×
محافظة المنطقة الشرقية

«خطاب ديني متشدد» يوقف الكاتب محمد العمر #الوئام #السعودي

صورة الخبر

من يتابع المشهد الأمني في مكافحة المخدرات يجد أننا فعلاً نعاني من اتساع مشكلة المخدرات تعاطياً وترويجاً وتهريباً. تعاطي المؤسسة الأمنية لدينا ولله الحمد دائما قوي وحازم مع أي ظاهرة سلبية.... ولعل عمليات الإطاحة بعصابات تهريب المخدرات تكشف ضخامة الخطورة من ناحية وقوة المؤسسة الأمنية في مكافحة المخدرات من ناحية أخرى... بقراءة الأرقام لتلك العمليات نجد أن مجتمعنا وخاصة الشباب من الجنسين في خطر... فحين تتم الإطاحة بعصابة تعمل على إدخال مخدرات بمئات الملايين من الريالات في عملية واحدة فإن ذلك أيضاً يكشف أن نسبة التعاطي عالية... قد يقول قائل إنه ليس بالضرورة يتم تسويقها داخلياً أي أننا محطة انتقال لمجتمعات أخرى.... أرد على ذلك بأن الأمر مستبعد لقوة الذراع الأمنية خاص مع المخدرات حيث بين شهر وآخر يتم الإعلان عن إحباط عملية والقبض على العصابة مع ملاحظة تغليظ العقوبة إلى حد الإعدام... مما يجعل من استخدام بلادنا محطة انتقالية أمراً غير منطقي.... تزايد التعاطي بين شبابنا يتطلب جهوداً مضاعفة من الجميع وليس القبضة الأمنية فقط وهي مهمة ورادعة ولكن ليست كافية... نحتاج أن تعيد الأسرة حزمها وليس فقط حبها مع الأبناء.. نريد أن يتجاوز دور المعلم أسوار المدرسة لمتابعة مايحدث أمام الأبواب حيث ينتشر المروجون خاصة أيام الامتحانات حيث تتسع فرصة تسويق هؤلاء المجرمين لأنواع من الحبوب مدعين أنها تزيد الطاقة والقدرة على السهر بل وتقوية الذاكرة، والنتيجة دمار عقلي وعلمي... نريد أن تكون المدرسة مؤسسة تربوية تعالج الأفكار الهدامة ومنها الحبوب المخدرة.. لا أتوقع أن يتحول المعلم لرجل أمن.. وربما لا نريد ذلك ولكن نريد أن يكون تربوياً مسؤولاً عن تلاميذه... وهم في الفصل أو في ساحة المدرسة أو خلف أسوارها من الخارج..... أيضاً نريد من كافة مؤسسات التنشئة الاجتماعية أن تقوم بدورها التربوي والتوعوي لهؤلاء الشباب وأن تنتقل بالحوار معهم من مرحلة التلقين إلى مرحلة الحوار واحترام منطق العقل... نريد من النادي الرياضي أن يكون شريكاً فاعلاً في مواجهة هذه المشكلة.. مواجهة مشكلة المخدرات ليست أمنية فقط بل هي أكثر من ذلك بكثير....، هي مسؤولية جميع مؤسسات التنشئة الاجتماعية... الأسرة والمدرسة والمسجد والإعلام..... نعم مازالت الصورة الذهنية للمتعاطي صورة للأسف جميلة أو غير سيئة فهو من يمنحنا الابتسامة، فأجمل طرفة نسمعها تكون على لسان المحشش.. وصورة المتعاطي في الدراما العربية لا تقل سذاجة عن ذلك... والخطاب الموجّه للتعريف بأخطار المخدرات لن يحقق الأثر المطلوب وهو يقف بمفرده في غياب بقية المؤثرات الأخرى... ليس من صالحنا أن نواجه المخدرات فقط بالبعد الأمني بل نحن نحتاج حضوراً أكثر للمؤسسات الاجتماعية والتربوية لمواجهة هذه الآفة واقتلاع جذورها خاصة وأنها باتت تخترق جسدنا الاجتماعي بطرفيه ذكوراً وإناثاً....