ تشكيل حكومته تمهيدا للانتخابات التشريعية التي ستشكل امتحانا بعد فوزه الكبير في الاقتراع الرئاسي.وتنتهي ولاية هولاند رسميا الاحد المقبل ويفترض ان تتم مراسم نقل السلطة في عطلة نهاية الاسبوع.ورافق ماكرون أمس، هولاند الى احتفالات الذكرى 72 لانتصار الثامن من مايو 1945، وكذلك غداً، في «اليوم الوطني لذاكرة العبودية» قبل الاجتماع الاخير لمجلس الوزراء برئاسة هولاند. وسيستقيل ماكرون الاثنين من رئاسة حزب «الى الامام!».وأعلن هولاند أن مراسم تسليم الرئاسة إلى ماكرون ستجري الأحد في قصر الاليزيه. وعلى هامش احتفالات 8 مايو بنصر الحلفاء على المانيا النازية، أمام قوس النصر في باريس، عبر هولاند عن «تأثر كبير» في شأن تسليم «راية المسيرة» الى ماكرون، وزير اقتصاده السابق الذي «واكبه» اثناء مساره السياسي ثم «تحرر» بلا خيانة.ويفترض ان يكشف ماكرون اسم رئيس الوزراء الذي اختاره واعضاء الحكومة قبل ان يصب جهوده في تحقيق غالبية في الانتخابات التشريعية المقبلة (11-18 يونيو).وكان ماكرون انتخب أول من أمس، بـ 66.10 في المئة من الاصوات، حسب نتائج شبه نهائية تشمل 99,99 في المئة من الناخبين المسجلين، متقدما بفارق كبير على منافسته مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن (33.90 في المئة)، في دورة ثانية من الانتخابات سجلت فيها نسبة امتناع كبيرة (25.44 في المئة) وغير مسبوقة في اقتراع رئاسي منذ 1969.وبلغت نسبة الاوراق البيضاء او اللاغية نحو تسعة في المئة (اكثر من اربعة ملايين)، وهي نسبة قياسية في انتخابات رئاسية.وبين الامتناع عن الاقتراع ووضع ورقة بيضاء، رفض واحد من كل ثلاثة فرنسيين الاختيار الاحد بين المرشح الوسطي ومرشحة اليمين المتطرف.وفي نهاية حملة شهدت تطورات كثيرة اصبح ماكرون (39 عاما) الرئيس الثامن في الجمهورية الخامسة واصغر الرؤساء سنا في تاريخ فرنسا.وليل أول من أمس، التقى ماكرون انصاره - بين عشرين واربعين الفا - امام اهرام اللوفر. واعترف بأن هذا الفوز الواسع الذي حققه لا يعني «شيكا على بياض».وقال ماكرون إن بلاده ستكون في طليعة الحرب على الإرهاب.وأضاف في خطاب اتسم بالجدية في مقر حملته الانتخابية بثته قنوات التلفزيون على الهواء مباشرة «أعرف الانقسامات في وطننا وهو ما دفع البعض إلى التصويت للمتطرفين. أنا احترمهم، وأعرف الغضب والقلق والشكوك التي عبر الكثيرون منكم عنها أيضا. سأعمل لإعادة إيجاد الرابط بين أوروبا وشعوبها..بين أوروبا ومواطنيها».وقال ماكرون بعد انتخابه «سأتصدى للانقسامات» التي تعاني منها فرنسا مؤكدا انه يدرك «غضب وقلق وشكوك» الفرنسيين.واورد ماكرون من المقر العام لحملته في باريس «اعرف انقسامات امتنا التي دفعت البعض الى الاقتراع في شكل متطرف، انني احترمهم» و«تقضي مسؤوليتي بتهدئة الخوف وبأن نعود الى التفاؤل».كذلك، أكد الرئيس المنتخب الوسطي والموالي لاوروبا في كلمة ألقاها من المقر العام لحملته في باريس انه سيعمل «على اعادة نسج العلاقات بين اوروبا والشعوب التي تؤلفها، بين اوروبا والمواطنين».ووعد ماكرون بأن تكون «اعادة الاخلاق» الى الحياة العامة احد «اركان» عمله بعدما طبعت الحملة فضائح عن وظائف وهمية مفترضة طاولت مرشح اليمين فرنسوا فيون ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن.وختم الرئيس الجديد خطابه بالقول «فلنحب فرنسا، سأخدمها بتواضع وتفان وتصميم».وعبرت لوبن رغم هزيمتها، عن ارتياحها «للنتيجة التاريخية والكبيرة» لحزب «اصبح القوة الاولى في المعارضة».وحصلت على 10,5 ملايين صوت متجاوزة بذلك وبفارق كبير النتيجة التي سجلت في الدورة الاولى (7,7 ملايين صوت). وكان والدها جان ماري لوبن سجل تقدما طفيفا في مواجهة شيراك في انتخابات 2002.واشارت صحيفة «لوموند» الى أن «العديد من الفرنسيين لم يصوتوا (لصالح) مرشح، بل (ضد) اليمين المتطرف» فضلا عن نسبة قياسية من الامتناع عن التصويت والاوراق البيض والاوراق اللاغية.أما صحيفة «ليبيراسيون» اليسارية فكتبت ان ما جرى كان «انتصارا تحت الضغط» لأن «النسبة الكبيرة للامتناع عن التصويت، رغم التهديد الذي يمثله اليمين المتطرف، هي إشارة الى عدم ارتياح حيال الرئيس الجديد».وتتمثل اول الاجراءات التي اعلن عنها ماكرون بتقديم مشروع قانون حول «اخلاقيات الحياة السياسية». كما يرغب الرئيس الجديد في تعديل قانون العمل «بدءا من الصيف»، على الرغم من معارضة اليسار.ويفترض ان يحسم حزبه «الى الامام!» هذا الاسبوع الخيارات الحساسة للمرشحين للانتخابات التشريعية مع التركيز على «التجديد» الذي وعد به ماكرون.ويواجه «الحزب الاشتراكي»، الذي خرج من الانتخابات بعدما حصل مرشحه بنوا آمون على ستة في المئة من الاصوات، خطرا كبيرا.اما اليمين الذي تغيب للمرة الاولى منذ 1958 عن الدورة الثانية من الاقتراع بعد خروج فرانسوا فيون، فسيحاول ان يفرض على ماكرون تعايشا، في حملة يقودها فرنسوا باروان.من ناحيته، يأمل حزب «الجبهة الوطنية» الممثل بعضوين في الجمعية الوطنية فقط، في تشكيل مجموعة برلمانية.ويشير استطلاع للرأي اجراه «كانتار سوفريس-وانبوان» ان «الى الامام!» سيحصل على ما بين 24 و26 في المئة من الاصوات متقدما على الجمهوريين (22 في المئة) والجبهة الوطنية (21-22 في المئة) و«فرنسا المتمردة» (13-15 في المئة) والحزب الاشتراكي (8-9 في المئة).الى ذلك، قال جان بيزاني فيري، المستشار الاقتصادي لماكرون، إن الرئيس الجديد، سيكون صارما في المفاوضات في شأن شروط خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلا أنه لن يسعى لمعاقبة لندن.وأضاف أنه ما من أحد يريد انفصالا صعبا لبريطانيا يقطع أواصر العلاقات تماما بينها وبين بقية أعضاء الاتحاد الأوروبي بمجرد انسحابها منه.وأشار الى أن هناك مصلحة متبادلة في المحافظة على الروابط الاقتصادية والأمنية.وتابع: «في الوقت ذاته لدينا مصالح متشعبة فيما يتعلق ببعض نواحي المفاوضات. ومن ثم ستكون هناك مفاوضات صعبة وسيكون صارما (...) ماكرون لن يسعى لمعاقبة بريطانيا على خروجها من الاتحاد الأوروبي رغم أنه يسعى لتدعيم التكتل.عقاب؟ بالطبع لا. لكنه يعتقد اليوم أن أوروبا جزء من الحل للمشاكل التي نواجهها».