يعيش نادي الرائد انقساماً كبيراً في الرأي بسبب موقف رئيسه من بيع عقد اللاعب عبد العزيز الجبرين لصاحب العرض الأعلى نادي النصر، فهو يرى أن الكلمة التي قدمها للمفاوض الهلالي يجب أن تحترم ويكون لها تقديرها، وهي حجة وموقف يحترم ويحسب له، غير أن ذلك لا يتسق مع مفهوم الاحتراف الحقيقي، ففي التعاقدات أنت لا تقدم كلمتك على مصلحة الكيان، خصوصاً أن اللاعب هو صاحب الكلمة والقرار، والكلمة أنت لم تخن شرفها بل برهنت على صحة موقفك وصدقه، فالتبديل لم يكن منك بل أتى ممن تهمه مصلحته ومصلحة أسرته التي يرى أنها ستستفيد من العرض المالي الأعلى، فلماذا حملت نفسك ما لا تحتمل وأصبحت تُحاط بأسئلة الإنكار تارة وبأصوات التحريض تارة أخرى كلٌ حسب ميوله، بينما من عشقه يصيح بين جوانحك تاه في الزحام وبات الجميع يُشخص موقفك بأنه تصلب في غير مكانه، ألحق الضرر بمصلحة فريق كاد أن يكون الهبوط مصيره هذا الموسم، ولم يسلم منه إلا مع آخر دقيقة من مبارياته بسبب قلة المادة وندرة الداعمين، وحين يأتي اليك عرض بـ 12 مليونا، لا تبادر بتقديم خدمة رائد التحدي على نفسك؛ إذاً أنت وقفت في الموقف الخطأ في نظر محبيك والناصحين لك بصدق. الحرج رفع عنك بخروج صاحب الشأن وإعلانه بصوت عال رغبته في الانتقال إلى النادي الذي يريد. في الطرف الآخر الرائديون يعيشون فرحة كبرى خنقتها مشكلات يريدون حلها سريعاً كي يصدحوا بأنشودة الفرح، فالمدرب الوطني سعد السبيعي ومن خلفه المشرف على الفريق والداعم له أحمد الرميخاني ورفاقهما، ساروا بفريق شباب كرة القدم لمصاف أندية الدرجة الممتازة ليلحقوا بالفريقين الأول والأولمبي. فرحة تطايرت لها قلوبهم جذلا بكل فخر وعزيمة، ولا بد من تعزيز هذه المكتسبات بالاستعداد المبكر والجيد، فالجهازان الفني والإداري لن يعملا مع بدء المسابقات، بل يجب التجهيز ودراسة عديد من الملفات مبكراً، ومن ثم التفرغ لمعالجة أوجه القصور الفني في الفريق الأول واجهة النادي، فالرائدي الأصيل لا يهمه أين يلعب الجبرين ولا يعنيه من التنافس الشرس بين الناديين العاصميين إلا كم نصيب خزانة ناديه. الهلال أعلن أنه لا يرغب فيمن لا يرغب في لبس شعاره عن حب وتضحية، رغم تصريح نائب الرئيس المتحفظ الذي يوضحه كلام فهد المفرج الصريح بأن الهلال لا يحتاج إليه، لأنهم يدركون أن رغبة اللاعب هي المفصل ولها الحكم الأخير في نهاية الأمر، فلماذا توضع مصلحة الرائد داخل نزاع هم ليسوا طرفاً فيه! ولماذا السير في طريق نهايته فوات فرصة الكسب المادي من أجل بناء جديد في الموسم المقبل؟ محبو الكيان ينظرون للموسم المقبل وكيف ستمضي بهم جولاته إن لم تحسم الإدارة ملفاتها مبكراً، فتجربة العام الماضي ألقت بتفاصيلها على مسيرة النادي الحالية، ولا يمكن تجاهل تبعات التسويف والسكوت وعدم المبادرة بتقديم الحلول في وقتها حتى يتم وضع كل شيء في مكانه المناسب والصحيح، فبناء الموسم المقبل لو وجد ضعيفاً فالسبب هو المماطلة والمجاملة، ومن سيعوض مبالغ الصفقة لو تم إلغاؤها؟ فاللاعب لن يوقع للهلال، والنصر ينتظر الجواب، فمن الأفضل لأن يعلق الجرس؟