بيروت: شانتال فخري تتربع قلعة المسيلحة، التي تقع قرب بلدة حامات اللبنانية، على كتلة صخرية شاهقة تحيط بها المراعي الخضراء على الطريق الدولية بين البترون وطرابلس. وتبعاً لمعنى اسمها، المكان المحصّن، يمكن القول إن القلعة شكّلت موقعاً استراتيجياً لرد الغزوات التي شهدها لبنان على امتداد تاريخه المتوسطي. ولعبت القلعة دورها الدفاعي، بفعل سماكة جدرانها التي تصل إلى مترين ونصف المتر، تخترقها العديد من الكوات للمراقبة وإطلاق السهام.تاريخياً، لم يستقر الباحثون على زمن محدد لبناء القلعة لتعدد الآراء، وإن كان الاعتقاد السائد يعود إلى القرن السابع عشر، استناداً للتقنيات المستعملة، ويرى بعض الجيولوجيين أن البناء يعود إلى زمن حكم الأمير فخر الدين الثاني، في حين يؤكد البعض أنها أنجزت بأوامر من صلاح الدين الأيوبي لمواجهة الغزوات الصليبية على الساحل اللبناني. في هذا الإطار، وبعد بحث دقيق استبعد المستشرق الفرنسي أرنست رينان الذي زار لبنان في أواسط القرن التاسع عشر، أن يعود بناء القلعة إلى القرون الوسطى، في حين كشف مؤرخ العمارة الصليبية بول ديشان، أن هندسة البناء والتقنيات المستعملة لا تشكل أي دليل على كونها من بقايا الصليبيين. وهناك روايات شعبية كثيرة تشير إلى أن الأمير فخر الدين الثاني طلب من الشيخ نادر الخازن تشييدها حوالي عام 1624.في جميع الأحوال، شهدت القلعة سلسلة حروب وغزوات وصمدت طويلاً، لكنها فقدت الكثير من مقوماتها أمام غضب الطبيعة، ما يفترض من المسؤولين لإعادة ترميمها لوضعها على قائمة السياحة اللبنانية.