كان "الابتكار" هو شعار المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي الذي عقد قبل نحو عشرة أيام وبعد عدة أيام سيعقد بمشيئة الله المؤتمر العلمي الخامس لطلاب وطالبات التعليم العالي، الذي يتنافس فيه طلاب وطالبات الجامعات السعودية على تقديم إنتاجهم البحثي والعلمي ومخترعاتهم الابتكارية وأعمالهم الإبداعية. حيث تجاوز عدد المتقدمين للمشاركة 21199 طالبًا وطالبة من (40) جامعة وكلية، وتجاوز عدد المشاركات 37454 مشاركة في مختلف محاور المؤتمر، ومن محاور المؤتمر: الابتكار وريادة الأعمال (صحيفة الجزيرة الأربعاء 23 جمادى الآخرة 1435هـ، العدد 15182). ما يمكن أن يستنتج من كل هذا الحراك: أن الطالب الجامعي هو المستهدف أولا وأخيرا بالابتكار والابداع وريادة الأعمال. تلخص الرابطة الوطنية (الأمريكية) للمخترعين والمبدعين National Collegiate Inventors and Innovators Alliance (NCIIA) رسالتها في دعم الابتكار وريادة الأعمال في مؤسسات التعليم العالي. إذ بلغ ما حصلت عليه 180 شركة ريادة أعمال ما يزيد على 360 مليون دولار، نتجت عن مبتكرات طلبة التعليم العالي تحت مظلة (NCIIA). أما وزارة التعليم الصينية فقد أسست البرنامج التدريبي لطلبة الجامعات في الابتكار وريادة الأعمال National University Students Innovation and Enterprise Training Project وطلبت من كل الجامعات الصينية تبني هذا المشروع على مستوى طلبة البكالوريوس. وتكفلت الوزارة بتقديم الدعم المالي السخي للجامعات المشاركة فيه. فعلى سبيل المثال تقدمت جامعة بكين Beijing Normal University للبرنامج أعلاه بـ204 مشروعات من ضمنها 197 برنامجًا تدريبيًا في الابتكار، وبرنامجين في ريادة الأعمال وتم إقرارها جميعًا (نقلا عن تعليم الصين اليومية China Education Daily on 2012-03-12) من هذا المنطلق ورغبة في المساهمة في دعم وتشجيع مفهوم الابتكار في جامعاتنا فإنني أقترح ما يلي: 1. حيث إننا جميعًا قد آمنا بأهمية الابتكار والإبداع في تكوين وتشكيل مستقبل طلبتنا، فمن حقهم علينا أن نؤسس لهذه المفاهيم بصورة منهجية من خلال "مواد ومناهج دراسية تصاحبها ورش عمل تطبيقية" تكون إلزامية في بعض مستوياتها لكل الطلبة، وتعامل كمتطلبات أساسية يجب أن يدرسها كل الطلبة لأهميتها. 2. سيؤدي "المؤتمر العلمي الخامس لطلاب وطالبات التعليم العالي" رسالته هذا العام حول الابتكار وسينتقل لرسالة ومحاور أخرى في أعوامه المقبلة، ولكي لا يخبو الحماس "الوطني" لهذه الفكرة المباركة، فإنني أقترح أن تنشأ (الهيئة الوطنية للابتكار في مؤسسات التعليم العالي - "مبتكرون") لترعى وتنظم وتؤسس وتدعم ما تقوم به جامعاتنا في الوقت الحاضر لكن على مستوى وطني أشمل وأوسع. 3. سيكون التأثير أبلغ والتحول أسرع في مؤسسات التعليم العالي نحو مفاهيم "الابتكار، والإبداع، والاختراع، وريادة الأعمال"، لو سبقه عمل منظم وممنهج منذ مراحل مبكرة في مؤسسات التعليم العام، لتهيئة طلبة المدارس وإعدادهم ابتداءً من سنواتهم الدراسية الأولى وبشكل تدريجي، من خلال مناهج مستقلة. أتمنى مخلصًا أن أرى ذلك واقعًا معاشًا في القريب العاجل. إن مشاركة ما يزيد على العشرين ألف طالب وطالبة بما يتجاوز الخمسة والثلاثين ألف مشاركة طلابية في مؤتمرهم الذي ستبدأ فعالياته بعد أيام، يرسل رسالة واضحة لا لبس فيها مفادها: أننا نحن طلبة التعليم العالي في هذا الوطن المبارك، أخذنا على عواتقنا أن نكون بناة مستقبل مختلف لوطننا، كلّه تحد وتصميم على الارتقاء والوصول إلى ذرى المجد ولن نتخلى عن ذلك أبدا. وبعد، فبرغم كل ما تقدمه الوزارة والجامعات والمخلصين فيها من دعم وتشجيع، فإن قدرات طلبة الجامعات تستوعب المزيد والمزيد.. وسنصل لأهدافنا، بتوفيق الله وعونه ما دام حب الوطن ورفعته دافعنا.. وبالله التوفيق. taam_tm@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (110) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain