×
محافظة المنطقة الشرقية

5 أطعمة صحية..حذار من تناولها بإفراط

صورة الخبر

شلالات من الألوان الصاخبة النابضة بالحرية، والإيقاعات البصرية العفوية خفـــيفة الـــظل، تبثها أعمال «تـاد» الكاريكاتورية كلما نظرنا إليها. وما بين فرح الألوان وهزليتها وشفافيتها وتلقائية حركتها وخصب دلالتها، يظهر عالم ناجي ميشيل شنبو (1946-2007، الشهير بـ «تاد») بحكاياته الساخرة وتجاربه الحية وذاكرته اليــقظة، والتي سرعان ما تلتقط الفـــكرة بأدق تفاصــيلها فتصهرها وتبلورها وتؤججها، ثم تعيد ذائقته الإبداعية صياغتها لتخرجها أكثر بهجة وتهكماً وجرأة وفكاهة ووضوحاً وثراء. وافتتح المعرض الاستعادي في أتيلييه الإسكندرية، تحت عنوان «أنا والحياة» والذي يتوافق مع ذكرى رحيل «تاد»، أحد رموز الرعيل الأول في فن الكاريكاتور في مصر، والمتضمن 160 عملاً من المقاسات الصغيرة بالحبر الأسود والألوان المائية، نشرها ورسمها في «إجيبشن غازيت»، وفي مجلة «صباح الخير» في عمود مميز يحمل عنوان المعرض. تحمل لوحات «تاد»، والتي أظهرت نضج تجربة الفنان، موضوعات متنوعة منها المرأة، والسلام، والحب، والأمل، وغيرها من الموضوعات، مستظهرة الكثير من فرح الألوان وشاعريتها بلمحة ساخرة مغموسة بألوان البسطاء والفقراء والأسواق الشعبية. وتظهر اللوحات تيماته الشعبية التي اكتشفها ذهنياً واستنطقها بصرياً من حواري المحروسة وأزقتها بزخمها وصخبها ودفء عاداتها وتقاليدها، برؤية ساخرة تجنح إلى السوريالية في معظمها، وبمعالجة فنية بليغة. يقول الناقد أحمد فؤاد سليم: «ذكرني الراحل حين رأيته في بضعة لقاءات قصيرة، بتلك الشخصيات الشكسبيرية المعذبة، منتظراً في تلك المسافة المتوترة بين السؤال وبين الجواب ، مشدوداً على همس كالصراخ فى حركة المجيء والغدو. حائراً بين ذلك الواقع الذي يستهويه في لعبة الجمال الحي، وبين الممكن، ومصاعب الفوضى فيه وبين المستحيل الذي هو غاية الفن الفاعلة»، لافتاً إلى أن «تاد» في السنوات الأخيرة (قبل رحيله) كان يزرع المدينة وأسواقها، بحثاً عن تلك الرزم الضوئية النابتة في ألوان البسطاء والفقراء. ويضيف: «كان باحثاً عن ذلك الفيض من الكبرياء القديم في الملابس الشعبية المسدلة والتي حفلت بألوان الطيف الشرقي لينقده بحسه الساخر وذائقته المتفردة». وعن أعمال «تاد»، يشير سليم إلى أنه «يجمع الأنظمة البنائية في مساحاته، معيداً توظيف ما يراه، مخضعاً الواقع لنسقه الخاص ومحتفظاً بتلك الشفافية الكاشفة عن النسيج المتواتر لعملية التلوين، مستظهراً فرشاة عفوية ومتأملة». يعد «تاد»، الذي عاش بين مصر وسويسرا وفرنسا، من الجيل الذي بلور مدرسة جديدة تتـــميز بفكاهة ذات مستوى جديد من الوعي السياسي والاجتماعي والانحياز الوطني إلى جانب تقنية متقدمة تعكسها لوحاته. واللافت في أعماله انحيازه الدائم إلى المرأة، معبراً عن قلقها وتوجساتها، مخترقاً عوالمها، متوغلاً في ما هو غير مرئي، مكتشفاً أكثر المناطق غموضاً وحساسية لديها ما بين مكامن الجمال وثنائيات وفخاخ، معتمداً على قدرة كبيرة من الدعابة والاستقبال والتأمل والاختزال. «تاد» فنان تشكيلي ورسام كاريكاتور عمل فى مجلة «صباح الخير» منذ عام 1966 حتى وفاته في 2007، ولديه عديد من التحقيقات كصحافي في «روز اليوسف» و «الاهرام إبدو»، و «إجيبشن غازيت». ونظم العديد من المعارض في سويسرا وفرنسا. نفذ إسكتشات من واقع الشارع المصري أسبوعياً في «إجيبشن غازيت»، ورســـم الــعديد من مقدمات الأفلام. نال جوائز محلية وعالمية، ولديه العديد من المقتنيات من دول عدة. منوعات