يحث ديننا الحنيف على النقد الهادف البنّاء الذي ليس فيه تجريح ولا إساءة لأحد وهذا منهج نبوي يتضح لنا من قصة حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه عندما أرسل رسالة لقريش يخبرهم بما أجمع عليه النبي صلى الله عليه وسلم قبل فتح مكة فكان منهج النبي صلى الله عليه وسلم عكس بعض أصحابه الذين طالبوا بقتله وأنه منافق، فقد قبل بعذره بعد أن قال له: ما حملك على هذا؟ كمنهج نبوي واضح يكتشف من مرتكب الفعل أن يبين سبب ارتكابه وهذه في أمر مهم من أمور الإسلام، ورد على من اتهمه بالنفاق بقوله صلى الله عليه سلم: وما يدريك لعل الله غفر لآل بدر وقال لهم افعلوا ماشئتم فيه". فهذا النهج ينبغي -اقتداءً بالحبيب صلى الله عليه وسلم- أن يكون متبعًا من قبل بعض الإعلاميين الذين ينتقدون ويجرحون اللاعبين بل والرياضيين عامة وأرى أن يكون إلى جانب ذلك توعية مستمرة للاعبين قبل نقدهم شخصيًا، خاصة أن بعض اللاعبين قد ينظر لهذا النقد أنه ضده شخصيًا أو ضد ناديه، وهذا يجب ألا يكون، ومن وجهة نظري وقد كتبت عن ذلك أكثر من مرة أن تكون هناك توعية محاضرات تُلقى على اللاعبين تكون إجبارية تخطط لها إدارات الأندية بالتعاون مع عدد من الدعاة القريبين في طرحهم من اللاعبين أمثال الشيخ سليمان الجبيلان، الشيخ صالح الحمودي، الشيخ الدكتور خالد الجبر، الدكتور إبراهيم الدويش، الدكتور محمد العريفي، الدكتور سعيد مسفر، الدكتور عائض القرني، الدكتور سعد البريك، وغيرهم كثير، وأعتقد أن تخصيص المحاضرة للاعبين في مناقشة خاصة من شأنه أن يؤدي إلى تقبل اللاعبين، وكذلك يمكن أن يسألوا عن أمور أخرى يحتاجون إليها وتكسر الحواجز بين الأندية والرياضيين، وأذكر أنه في سنوات مضت كانت هناك لقاءات لبعض الدعاة مع لاعبي أندية الهلال والنصر، بل إن بعض كبار العلماء استقبلوهم أمثال الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- وكذلك الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- وأتمنى أن تكون هناك مبادرات من الأندية، خصوصًا مع بدايات الاستعدادات لكل موسم رياضي وفي كل الألعاب وبالذات كرة القدم، وسنرى ثمار ذلك يانعة، ومحسوسة، وتعود بالنفع على الجميع.