أبوظبي: علي داوود أكدت إدارة المستشفى الذي تعالج فيه المريضة المصرية إيمان أحمد عبدالعاطي، الملقبة ب«أسمن امرأة في العالم»، في أبوظبي أنها تنقل اليوم من العناية المركزة إلى الغرفة المخصصة لها في الطابق الخامس بكامل معداتها وتجهيزاتها الطبية، مع تشديد الحراسة وعدم الزيارة إليها من قريب أو بعيد. وتحفظت إدارة المستشفى على إعلان وزن المريضة؛ لخصوصيتها وحساسية الأمر، لكنها وصفته ب«الكثير».أكدت الإدارة أن المريضة تحسنت بصورة كبيرة ملحوظة ورائعة، وتخلصت خلال فترة ال24 ساعة الماضية من الحالة النفسية التي كانت تعانيها في السابق.وتوجهت الإدارة بالشكر إلى الجهات المسؤولة والمعنية في الدولة، خصوصاً وزارتي الخارجية والداخلية، وكوادرهما؛ لما بذلاه من دعم كبير ومساندة لقضية عبدالعاطي، فضلاً عن الجهود التي بذلتها إدارة مطار أبوظبي الدولي، والعمل الإبداعي الكبير الذي قامت به في عملية إنزال المريضة من الطائرة، والتحرك بها من المطار حتى وصولها إلى المستشفى، إلى جانب جهود الدكتور نهاد حلاوة رئيس الفريق الطبي الذي نقل المريضة إلى أبوظبي.وقال الدكتور ياسين الشحات، المدير التنفيذي الطبي لمستشفى "برجيل"، في مؤتمر صحفي أمس بمبنى المستشفى: «وفقاً للخطة العلاجية التي وضعت، قيّمنا حالة المريضة وتوصلنا بواسطة الفريق الطبي المتخصص في جميع المجالات المكون من 20 طبيباً إلى نقاط كثيرة جداً، أبرزها اكتشاف بعض المشاكل الصحية للمريضة، خصوصاً وجود حمى والتهابات في المجاري البولية وعدد من قرح الفراش، إلى جانب جلطة سابقة أثرت في حركتها».وأضاف: «بالنظر إلى تلك المستجدات غيّرنا كثيراً في نوعية العلاجات المطلوبة، كما اكتشفنا وجود خلل وارتجاعاً شديداً في الصمام الأورطي للقلب، وبعد البحث مع الاستشاريين والمتخصصين في جراحة القلب اتفقنا على استبعاد التدخل الجراحي في الوقت الحالي، ووضعنا أولويات في العلاج حتى نقدم أفضل السبل والخطط العلاجية التي تساعد على تحسين حالة المريضة».وأكد الشحات أن وفداً من البعثة الدبلوماسية المصرية في أبوظبي زار المريضة أمس الأول، ووقف على حالتها الصحية، مشيراً إلى أن حالتها النفسية تقدمت بشكل كبير بعد أن كانت في مرحلة بؤس، حتى أنها بدأت تتجاوب معنا في الحديث خلال زيارة الوفد الذين كانوا سعداء للغاية بالتطور الملحوظ.وبحسب الشحات، فإن المستشفى أجرى عدداً من الفحوص لعبدالعاطي؛ لقياس قدرتها على عملية البلع والكلام، لأنها تعتمد منذ فترة طويلة على البلع بواسطة أنبوبة المعدة، مشيراً إلى أنه وفقاً للخطة على المدى القريب سيتم الاستغناء عن الأنبوبة بعد التأكد من عملية البلع تدريجياً.وأوضح أن المريضة تعاني مشاكل كثيرة في العظام والمفاصل خصوصاً الأرجل، مؤكداً أن عملية إنقاص الوزن ليست همهم الأول في الوقت الراهن، وأن المهم حالياً هو تأهيل المريضة نفسياً حتى تستطيع رؤية الحياة على الأقل بدرجة معقولة، فعبدالعاطي لم تجلس منذ فترة طويلة جداً، إلا أنهم يسعون جاهدين في خطة تأهيلها خلال فترة وجيزة حتى تستطيع الجلوس على كرسي متحرك. ويواصل المستشفى جلسات العلاج النفسي بالتعاون مع اختصاصية في الكلام، حتى تعيد للمريضة قدرتها على الحديث، والتواصل مع أهلها والآخرين، مستبعداً أي تدخلات جراحية في المدى القريب، بحسب الشحات، الذي أكد أن المستشفى أجرى فحوصاً كاملة جينية وهرمونية وأرسلها إلى الخارج؛ للتأكد من بعض الأمراض من عدمه، وربما تأخذ بعض الوقت.وأشار الشحات إلى أنه بحسب الخطة الموضوعة للمريضة، فإن عملية الوزن ستكون بعد مرحلة التأهيل النفسي، وخلال 45-60 يوماً وربما أقل ستكون جالسة على كرسي، فضلاً عن توفير تقرير طبي مفصل عن الحالة قريباً، حتى يوقف الإعلام اللغط الكبير عن حالة المريضة.وأكد الشحات أن المستشفى مجهز تجهيزاً كاملاً بأفضل الوسائل والمعدات والخدمات الطبية، علاوة على الكوادر الطبية المؤهلة لاجتياز الحالة، وقال: «تعاملنا مع حالات مثيلة وأصعب وتخطيناها. تركيز الإعلام على المريضة هو التحدي الذي يواجهنا».وأضاف: «الإدارة متمثلة في الدكتور شامشير الرئيس التنفيذي ومؤسس مستشفيات المجموعة لم تنظر إلى تكلفة العلاج مطلقاً، وسنقوم بواجبنا الإنساني الخيري مهما كلف الأمر من وقت أو مال. ونحن مكتفون بالفريق الطبي الذي يعمل لدينا، وإذا دعت الحاجة فسنستعين بأي خبرات محلية أو عالمية».