آخر مقال كتبه الفقيد زين العابدين الركابي، كان عن الماء، يقول فيه: حدّق فيما على مائدتك من صنوف الأطعمة والأشربة ثم سلْ نفسك سؤالا علميًا: ما هو أهم ما على المائدة من المأكولات والمشروبات؟ الماء لا غيره، لماذا؟ أولا: لأن هذه المطعومات والمشروبات كافة مصدرها الماء، ثانيا: لأن الجسم البشري معظمه ماء 70%، ثالثا: لأنه يستحيل تصوّر وجود كوكبنا الأرضي هذا من دون ماء، إنّ المياه تساوي الحياة. لأول مرة منذ منتصف التسعينيات، تغيب عن صفحة الرأي في جريدة الشرق الأوسط، مقالة الدكتور زين العابدين الركابي بعد أن غيّبه الموت بعد فترة مرض قصيرة، وقد عمل الركابي أستاذا في كلية الدعوة والإعلام بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض، وكانت له إسهامات صحافية وكتابية في مجلة اليمامة في فترة ماضية، وكان الدكتور الركابي أحد الوجوه الفكرية البارزة المشاركة في عدد من النشاطات والندوات الفكرية داخل السعودية وخارجها، اتسمت مقالاته بالتصدي لمنهج التطرف وتوضيح موقف الإسلام المعتدل. يقول في تأبينه، أستاذنا الدكتور عبدالرحمن الشبيلي: ارتبط اسم الركابي بما اصطلح على تسميته مؤخراً بـ«الإعلام في العالم الإسلامي أو في المجتمع المسلم» وكان ممن أسهم منذ منتصف السبعينيات في تأسيس قسم ثانٍ موازٍ للإعلام في السعودية يستمدّ قواعده من المنهاج الديني، ويؤصّل لنظرياته على قواعد مقتبسة من نصوص إسلامية، إنّ الركابي وزملاءه استطاعوا أن يطوّعوا النظريات والتطبيقات العالمية الحديثة للإعلام ويضعوها في قوالب وأساليب إسلامية مبتكرة ومدارس جديدة. مشكلة الركابي معنا، هي مشكلة كل مفكر عربي، لا أحد يعرفه حتى يموت، ولا أحد يستفيد من علمه حتى يفارقنا، مدرسة تفتح أبوابها بعد موت صاحبها، وقد اختتم الركابي سجله الحافل بالعطاء بمقالة عن الماء، ليقول لنا: إن الإنسان يعيش بعد موته بما يتركه من إرث حيوي، يمثل حياة لفكر ورؤى الأجيال القادمة، فالماء حياة، والفكر حياة، والماء والفكر يلتقيان في وصف الحياة الخالدة. #للحوار_بقية يقول المفكر اللبناني جبران خليل جبران: ليتني كنت بئرًا جافاً والناس ترمي بي الحجارة فذلك أهون من أن أكون ينبوع ماء حيّ والظامئون يجتازونني ولا يستقون!. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (100) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain