×
محافظة المنطقة الشرقية

مختصون لـ"عاجل": إغلاق المحلات في التاسعة سيفشل

صورة الخبر

إذا بحثت عن عالِمَة أو خبيرة تكنولوجية في موسوعة «ويكيبيديا» على الإنترنت، فمن المرجح ألا تجد ما تبحث عنه، إذ لا تملك شريحة كبيرة منهن صفحات مفصلة، ولا حتى صفحة عادية، على موقع تلك الموسوعة الشبكيّة الحُرّة التي أنشأها مساهمون، غالبيتهم الساحقة من الرجال! ويجسّد الأمر أحد عوارض مشكلة أكبر تصطدم بها المرأة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وهي اختصاصات يتفوق الرجال عدداً على النساء فيها. ولا بد من الإشارة أيضاً إلى أن النساء العاملات في تلك المجالات لا يحظين دائماً بالتقدير، حتى اللواتي قدمن أعمالاً رائدة. فمنذ العام 2009، لم تفز امرأة بجائزة «نوبل» للعلوم! ظلال كومبيوتر «بابيج» في هذا السياق، تأمل أستاذة في علم الأحياء لدى جامعة «براون» وإحدى خريجات الجامعة ذاتها، أن تساعدا على تقليص تلك المشكلة، إذ تتعاون أستاذة علم الأحياء آن فاوستو- ستيرلنغ مع خريجة جامعة «براون» مايا وينستوك، على صوغ مقالات في «ويكيبيديا» عن نساء متخصّصات في العلوم، وتحرصان على ربط مقالاتهما في سياق حدثي أيضاً، بغية المساعدة على تعزيز تمثيل المرأة على موقع «ويكيبيديا». وجمعت وينستوك وفاوستو- ستيرلنغ عشرات الطلاب وعدداً من أعضاء الكلية في جامعة «براون»، بغية تدريبهم على كيفية إضافة الصفحات وتحريرها. كما اقترحتا قوائم تضم أسماء نساء تمكن إضافتها، أو صفحات أسماء قابلة لإعادة النظر فيها، أو أخرى كانت تحتاج إلى تفاصيل أكثر، إضافة إلى روابط خاصة بالمصادر الموثّقة عن المواد التي تجري إضافتها. ومن ضمن الأسماء التي جرت إضافتها، العالِمة إنغيبورغ هوشمير التي لا تملك صفحة تخصّها على رغم فوزها بجائزة «لاسكر» المرموقة للبحوث الطبية بفضل مساهمتها في تطوير زراعة الحلزون الحديثة. في المقابل، يملك زوجها إروين هوشمير، المهندس البارع الذي ساهم في تطوير الجهاز ولم يفز بجائزة «لاسكر»، صفحة خاصة به على موقع «ويكيبيديا». وينطبق الوصف عينه على آني كازناف التي فازت في 2012 بميدالية «وليام بوي» عن مساهماتها البارزة في علم «فيزياء الأرض»، مع الإشارة إلى أنها تملك صفحة باللغة الفرنسية، وليس بالإنكليزية، على «ويكيبيديا». وبالتزامن مع «يوم آدا لوفلايس» (وهي عالِمَة كومبيوتر لم تنل نصيباً عادلاً من الشهرة على رغم مساعدتها في صنع كومبيوتر «بابيج» الشهير)، عقدت وينستوك وآن فاوستو- ستيرلنغ دورة تدريبيّة ذات طابع خاص. ويسلّط التدريب الضوء على دور المرأة في ميدان التكنولوجيا، مع الإشارة إلى آدا لوفلايس، وهي ابنة الشاعر الشهير لورد بايرون وسمّاها على اسم اخته، غالباً ما توصف بأول مبرمجة كومبيوتر عرفها التاريخ (انظر «الحياة» 06 نيسان/ إبريل 2014). الروائيّات مظلومات أيضاً في سياق متّصِل، صرحت وينستوك بأنها تسعى إلى تطوير «ويكيبيديا» بسبب نفوذها الواضح بوصفها أكثر الموسوعات الرقميّة شعبية وانتشاراً. ولفتت وينستوك إلى أن «ويكيبيديا» هي الموقع الأول الذي يتوجه إليه معظم جمهور الإنترنت أثناء بحثهم عن موضوع محدّد، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالعلوم والتقنيّات. وخاطبت المتدربين بالقول: «إنكم تساهمون في تغيير محتوى يمكن أي شخص آخر الاطلاع عليه في إطار بحثه عن موضوع محدّد». من جهة أخرى، صرحت سارة هارتسي وجاكلين غو، وهما طالبتان في السنة الأولى في مجال علوم الحاسوب في جامعة «براون»، بأنهما أدركتا للمرة الأولى عدم المساواة بين الجنسين على موقع «ويكيبيديا» من خلال بلبلة شهدها فصل الربيع المنصرم. وحينها، شرع أحدهم في نقل أسماء الروائيّات، بمن فيهن هاربر لي وآن رايس، على نحو منتظم من صفحة «الروائيين الأميركيين» إلى فئة «الروائيّات الأميركيات»، وهي صفحة تتفرّع إلكترونيّاً من صفحة الروائيين. وبيّنت هارتسي وغو أنهما لامستا حالاً واضحة من عدم المساواة بين الجنسين في العلوم والتكنولوجيا، وكذلك الحال بالنسبة إلى النشاطات المشابهة لها. وأوضحتا أنهما سمعتا أستاذتهما في مادة علوم الحاسوب تتحسر على مغادرة نساء موهوبات ذلك المجال في معظم الأحيان. ولم تقدم أي واحدة منهما على تحرير صفحة من موسوعة «ويكيبيديا» قبل ذلك الحراك النسويّ. وبعده، أمضت الفتاتان ليالي كاملة وهما منهمكتان بإعادة تنظيم صفحتي عالمة النبات كاثرين إيزو وعالمة المحيطات سيلفيا إيرل، وإضافة التفاصيل إليهما. وعلقت هارتسي على تلك المعطيات قائلةً: «تعجبني هذه الخطوة، لأنها تمكّن المرأة من تسجيل مساهمة لها».