أكد مفكرون وعلماء في القاهرة أن بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، تمثل ذكرى تحتفي بها الشعوب العربية لمكانته في قلوب وعقول العرب والمسلمين ودوره تجاه القضايا العربية والإسلامية، الذي يعكس روح العروبة والإسلام.. وقالوا: إن زعامته تتخطى ذلك إلى حمل الهموم العربية في وقت تردى فيه الحال العربي للدخول في زمن الفتن والمؤامرات. وقالوا: إننا أمام زعيم عربي يحفظ رمانة ميزان المنطقة ويحمل على كاهله عبء الذود عن الوحدة العربية بكل ما أوتي من قوة ويستخدم مكانته وموقع المملكة في المحافل الدولية من أجل ذلك على كل المستويات، مؤكدين أن المملكة ومواقفها المعتدلة في عهد خادم الحرمين وقفت حائط صد أمام الإرهاب والتطرف، الذي يواجه العالم العربي. في البداية يقول المستشار عبدالعاطي الشافعي رئيس محكمة النقض السابق ورئيس جمعية الصداقة المصرية السعودية: إن ذكرى البيعة لها مذاق خاص هذا العام لأنها تعكس لكل الشعوب العربية والإسلامية قائد وزعيم عربي يظهر وقت الشدائد والمحن ليذود عن أمته بكل ما أوتي من قوة ، كما يستغل مكانة وموقع بلاده عربيا ودوليا ليواجه المخاطر والتحديات، فالمملكة لم تقف مكتوفة الأيدي أمام التحديات الجسام، التي تواجه دولنا، كما لم تتدخل في شؤون الدول الأخرى، بل تبنت موقفًا رشيدًا يميز الخبيث من الطيب ويكشف الأوراق عن المؤامرات التي تحاك بالأشقاء، ولاننسى في مصر موقفه التاريخي، الذي لايقل عن موقف شقيقه الراحل الملك فيصل بن عبدالعزيز حين منع البترول عن الدول الداعمة لإسرائيل في حرب 73، وقد وقف بصورة حاسمة ليؤكد للعالم أن ما حدث في 30 يونيو 2013 تصحيح لمسار ثورة يناير، ولن ينسى المصريون هذه الوقفة الشجاعة، التي لولاها لدخلت مصر في متاهات الصراع الداخلي والتآمر الخارجي. بيعة تتخطى الحدود من جانبه قال علي المغربي نائب رئيس جريدة الأخبار المصرية: إن الاحتفاء بذكرى البيعة، وخصوصًا هذا العام هو احتفاء عربي وإسلامي لزعيم وقائد عربي يعتبر كل الأقطار العربية والإسلامية جزءًا من مسؤولياته، وهذه هي حدود الزعامة، ومن ثم حين نتحدث عن احتفاء الشعوب وليس شعبًا واحدًا هو الشعب السعودي، لانكون مجاملين بقدر ما نضع الحقائق في نصابها، ولاشك أن خادم الحرمين الشريفين موجود بقوة في قلوب وعقول الشعوب العربية والإسلامية حتى ولو كانت هناك خلافات في وجهات النظر، فالمتفقون والمختلفون يجتمعون حول سياسة المملكة التي لاتعرف إلا الاتزان والتعقل ومواجهة الأخطار برؤية الشقيقة الكبري المسؤولة، ومن ثم نتأكد من الدور المحوري والأساسي للشقيقة السعودية كحافظة لأمن العالم العربي، وما قام به خادم الحرمين من مواقف حفظ له مكانة في قلوب الشعوب قبل الحكام، وتأكد للجميع مدى حرصه على استقرار ووحدة الدول العربية وألا تتكرر مأساة العراق في عواصم أخرى، خاصة مصر، لأنه وكما يعتقد الأشقاء في كل الدول العربية إذا سقطت مصر سقط العالم العربي كله. الدعاوى الضالة وحول جهود خادم الحرمين للحفاظ على الرؤية الوسطية للإسلام وأن المملكة ستظل حائط صد ضد الإرهاب والإساءة للإسلام .. قال الشيخ شوقي عبداللطيف وكيل وزارة الأوقاف السابق: إن المملكة التي تقوم على أساس من شريعة الإسلام، ومن أرضها انطلقت رسالته وإليها يفد المسلمون من شتى أنحاء الأرض، ستظل الأرض التي لاتعرف العنف والإرهاب، وعلي أرضها ستتحطم كل الدعاوى الضالة والفاسدة لأنها منبت النبوة، وقد قيض الله لهذه الأرض حكامًا يؤمنون برسالة الإسلام ويقومون عليه، ويعتبرون هذه مسؤوليتهم الأولى، وقد عززت جهود خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هذا التوجه بتأكيده على نبذ العنف والإرهاب ووسطية وسماحة الإسلام قولا وفعلا، وجهودا ممتدة من أقصى الأرض إلى أقصاها، ومن ثم حين تتخذ الشقيقة المملكة موقفًا فإن القاصي والداني يعلم أنه لصالح الشعوب، وحرصا على رسالة الإسلام أمام العالم كله، وقد اكتسب خادم الحرمين مكانة كبرى لأنه موجود بقوة في كل قضايا أمته بحسه العروبي وبنخوته الإسلامية، ونذكر حين كان وليًا في مؤتمر القمة العربية بالقاهرة حين دعا إلى دعم القدس وفتح الباب لتحريك القضية بشكل عملي وغيرها من المواقف المشهودة والممتدة. زعيم لايعرف المحاباة من جانبه قال د. مصطفي كامل عضو مجلس إدارة جمعية الصداقة المصرية السعودية: أحب أن أضيف شيئًا جديرًا بالتوقف والاحترام أنه ورغم نظرة البعض إلى مواقف المملكة برؤية مغلوطة لا يجرؤ أحد من هؤلاء على التطاول على المملكة لأن الجميع يعلم أنها دولة راسخة، ولايمكن الاستغناء عنها وأن من يتفق معها أو يختلف لابد أن يعود إليها، وأعتقد أن مرد ذلك إلى الإخلاص في مواقف خادم الحرمين والالتزام بالحق والحرص على مصالح الأمة وثوابت وأصول الإسلام الوسط فكل من تبنى فكر العنف أو الإرهاب سرعان ما يعود عنه لأنه ليس من صحيح الدين، وأحب هنا أن أشير إلى موقف المملكة، وما فعله خادم الحرمين تجاه ما يحدث في سوريا ومصر فلم تقف المملكة موقفا متفرجا أو دبلوماسيا من الأحداث، ولكن وقفت موقف الشقيقة الكبرى، التي تذود عن مصالح الدول العربية وتحرص على أمن وسلامة شقيقاتها وأمن وسلامة الشعوب، فالإرهاب لايبني أوطانًا، سواء كان باسم الإسلام أو ضد الشعوب، كما يحدث في سوريا، وهذا يكشف كيف تنظر المملكة إلى مصالح الدول العربية. -الأمر الثاني الذي نلفت الانتباه إليه أن خادم الحرمين الشريفين لايعرف في الحق لومة لائم، وهذا يجسده موقف السعودية من الشقيقة قطر، وهو موقف يستحق التوقف فوجدنا رفضا سعوديا لمواقف قطر ودعمها للإخوان، وهو ما يثير حفيظة بعض الدول، وقد عالج خادم الحرمين هذه القضية بمنتهى التعقل، حيث وقف موقفًا ليس مسبوقًا من قطر ولم يرق بهذا الموقف إلى الدرجة، التي تثير القطيعة وتم رفض مناقشة هذه الأزمة في القمة العربية في الكويت باعتبارها شأنا خليجيا بما يفتح الباب أمام حلها في نطاق المجلس الخليجي، وفي ذات الوقت لم تتنازل المملكة عن ثوابتها تجاه قضايا الأمة العربية، وهذا الموقف يسترعي الانتباه والتوقف ويكشف زعامة وقدرة خادم الحرمين على اتخاذ المواقف، التي تخدم مصالح الأمة كلها. وعاد المستشار الشافعي ليؤكد ان مايفعله خادم الحرمين من مواقف وسياسات نموذج للحكم الإسلامي الرشيد لدولة أرست قواعد طيبة من العلاقات مع كل دول العالم ودحضت فكر الإرهاب والتطرف وناصرت وسطية الإسلام فاكتسبت احترام الجميع ومن ثم حين تأتي بيعة خادم الحرمين في ذكراها فإنها تعد بيعة ليست من الشعب السعودي أو من الشعوب العربية والإسلامية فقط ولكنها بيعة من كل محبي العدل والسلام في الأرض لرجل يسعي لتحقيق الأمن ونشر السلام ومواجهة المعتدي والغافل وتحقيق الوفاق العالمي، كما أن موقف خادم الحرمين الشريفين من مصر يعطي مذاقا خاصا للبيعة هذا العام لأن وقفته معها دحضت كل محاولات إشعال الفتنة لتطال باقي دول المنطقة وحين تأتي هذه المؤامرة على مصر فقد أدرك خادم الحرمين بحسه العروبي وبمروءته الإسلامية أن سقوط مصر في براثن المؤامرة هو نهاية كل العالم العربي، ومن ثم كان موقفه الممتد لمواقف سابقة لاتقل بطولة ولاشجاعة لحماية الشعوب والدول العربية. وعن دور المملكة عالميا في عهد خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قال د. مصطفي كامل: المملكة من الدول التي لها مكانتها العربية والإسلامية ومن ينظر إلى الزيارة الأخيرة للرئيس الأمريكي ولقائه بخادم الحرمين يدرك هذه الأهمية ومن يطالع نتائج الجولة المكوكية للأمير سعود الفيصل إلى أوروبا لتوضيح الموقف المصري يدرك أيضًا هذه الأهمية، وإذا أضفنا إلى ذلك ما يتمتع به خادم الحرمين من صراحة ووضوح تجاه قضايا المنطقة فإنه ذلك يكسبه احترام وتقدير عالمي لثوابت الدولة السعودية، التي تتبني سياسات واضحة في ظل وجود دول نشاز في المنظومة الدولية تثير القلق وتدعو للمشكلات وتؤجج الصراع. المزيد من الصور :