لا يمكن إيجاد مبرر لمن يعتمد توظيف أسماء الحيوانات مثل "القطو" والـ"كلب" للانتقاص والاحتقار أو السخرية والتهكم ممن يختلف معهم ولا يمكن القول هنا إلا أن "كل إناء بما فيه ينضح". أقول هذا بعد أن وصلتني صورة ملتقطة لحوار دار بين زميلين إعلاميين يعملان في الوسط الرياضي عبر "تويتر"، لم يحتملا تعصب كل منهما للنادي الذي يعشقه، ما دفعهما للنزول إلى هذا المستوى في الحوار، وكان الأكثر إزعاجا لي أن من عجز عن استخدام لغة الإقناع والمنطق في حواره مع شخص اختلف معه، يطالعنا بعد ثلاثة أيام من لغته الهابطة تلك بمقالة طويلة في الصفحة الرياضية التي يكتب بها في إحدى صحفنا العريقة، ناصحا الرأي العام الرياضي بضرورة التمسك بالأخلاق الفاضلة والبعد عن التعصب الرياضي! لغة "القطو" و"الكلب" كانت دليلا حاضرا وحجة قوية للبعض ممن درجوا على اتهام الإعلاميين الرياضيين عندنا بما ظهر عليه صاحبا "القطو" و"الكلب" وأن العاملين في الوسط الرياضي الإعلامي بشكل عام يفتقرون أدنى مقومات العمل الصحفي وما تتطلبه أخلاقيات المهنة ومع هذا تتاح لهم فرصة كتابة الرأي في زوايا ظاهرة وبارزة، مثلما يتاح لهم التنظير والتحليل في البرامج الرياضية التلفزيونية، وأن مثل هذه الفرص وهذه المساحات والأوقات المتاحة لهم لإظهار ما اكتنز في عقولهم وما أفرزته ثقافتهم مما هو على وزن "القطو" و"الكلب" من المستحيل أن يتحقق لزملاء لهم يعملون في أقسام أخرى غير الأقسام الرياضية في نفس تلك الصحف والمحطات التلفزيونية والقنوات الفضائية، ذلك لأن لكل باب من أبواب العمل الصحفي والإعلامي بشكل عام شروطا وإمكانات وقدرات لا تتوافر في كل صحفي أو إعلامي، باستثناء الأقسام الرياضية والقنوات الرياضية، فإنها تسقط كل تلك الشروط وكل تلك القدرات والإمكانات لتتيح المجال لكل من هب ودب ليكون محررا رياضيا وكاتبا رياضيا ومذيعا رياضيا ومحللا رياضيا. والحق أن هذه التهمة منذ سنين طويلة نعاني منها نحن الإعلاميين، وخاصة رؤساء التحرير، وبالذات عندما تهبط لغة الحوار إلى مثل ما ذكرت هنا، وكذلك عندما يرى عدد ليس بقليل من المحايدين والمراقبين للوسط الإعلامي الرياضي أن هذا الإعلام بمستواه غير المقبول هو السبب الرئيس في تدني مستوى الرياضة في بلادنا واختفاء بريقها السابق وابتعادها عن المشاركة في المحافل الدولية. أقول كل ما سبق اتهامات مزعجة لنا وكنا ندافع عنها وكنا نقول إن ما هو موجود في الوسط الإعلامي الرياضي لا يمثل كل هذا الوسط الذي فيه كثر ممن يرفعون الرأس بمهنيتهم وسمو أخلاقهم وجميل كتاباتهم، ولهذا ينبغي على مسؤولي الأقسام الرياضية في الصحف والقنوات الرياضية أن يبادروا إلى إبعاد من يسيئون للوسط الرياضي الإعلامي، هذا الوسط الذي يزخر بالكفاءات وبالإقلام المتزنة، وألا يقبل لمثل هؤلاء العابثين بسمعة الإعلام الرياضي بالعودة لممارسة الكتابة الصحفية إلا بعد اعتذار صريح للقراء عما بدر منهم.