×
محافظة المنطقة الشرقية

اختتام أنشطة واعمال دار عائشة لتحفيظ القرآن الكريم باﻷطاولة

صورة الخبر

الكل في مصر يقتل شعب مصر، ويصفي شباب مصر، ويستهدف مصر.. هناك من يقتل باسم الدين، وهناك من يقتل باسم الدولة، وشعب المحروسة هو من يدفع الثمن؛ من هجمات تنظيم الدولة "الإسلامية" التي استهدفت كنيستي طنطا والإسكندرية، وأسقطت عشرات القتلى من الأبرياء، إلى الشريط المسرب الذي هز مكانة الجيش المصري في قلوب الجميع. الجيش المصري في سيناء يصفي شباباً من أهالي سيناء بطريقة أقل ما يقال عنها إنها وحشية ولا تقل دموية عن دموية التنظيمات الإرهابية وتضر أكثر مما تنفع.. فمن يظن أنه ببثه تلك المشاهد سيقضي على الإرهاب مخطئ جداً، وعليه إعادة حساباته؛ لأنه أصبح صانعاً للإرهاب وزاد من عدد الإرهابيين، حين قسا على شباب سيناوي لا ناقة له في حروب السياسيين ولا جمل، سوى أن الفقر والإهمال وتجاهل الحكومة المصرية منذ عقود كتبت على منطقته الاستراتيجية والجوهرية. مصر بين إرهاب الدولتين تعيش منذ انقلاب الثالث من يوليو/تموز 2013، فسلاح الجيش المصري أصبح موجهاً لصدور شباب الثورة المصرية، وأصاب ابن مصر، قلب أمه المتقطع على أبنائها قبل أن يصيب عدوه.. وسمح عدوه الذي يشبه طيور الظلام تحت مسمى تنظيم الدولة عن قصد أو بغيره بالتسلل ليصيب كل الأهداف في قلب القاهرة العتيدة. يفجر الكنائس واحدة تلو الأخرى، ويستهدف مراكز الأمن، والجيش المصري بكل أريحية، ثم يصفي الجيش في لحظة غضب متهورة شباباً مصريين لا ذنب لهم.. السيناريو يتكرر بعد كل عملية إرهابية، فالثورة وأبناؤها ومعارضو نظام السيسي هم المسؤولون في كل الأحوال.. ليس المهم محاسبة المقصرين ما دامت شماعة إسقاط الدولة المصرية جاهزة. الجميع اليوم بدأ يتساءل لماذا تغيرت عقيدة الجيش المصري أولاً وبعض الجيوش العربية ثانياً؟ لماذا يوجهون سلاحهم لأبناء الوطن أكثر مما يوجهونه لأعداء الوطن؟ أفلا يعلم أولئك أنهم يقتلون الوطن في نظر كثيرين في كل يوم ومع كل رصاصة يطلقونها في قلب مدني أعزل؟! من يتصدق بنصيحة على أبناء الجيش المصري بأن أبناء وطنهم ووطنهم أولى بحمايتهم من حماية مصالح الجنرالات وأباطرة المال الذين لن ينفعوهم حينما تحاسبهم شعوبهم وهي لا محالة فاعلة وإن طال الزمن ومرت الأيام؟! تسريب قناة مكملين ليس الأول من نوعه، فقد سبق أن خرج تسريب يتحدث فيه السيسي عن إعفاء كل جندي يطلق الرصاص أو يقتل بالخطأ من المحاكمة والمسؤولية، وكان بمثابة إذن بإطلاق يد الجيش المصري ضد شعبه، ثم تلاه شريط آخر لبعض من دعاة مصر فيه فتوى واضحة تبيح دماء المصريين، ولم تقل خطورة عن فتوى مفتي مصر الأسبق علي جمعة. وكشف تسريب "مكملين" الكثير عن تغيير خطير في عقلية الجيش المصري، وأثار الكثير من الاستهجان والاستغراب، والخوف كل الخوف أن يستغله الإرهابيون في استقطاب العديد من الموتورين في مصر ما بعد الثالث من يوليو/تموز وهم كثر، وأغلبيتهم سقطوا على يد جيش مصر، وربما يكون عذرهم لم نجد وطناً ولا عدالة بل جيشاً يقتل أبناءنا بدون تهمة أو محاكمة، ووجدنا من يوهمنا بأن يأخذ لنا حقنا. ولا عذر لهذا ولذاك، كلهم يقتلون مصر، ويطلقون رصاصهم على قلب مصر؛ لتتوجع المحروسة أكثر فأكثر، وتتوجع قلوب كل محبيها عليها وعلى أبنائها. فيا جيش مصر.. اخفض سلاحك عن شباب مصر، فلديك ولديها من الأعداء من يستحق الرصاص؟ ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.