البوعينين: هناك وعي بمقدار الحرية آل إسحاق: الصحافة المحلية توازن بين حرية التعبير واحترام التقاليد د. المرزوقي: الصحافة والمواطن والمسؤول لهم إسهاماتهم في الإنجازات د. الفياض: سقف الحرية متاح للجميع لكنه ليس مستغلا بالشكل المطلوب الساعي: الحيادية أثمرت نتائج ملموسة احتفل العالم أمس باليوم العالمي لحرية الصحافة تحت شعار "عقول واعية من أجل الأوقات الحرجة"، وهو شعار يعبر بلا شك عن التحديات التي تواجه وسائل الإعلام اليوم في ظل التغيرات التي يشهدها العالم، وهي تغيرات سياسية وجيوإستراتيجية تطرح أسئلة كثيرة لا يمكن للمحلل السياسي والناقد والمفكر أن يهتدي إلى إجابة عنها، وأن يقدم للمتلقي قراءة موضوعية لما هو ظاهر من أحداث إلا إذا توافر الخبر الصادق. ويتعرض عدد من الإعلاميين إلى أبشع أنواع التعذيب والتنكيل بسبب كشفهم للحقائق، واقترابهم من خطوط النار، كما تتعرض عدد من وسائل الإعلامي (الصحف والقنوات الفضائية) إلى المصادرة والإغلاق بسبب اختلاف توجهها مع الأنظمة الحاكمة، وعادة ما يكون الاختلاف سياسيا وأيديولوجيا (في بعض الدول العربية التي شهدت ثورات). أما على المستوى المحلي فإن الإعلام المحلي يحظى بسقف عال من الحرية، حتى إنه لا يوجد جهاز رقابة يمنع أو يحجب أو يغلق، بل الأمر يتعلق برقابة ذاتية وبضوابط أخلاقية وعقائدية لا يمكن المساس بها. "الشرق" واكبت هذا الحدث، وطرحت أسئلتها على عدد من الإعلاميين.. فكان التالي: البوعينين: هناك وعي بمقدار الحرية بداية يقول السيد أحمد سعد البوعينين المدير العام لوكالة الأنباء القطرية، لا شك في أن الصحافة القطرية خطت خطوات كبيرة جدا، وأصبحت صوت المواطن القطري، وكلنا نعلم أن في قطر حاليا لا توجد رقابة على الصحافة، بل توجد رقابة ذاتية من الصحيفة ذاتها، وهذا دليل وعي بهذا المقدار من الحرية. ما يحدث في العالم اليوم يتطلب تركيزا كبيرا، وللصحافة دور في ما يحدث في الوطن العربي، فالتحولات السياسية التي حصلت، أكدت أن الصحف القطرية تعرف ماذا تقول، وتنشط في هذا الجانب. والمسؤولون عن هذه الصحف لا شك أنهم على دراية كبيرة بهذه التحولات، ولله الحمد فإن صحفنا وإعلامنا القطري مواكب لأحداث كثيرة، محلية وخارجية، وعلى قدر من المسؤولية. لقد أصبح لدولة قطر اسم كبير في العالم، ولمواكبة هذا الاسم لا بد أن يكون هناك إعلام واع ومسؤول، إضافة الى أن هناك التزامات كثيرة أمام الدولة تحتاج الى إعلام قطري مساند، وأنا واثق من أن الإعلام القطري والصحافة القطرية مدركة للمستحقات القادمة، وما نراه حاليا خير دليل على ذلك، ومن يقول بأن القنوات التلفزيونية غطت على الصحافة المطبوعة فقد جانب الحقيقة، لأن الجميع يقرأ الصحف القطرية ويجد فيها ما يريد. آل إسحاق: الصحافة المحلية توازن بين حرية التعبير واحترام التقاليد من جانبه يقول الإعلامي عبدالعزيز آل إسحاق: الصحافة القطرية اليوم تواصل خطواتها نحو حرية أكبر وتغطية أكثر جرأة لقضايا المجتمع، مع احترامها للقضايا التي تمس عادات المجتمع وتقاليده، وبالتالي توازن بين حرية التعبير واحترام تقاليد المجتمع، لكن على جانب آخر، يجب ألا يعتبر القارئ أن الصحيفة يجب أن تكون مسخرة يوميا للنقد ومهاجمة الدوائر الحكومية فقط. الصحف المحلية نجحت في استقطاب أقلام قطرية شابة في تخصصات متعددة، وهذا يعطيها دفعة أكبر نحو مزيد من طرح آراء متعددة وحرة. أما النقطة التي تحتاج الصحافة المحلية إلى مراجعتها بشكل أكبر فهي أنها لم تخطُ نحو الصحافة الاستقصائية، ولا تزال بعيدة عن هذا الركن الصحفي الذي يعد حجر الأساس لحرية التعبير في أي وسيلة إعلامية. كذلك في نقد الصحف لجهات ومؤسسات معينة فإنها دائما ما تعاني من مشكلتين: الأولى عدم متابعة نتائج ما يطرح، والمشكلة الأخرى تتمثل في أن أكثر من نقد لاذع تعرضت له جهة حكومية ما من جهة إعلامية ما طُرح وكأنه خلاف شخصي مع أول رد، حيث إن الصحف نفسها التي تطالب بالشفافية وسياسة الأبواب المفتوحة، لا تقبل أن يقال لها إنه من باب الشفافية والمهنية التواصل مع الجهة المنتقدة قبل نشر الأخبار المغلوطة. د. المرزوقي: الصحافة والمواطن والمسؤول لهم إسهاماتهم في الإنجازات يقول الدكتور عبدالله فرج المرزوقي مستشار تعليمي في إدارة البعثات بوزارة التعليم والتعليم العالي، انطلاقا وإيمانا بروح الإعلام القطري، وبروح التوجهات والتوجيهات السديدة لحكومتنا الموقرة في دعم ومواكبة التطورات المحلية والعربية والعالمية، يأتي احتفالنا باليوم العالمي لحرية الصحافة. والاحتفالات بمثل هذا اليوم لها حسناتها ولها سيئاتها، ولها أفراحها ولها أحزانها، أليس ضيما ووصمة عار في من يدعون الحرية والدفاع عن المظلومين في العالم، ونحن اليوم في اليوم السابع عشر من إضراب الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي؟ فهل سمعنا صوتا عربيا أو أجنبيا ينادي بمطالب هؤلاء الأسرى في الصحافة العربية أو الأجنبية؟ أين الحرية وأين الاحتفال؟! على المستوى المحلي، بلا شك أن المواطن له رأي، وأنا واثق من أن صوتا يطالب بحق مشروع في نطاق العقل والمنطق، يجد آذانا مصغية وصدورا رحبة، وهذا ما لمسته من خلال معايشتي للحال. وفي هذا النطاق الكل يستطيع أن يسمع صوته وأن يرفع شكواه إلى أهل الحل والعقد. ونحن نرى أن الصحافة المحلية والمواطنين وفي مقدمتهم المسؤولون، كلهم لهم إسهاماتهم في الإنجازات التي يشار إليها بالبنان في الداخل والخارج، وهذا لا ينكره إلا من ضرب على أذنه، وطوبى لمن يشار إليه لا من يشير إلى نفسه. د. الفياض: سقف الحرية متاح للجميع لكنه ليس مستغلا بالشكل المطلوب تقول الدكتور حنان الفياض: أنا كمواطنة لا أشعر بأن الصحافة القطرية تعبر عني، ولا بأن الصحفي يطرح الإشكاليات التي تشغلني، وتشغل المجتمع، إذ ليس هناك شفافية في العمل الصحفي. الصحافة المحلية مجامِلة، فهل من المعقول أن كل شيء جميل ووردي؟! أين الصحفي الذي يثير الإشكاليات الحقيقية المطروحة على الساحة؟ كل ما نراه بريق لما هو موجود ولما يقام، ولما هو ظاهر، ولا أجد جرأة في طرح قضايا المواطن القطري، بل أجدها مغطاة بغطاء آخر وليس بغطاء كشف الحقيقة، بينما في المقابل نلاحظ جرأة في طرح القضايا العربية، وهذا أمر يدعو إلى الحيرة. أين الصحفيون القطريون؟ أنا لا أعتبر كاتب العمود صحفيا وإن كان يطرق بعض الموضوعات التي تهم المواطن، ولكن الصحفي صاحب رسالة. وعليه، فلا بد أن يكون ملما بجميع أركان العمل الصحفي، والتي من أبرزها إثارة القضايا وإنارة الرأي العام. نحن ننعم بالحرية في دولتنا، وسقف الحرية متاح للجميع، لكنه ليس مستغلا بالشكل المطلوب. الساعي: الحيادية أثمرت نتائج ملموسة يقول الإعلامي حسن الساعي: الصحافة في قطر نجحت في استغلال استحقاق الحرية الذي منحته لها الدولة، وهذا مبعث فخر واعتزاز بالنسبة إلينا كإعلاميين في ظل ديمقراطية حكومتنا الرشيدة، فالمواطن يخاطب السلطة مخاطبة فيها الكثير من الشفافية والمسؤولية، وينقل مطالبه ويعبر عن رأيه، وفي المقابل هناك تفهم من الحكومة الرشيدة، وتعاون مثمر مع الإعلامي الذي أصبحت له مكانة كبيرة مقارنة بالسابق، بل أصبح جزءا لا يتجزأ من التطوير. لا شك أن لكل صحفية توجها معينا، وأن لكل صحيفة هدفا معينا، إلا أننا نجتمع جميعا على حب الوطن ونمائه. لنا أن نفخر اليوم بأن طرح المواضيع في الصحافة المحلية وفي وسائل الإعلام الأخرى يتم بحيادية، وما يطرح من ملاحظات إنما للمصلحة العامة، وهذا ما لوحظ في الفترة الماضية من خلال التحقيقات والمنشيتات وغير ذلك، من خلال التركيز على الظواهر وكشف الحقائق بالتعاون مع الحكومة، وإبراز دور الدولة في الداخل والخارج، فاستطاعت أن تكون صوت المواطن والمجتمع، وأن تسير بخطى الأحداث والمشاريع والإنجازات التي تحققت.