×
محافظة المنطقة الشرقية

كوريا الشمالية: أمريكا تخطط فعلياً لاغتيال زعيمنا

صورة الخبر

رغم حدتها وانزلاقها إلى مستوى غير مسبوق في العنف الكلامي، فشلت المناظرة الأخيرة في الانتخابات الرئاسية الفرنسية في إقناع المترددين بالاختيار بين ايمانويل ماكرون ومارين لوبن، كما فشلت في تغيير آراء المقاطعين الذين ينوون العزوف عن المشاركة. تنتهي حملة الانتخابات الرئاسية الفرنسية منتصف ليل الجمعة- السبت، على أن يتوجه الناخبون الذين يقدر عددهم بـ47 مليون ناخب الى صناديق الاقتراع بعد غد الأحد، لاختيار رئيس جديد للبلاد، في انتخابات اكتست أهمية قصوى، بعد خروج حزبي يسار ويمين الوسط من المنافسة، ووجود إمكانية ولو ضئيلة، لوصول أقصى اليمين إلى قصر الاليزيه. وشهدت فرنسا مساء أمس الاول مناظرة ساخنة بين المرشحين للدورة الثانية مارين لوبن (أقصى اليمين) وايمانويل ماكرون (وسط)، اتسمت بالفوضى والعنف وتبادل الاتهامات، وانتهت دون أن ينجح أي من المرشحين في تغيير آراء المترددين الذين يقدرون بـ18 في المئة من الناخبين أو في اقناع المقاطعين بالعودة عن العزوف. وأظهر آخر الاستطلاعات أن ماكرون يتقدم بنحو 20 نقظة مئوية. ويقول مراقبون ان المفاجأة الوحيدة في هذا الاقتراع قد تقتصر على النسبة التي سيفوز بها ماكرون، وبقدرة لوبن على تقليص الفارق معه الى أدنى حد. وكان متوقعاً أن يشاهد المناظرة ما يصل إلى 20 مليون شخص من إجمالي 47 مليون ناخب، وذكر التلفزيون الفرنسي الحكومي ان نحو 15 مليون شخص شاهدوا المناظرة. وأشار استطلاع أولي الى أن عدد متابعي المناظرة الأخيرة كان أقل بـ3 ملايين مشاهد عن متابعي المناظرة الرئاسية لعام 2012. وأظهر استطلاع أن 63 في المئة يعتبرون أن ماكرون (39 عاما) بدا الأكثر اقناعاً في مقابل 34 في المئة للوبن (48 عاما). الا أن مراقبين وصفوا المناظرة بأنها الأسواء في تاريخ الجمهورية الخامسة. وتناولت المناظرة التي استمرت ساعتين ونيفاً في حضور صحافيين اثنين طرحا الاسئلة، اربعة عناوين كبرى: الاقتصاد والارهاب والتربية وأوروبا. وتفوق ماكرون على لوبن في موضوع الاقتصاد رغم ان حصيلته كوزير للمالية ومستشار للرئيس الاشتراكي فرانسوا هولاند كانت سيئة، بينما تقدمت عليه المرشحة اليمينية بموضوع الإرهاب، في حين عرض الاثنان مواقفهما المتناقضة بشأن اوروبا دون ان يتمكن اي منهما من دحض حجج الآخر. اتهامات وصفت مرشحة أقصى اليمين ماكرون بأنه «مرشح العولمة المتوحشة والهشاشة والوحشية الاجتماعية وحرب الجميع ضد الجميع والتخريب الاقتصادي الذي يطاول خصوصاً مجموعاتنا الكبرى وتجزئة فرنسا من جانب المصالح الاقتصادية الكبرى». في المقابل، وصف ماكرون استراتيجية لوبن بأنها مجرد «ترداد اكاذيب»، متهما اياها بأنها «وريثة نظام يزدهر على غضب الفرنسيين منذ عقود». الإرهاب واتهم ماكرون لوبن بـ»جلب الحرب الاهلية الى البلاد» من خلال سياساتها المتشددة لمكافحة الارهاب، مضيفا «هذا هو الفخ الذي ينصبه لنا الارهابيون». في المقابل اتهمت لوبن خصمها بـ«التساهل مع الأصولية الاسلامية»، واشارت الى أن «الأمن والإرهاب مشكلة رئيسية غائبة تماما عن مشروعك». وعن أوروبا، ذكر المرشح الليبرالي الوسطي المؤيد لأوروبا أن الاستطلاعات أظهرت أن أغلبية الفرنسيين ترفض التخلي عن العملة الاوروبية الموحدة وهو ما تقترحه لوبن القومية الحمائية. وهاجم وزير الاقتصاد السابق منافسته متهما إياها بإطلاق الوعود من دون القدرة على تمويلها، وقال «ليس هناك من تمويل سحري. لم تشرحي كيف تخفّضين البطالة، أنتِ لا تقترحين شيئاً». ورددت لوبن ان منافسها «يقوده فرنسوا هولاند»، مذكّرةً بأنه كان مشاركا في الحكومة الاشتراكية للرئيس المنتهية ولايته والذي لا يتمتع بشعبية. وقالت لوبن في مقابلة معها بعد المناظرة، إن قرارها بالهجوم على منافسها كان ناجحاً في «تعريته باعتباره ربيب النظام». أما ماكرون فقال بعد المناظرة إن لوبن أظهرت أنها «لا تحب الحرية». ماكرون يقاضي وأمس اتهم ماكرون منافسته بنشر الأكاذيب بعد أن لمحت خلال المناظرة إلى أن لديه حساباً سرياً في الخارج. وقال ماكرون «لم يكن لي أبدا حساب في أي ملاذ ضريبي. لوبن وراء هذا. لديها جيش في حالة تعبئة على الإنترنت، وحلفاؤها ينشرون معلومات خاطئة وأكاذيب». وأقرت لوبن أمس بأنها لا تملك دليلا على أن ماكرون لديه حساب في الخارج، لكنها اعتبرت انها لا تريد أن ينكشف أمر وجود أموال سرية بعد فوات الأوان. وفي بيان، قال سيلفان فورت المتحدث باسم ماكرون، أن الأخير كان «هدفا لمحاولة دبرت بعناية لهز الثقة به قبل 48 ساعة من انتهاء الحملة»، وقال: «سنتخذ بالقطع كل الإجراءات القانونية اللازمة وقد بدأت بالفعل». وذكر مصدر قضائي أن مكتب المدعي العام الفرنسي فتح تحقيقا بناء على شكوى من المرشح الوسطي للاشتباه في نشر أخبار كاذبة بهدف التأثير على التصويت في الانتخابات. أوباما وغداة إعلان المستشارة الالمانية انجيلا ميركل دعمها لماكرون، أصدر الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما شريط فيديو يعلن فيه دعم المرشح الوسطي، معتبرا أن الانتخابات تتخذ «اهمية كبيرة بالنسبة الى مستقبل فرنسا والقيم التي نتمسك بها». الصحف الفرنسية «مصدومة» اعتبرت الصحف الفرنسية الصادرة أمس أن المناظرة التلفزيونية بين المرشحين للانتخابات الرئاسية الفرنسية مارين لوبن وايمانويل ماكرون اتسمت بعنف غير معهود. وكتبت صحيفة «لو فيغارو»، اليمينة المحافظة، على صفحتها الأولى أن ماكرون ولوبن تواجها «في مناظرة عنيفة بشكل غير معهود لم تكن غالباً بالمستوى المطلوب، ولم ترق إلى حوار على مستوى الرهان». وكتب بول هنري دو ليمبر كاتب الافتتاحيات في «لو فيغارو»: «من الصعب وصف الشجار الذي دار بأنه مناظرة». من جهتها، ذكرت صحيفة «لوموند» الرصينة، على موقعها الإلكتروني أن «النقاش كان قاسيا وعنيفا من البداية حتى النهاية». وكتب لوريان جوفران في صحيفة «ليبيراسيون» اليسارية، منتقدة لوبن: «هناك أمور كثيرة يمكن قولها عن مشاريع ايمانويل ماكرون لكن ليس بهذا الأسلوب. ليس باستخدام المدفعية الثقيلة التي تفتح النار عشوائياً على الهدف نفسه». وقال فيليب بالا في صحيفة «ميدي ليبر» إن المرشحين «تبادلا اللكمات على الحلبة المتفجرة للانتخابات الرئاسية»، معتبراً «انها احدى المواجهات التلفزيونية الأكثر عنفاً وفوضوية». بدوره، تحدث كزافييه برويه في صحيفة «ريبوبليكان لوران» عن «معركة قاسية لم يكن ينقصها سوى قفازات الملاكمة». وقالت صحيفة «لو باريزيان»، «لم نشهد يوما مناظرة تنظم بين الدورتين بهذا العنف»، مشيرة الى «اننا مازلنا لا نعلم شيئا عن جوهر البرامج».