دعت روسيا امس الجمعة النظام السوري الى التعاون مع خبراء الامم المتحدة بشأن المعلومات التي وردت حول هجوم بأسلحة كيميائية في ريف دمشق، وطلبت من المعارضة تأمين ممر»آمن» لخبراء المنظمة الدولية الى الموقع. من جهته، صعد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اللهجة حيال النظام السوري محذرا من انه في حال ثبت شن هجوم بالاسلحة الكيميائية في هذا البلد فان ذلك سوف يشكل «جريمة بحق الانسانية» تترتب عنها «عواقب خطيرة». مون: جريمة بحق الإنسانية تترتب عليها عواقب خطيرة الإبراهيمي: النزاع في سورية أكبر تهديد للسلام وفي لندن، صرح وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان الحكومة البريطانية تعتقد ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد يقف وراء هجوم بأسلحة كيميائية بالقرب من دمشق هذا الاسبوع. وصرح مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة الى سوريا الأخضر الابراهيمي ان النزاع في سورية يشكل حالياً اكبر تهديد للسلام في العالم، ودعا مختلف الاطراف الى الجلوس على طاولة المفاوضات. وشنت القوات السورية الاربعاء هجوما على الغوطة الشرقية ومعضمية الشام في محيط العاصمة السورية شرقا وغربا ويسيطر عليهما مقاتلو المعارضة، اسفر عن سقوط عدد من الضحايا لم يحدد بعد. وتحدثت المعارضة عن مقتل 1300 شخص واتهمت النظام السوري بشن الهجوم مستخدما غازات سامة. لكن المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يقول انه يعتمد على شبكة واسعة من الناشطين والاطباء على الارض احصى 170 قتيلا .ودعت روسيا النظام السوري الى التعاون مع خبراء الامم المتحدة بشأن المعلومات التي وردت حول هجوم بأسلحة كيميائية في ريف دمشق، وطلبت من المعارضة تأمين ممر «آمن» لخبراء المنظمة الدولية الى الموقع. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان امس ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اكد لنظيره الاميركي جون كيري في اتصال هاتفي فور كشف معلومات تحدثت عن هذا الهجوم ان «روسيا دعت الحكومة السورية الى التعاون مع خبراء الامم المتحدة في الاسلحة الكيميائية».واضاف البيان انه «بات الآن على المعارضة ضمان ممر آمن للبعثة الى مكان الحادث» الذي وقع في قطاع يسيطر عليه مسلحو المعارضة. وتابع ان لافروف وكيري عبرا خلال اتصال هاتفي عن «اهتمام مشترك بتحقيق موضوعي لبعثة خبراء الامم المتحدة الموجودة حاليا في البلاد، في امكانية وقوع هجوم بسلاح كيميائي في ضاحية دمشق». من جهته، قال بان كي مون ان «اي استخدام للاسلحة الكيميائية في اي مكان ومن جانب اي طرف كان وايا كانت الظروف، سيعتبر انتهاكا للقانون الدولي. ان مثل هذه الجريمة بحق الانسانية تترتب عنها عواقب خطيرة بالنسبة لمن يرتكبها». ووصف المعلومات التي وردت بشأن هجوم بالاسلحة الكيميائية اتهمت المعارضة النظام بشنه في ريف دمشق بانها «مقلقة جدا ومثيرة للصدمة». واضاف «انه تحد خطير للاسرة الدولية بمجملها وللانسانية التي تجمعنا، خصوصا وان ذلك حصل في وقت كانت بعثة خبراء الامم المتحدة في البلاد». وعلى غرار العديد من القادة والمنظمات غير الحكومية والهيئات الدولية، طالب بان كي مون مرة جديدة بتمكين فريق مفتشي الامم المتحدة الموجودين حاليا في سورية من التوجه الى المناطق التي افيد عن تعرضها لهجوم كيميائي من اجل التحقق مما اذا كان النظام استخدم فعلا هذا السلاح كما تتهمه المعارضة. وقال «لا يسعني ان اجد مبررا واحدا يجعل اي طرف كان سواء الحكومة او قوى المعارضة لرفض فرصة البحث عن الحقيقة في هذه المسالة».وقال بان كي مون «ليس لدينا وقت نهدره» وقد طلب من ممثلته العليا لشؤون نزع الاسلحة انجيلا كاين التوجه على الفور الى دمشق. وتحدث الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الخميس عن «استخدام اسلحة كيميائية على الارجح» فيما اعلنت الولايات المتحدة انه لا يسعها «في الوقت الحاضر» ان تتثبت مما اذا تم فعلا استخدام اسلحة كيميائية. من جهته، صرح وزير الخارجية البريطاني ان الحكومة البريطانية تعتقد انه «هجوم كيميائي شنه نظام الاسد على نطاق واسع لكننا نود ان تتمكن الامم المتحدة من التحقق من ذلك». اما الرئيس الاميركي باراك اوباما، فرأى ان المعلومات الواردة بشأن هجوم شنته قوات النظام السوري بواسطة اسلحة كيميائية في ريف دمشق تشير الى «حدث هام». وقال اوباما في المقابلة التي بثتها شبكة سي ان ان الجمعة «ان ما شهدناه يشير بوضوح الى ان هذا حدث مهم يثير قلقا شديدا، واننا على تواصل مع الاسرة الدولية برمتها» بهذا الصدد. وفي استوكهولم قال وزير الخارجية السويدي كارل بيلت انه شبه متأكد من أن سوريا استخدمت اسلحة كيميائية في قصف على مدنيين قرب دمشق. واكد بيلت على مدونته «لدى محاولتي تقييم كل المعلومات المتوافرة، اجد ان من الصعب التوصل الى خلاصة اخرى غير ان مادة كيميائية قاتلة استخدمت في الهجوم الذي شنته قوات النظام السوري ليل الثلاثاء الاربعاء». ميدانيا، قتل صحافي في تلفزيون «الاخبارية» السوري الرسمي في تفجير انتحاري استهدف مطعما في حي واقع تحت سيطرة قوات النظام في غرب مدينة حلب (شمال)، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) والمرصد السوري لحقوق الانسان.