دوما يكون المدرب البحريني في كرة القدم مهضوم حقه في منتخباتنا الوطنية، وهذا الأمر يمكن قراءته من سرعة التعيين أحيانا والاقصاء بصورة أسرع لكون الثقة فيه معدومة، ولذا من النادر أن تكون الأولوية في التعيين له، وإن جاءت فهي إمّا اضطرارا لتكملة مشوار، وذلك في منتخبات الفئات، لأن المنتخب الأول له حرمة على المدرب المحلي، إلا فيما ندر، ولذا ليس من المستغرب أن يكون الحديث عن المدرب الوطني دائم الدوران في المجالس الرياضية، بينما المدرب أجنبي مهما تدنت كفاءته يحصل على الفرصة تلو الفرصة. وقد فتحنا ملفا عن المدرب الوطني ووضعنا تساؤلات عن مدى قدرته على تولي مسؤولية المنتخبات ومنها المنتخب الأول، وتساءلنا عن المعايير التي يستند إليها اتحاد كرة القدم باعتباره مسؤولا عن تعيينات مدربي المنتخبات والتي يلجأ اليها في تعييناته، وتساءلنا عن السر وراء الاقصاء الدائم والسريع لهؤلاء المدربين الوطنيين إن تم اختيارهم، وعرضنا التساؤلات على بعض من مدربينا الوطنيين فماذا قالوا؟ سألنا المدرب الوطني المعروف جاسم محمد الذي عمل فترة في المنتخب الوطني الأول وسألناه عن المعايير، فقال المعايير في وضعيتنا تعتمد على الأهداف التي يريد الاتحاد أن يختار على أساسها المدرب، هل للتطوير الفني أم ان يكون الفريق على مستوى عال، ويريد أن يحقق معه نتائج وبطولات، فالأمر يتوقف على الظرف الذي نكون فيه، فإذا كان الفريق نتائجه جيدة فأنت تحتاج إلى مدرب يقربك من النتائج السريعة، لأن المدربين أنواع، هناك مدربون يعتمدون التطوير وآخرون الحصول على النتائج السريعة، وما هي الامكانات المالية المتاحة، فيتم الاختيار على الظرف الذي أنت فيه، فمثلا في السابق كانت الحاجة بداية الألفية اختيار مدرب يحقق النتائج لأن الفريق في قمة مستواه لوجود اللاعبين، وتحتاج إلى مدرب صاحب خبرة، أما الآن فالوضعية تختلف بالنسبة للمنتخب. فقلنا وهل المعايير حاليا يعمل بها؟ يرد جاسم ويقول حاليا وبصدق لا أرى أن هناك معايير دقيقة في الاختيار، ففي اي لحظة ترى الشخص مدربا رئيسيا أو مساعدا، طبعا، حاليا في اي لحظة يضعون المدرب، وفي اي لحظة يقال، ويؤتى بالبديل وهكذا، وهذا أمر غير دقيق وخاصة بالنسبة لمنتخبات الفئات التي يراد لها الوقت لكي تظهر بصمات العمل، لأننا في ظل الامكانات الحالية ومنها المالية لا أظن أن الانتاجية ستكون سريعة، والمشكلة لدينا تتمثل في عدم الصبر، وعدم وجود معايير لذلك. وحول كفاءة الوطني لاستلام تدريب المنتخبات ومنها الأول قال جاسم محمد نعم لدينا مدربون جيدون، وليس هناك مشكلة بالنسبة للمدربين الموجودين في الساحة، لكن هل الامكانات المتاحة في شتى الأحوال متاحة، وقد يكون للأجنبي ليس هناك مشكلة لأنه أولا لا يتحدث لغة البلد، وبالتالي ليس كل الأمور سيعرفها، وهو أحيانا تشعر أنه يحصل على الحماية أكثر من المحلي، ويتم توفير كل الامكانات له بما فيها المالية والمعسكرات والمساعدون، بينما البحريني لا توفر له مثل هذه الامكانات، وكل مدربينا ومن عملوا في المنتخبات يعرفون هذا الشيء، إذا فكفاءة المدرب الوطني موجودة، ولكن الكفاءة ليست الملعب فقط، بل الظروف المحيطة التي تساعده على النجاح ومنها توفير كل الامكانات ولا تكون عليه ضغوط. وعن سرعة الاستغناء عن المدرب الوطني في المنتخبات قال جاسم محمد قد يتحمل المدرب جزءا من ذلك، ولكن في الأغلب تكون لأسباب خارجة عن إرادته، فالأجنبي قبل توقيع العقد يحمي نفسه في العقد والأمور المالية، والادارات توفر له أسباب النجاح، بينما لا توفر للبحريني شيئا من ذلك، فالنتائج إذا لم تكن جيدة يكون البديل موجود وبسرعة، وخاصة أن الشرط الجزائي لا يكون كبيرا، والاستغناء قد يكون أساسا أن الثقة بين الطرفين من البداية قد لا تكون موجودة ولا توفر له امكانات النجاح، والشروط السهلة تجعل عملية الاستغناء سهلة. أما المدرب صديق زويد فيقول إن المدرب الوطني لا يقل عن المدرب الأجنبي من حيث الخبرة والكفاءة والشهادات المتقدمة، وبعضهم يحمل شهادة تدريب المحترفين، وكثيرون منهم يدربون الفريق الأول في الأندية، وبالتالي ليس هناك مخافة أن يقوموا بتدريب المنتخب الأول أو غيره من منتخباتنا الأخرى. قلت وماذا عن المعايير المطلوبة بنظرك؟ فقال بخصوص المعايير المطلوبة أولا أن يمتلك الشهادة المؤهلة، والآن جميع مدربينا يتعبون على أنفسهم، ولديهم الخبرة وامتلاكه للشخصية القوية والانضباط، لأن الشهادة جزء بينما الأجزاء الأخرى من كيفية التعامل مع الأجهزة الأخرى واللاعبين. ويقول صديق بالنسبة إلى المدربين الأجانب هناك من جاء وهو يملك الكفاءة العالية وترك بصماته، ولا يجب أن ننكر جهدهم خصوصا في الفترة الأخيرة مثل سيدكا وماتشالا وستريشكو وكالديرون قدموا عملا جبارا مع المنتخب وتركوا بصماتهم عليه، وكان لهم بصماتهم ولكن في المقابل هناك مدربين لم ينجحوا. قلت وبم يختلف الوطني عن الأجنبي؟ قال الاختلاف ليس في كون المدرب أجنبي أو محلي، الاختلاف على الكفاءة وقوة الشخصية والقدرة على التعامل مع نفسية اللاعب البحريني، ومع احترامي لقد جاء بعض المدربين الذين لا يمتلكون لا الخبرة ولا الشهادات ومسكوا المنتخب ولم يعملوا شيئا، فقط لكونهم أجانب ولا تاريخ يشفع لهم في التدريب. ويضيف مثلا حين جاء سيدكا إلى البحرين عمل طفرة نوعية وكبيرة وماتشلا وصل الملحق وستريشكو وصل دور الأربعة لبطولة أمم آسيا، وكالديون في عمله طور الفريق وأعاد اليه حيويته بعد التراجع ووضع الكرة البحرينية على الطريق الصحيح، ولكن يبدو أن العقد المبرم هو السبب في رحيله، وهؤلاء لهم بصمات ولم تكن لهم تخبطات كما بعض المدربين الأجانب الآخرين، والذين يقلون عن مدربينا الوطنيين وأشار أنا لا أختلف حول المدرب الأجنبي إذا كانت له بصمات واضحة، سواء في الأندية، فالمشكلة في الكفاءة، لدينا مدربين على كفاءة عالية مثل سلمان شريدة والذي له إنجازاته، ودرب خارجيا، ولدينا محمد الشملان وعيسى السعدون، وأيضا خليفة الزياني، وأحمد صالح الذي هو حاليا يقدم عصارة جهده وخبرته في تطوير فريق المالكية، وهناك آخرين تركوا، إذا الكفاءة هي المعيار، وايضا القدرة على التعامل مع اللاعب البحريني، ولا نكتفي بالسيرة الورقية. وقال هناك مدربين جاءوا أغلى البحرين وتاريخهم يسبقهم مثل ماتشالا وكالديرون، إمّا أن تأتي بمدرب لا تعرف عنه سوى السيرة الورقية ولا تعرف الأمكنة التي درب فيها أو الإنجازات التي حققها. وسألت الاعلامي والمدرب الوطني يونس منصور عمّا إذا كان المدرب البحريني قادر على قيادة المنتخبات الوطنية بذات الكفاءة التي يدير بها المدرب الأجنبي لهذه المنتخبات؟ فقال نجاح أي مدرب سواء كان بحرينيا أو محترفا اجنبيا له متطلبات يجب توافرها ومتى ما توافرت هذه المتطلبات فالنجاح سيكون حليفه، والمدرب البحريني أثبت في الكثير من المحطات والسنوات قدرته على قيادة الأندية البحرينية ولكنه لم يثبت لغاية الآن هذا النجاح مع المنتخبات الوطنية والسبب بحسب وجهة نظري الشخصية هو عدم وجود الفرصة المثالية لغاية الآن والصبر عليه لفترة زمنية متوسطة تمتد إلى 4 سنوات على أقل تقدير. وبشرط ان تتوافر للمدرب البحريني جميع ما يتوافر للمدرب الأجنبي. وعدت لأسأله على مدى هذه السنوات كيف ترى المدرب الأجنبي إذا قارناه بالمدرب البحريني؟ فقال لم يأتي للكرة البحرينية عموما وللمنتخبات الوطنية مدرب ترك بصمة مثلما تركها المدرب الكرواتي ستريشكو، فهو المدرب الوحيد الذي قدم منتخبا قادرا على التفوق على منتخبات القارة الآسيوية الكبيرة وأيضا على صعيد المنطقة الخليجية، وبشكل عام فإن المدرب الأجنبي لم ينجح في تحقيق تطلعات الجماهير البحرينية بتحقيق إنجاز نتفاخر به. قلت وهل سرعة الاستغناء عن المدرب البحريني ناتجة عن عدم كفاءته؟ أجاب في عالم الرياضة عموما وكرة القدم خصوصا العامل الأول الذي يتحكم في مصير المدربين هو النتائج ومتى ما تراجعت فإن الضحية الأول سيكون المدرب، والمدرب البحريني معروف عنه بأنه مدرب الطوارئ في قيادة المنتخبات الوطنية لدرجة أن واحد من المدرب تسلم قيادة المنتخب لمدة أيام قليلة لم تتجاوز الخمسة أيام، وعلى صعيد الكفاءة تمتلك الكرة البحرينية الكثير من المدربين الحاصلين على أعلى الشهادات ويملكون من الكفاءة الكثير. قلت برأيك ما هي المعايير التي أن يتم على أساسها اختيار المدرب البحريني لقيادة المنتخبات الوطنية؟ قال لا توجد معايير محددة في هذا الجانب لدى اتحاد الكرة، فلا الكفاءة ولا الخبرة ولا قوة الشخصية ولا الابداع له وجود في اختيار المدربين، وهناك الكثير من الحالات التي يعلمها متابعو الكرة البحرينية في تواجد مدربين لا يملكون من المعايير سوى أن هذا المدرب أو ذاك من هذا النادي العريق والكبير أو يعرف هذه الشخصية أو تلك. إذا هل باعتقادك ان اختيار المدرب الأجنبي تتم على أساس معايير دقيقة؟ الكرة البحرينية ومنتخباتنا الوطنية لها الكثير من التجارب الفاشلة في قيادة المدرب الأجنبي خصوصا مع غياب النظرة الفنية والتخطيط الصحيح والسليم بدليل تعاقب الكثير من المدربين على قيادة المنتخبات في فترة وجيزة لا تتعدى سنوات قليلة، والمعايير غائبة لغياب الخطط القادرة على النهوض باللعبة وتطويرها. المدرب الوطني عادل سالم حين سألته عمّا إذا كان اتحاد الكرة يستند على معايير في اختياراته للمدربين الأجانب؟ قال لا أعتقد ذلك ومعظم المدربين الأجانب الذين تعاقد معهم الاتحاد لم تتوافر المعايير الدقيقة فيهم والدليل والشواهد كثيرة في ذلك وهي المدرب الأجنبي لا يطول عندنا ويتم الاستغناء عنة سريعا وبعدها يتم التعاقد مع مدرب جديد وهكذا وانا أري معظم المدربين الأجانب الذين تقاعد معهم الاتحاد المنتخب لم يكون بحاجة لهم والمنتخب لم يستفيد منهم وانا أري بأن المدرب الأجنبي الذي درب المنتخب هو المستفيد الأول لأن اسمة سيرتفع وتزيد خبرة التدريبية... قلت لسالم وماهي المعايير التي على اساسها يمكن أن يختار المدرب الوطني للمنتخبات؟ فقال هناك 10 عناصر مهمة يجب أن تتوافر لمدرب المنتخب وهي 1. شهادة احترافية 2. خبرة تدريبة 3. شخصية قوية نوافذ 4. الطموح والرغبة في العمل 5. إنجازات ونتائج المدرب 6. الثقافة والمعرفة 7. عملي وحماس 8. سلوك وأخلاق المدرب 9. هادي وقانوني 10. وأن تكون له كرزمة خاصة. وسألته: بالمناسبة هل لدينا المدربون الوطنيون القادروين على تدريب المنتخبات؟ يرد عادل قائلا: نعم يوجد لدينا مدربون جيدون وقادرون على أن يديروا دفة أمور المنتخب بدرجة عالية من غير ذكر الاسماء ف المدرب الوطني يتفوق على المدرب الأجنبي سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات والشواهد والنتائج والإنجازات هي التي تحكم في ذلك، وأفضل الإنجازات والبطولات التي تحققت على مستوى الأندية والمنتخبات كانت تحت قيادة وطنية، ونصيحتي أن جميع الأندية والاتحاد يجب عليهم الاعتماد والوثوق بالمدرب الوطني وإعطاء الفرصة الكاملة له ومساندته والوقوف معه مع توفير جميع الامكانيات والحقوق له. قلت إذا ما الأسباب التي يتم بموجبها سرعة الاستغناء عن المدرب الوطني؟ قال الأسباب كثيرة أهمها عدم وضع استراتيجية متفق عليها بين الطرفين المدرب والنادي (المنتخب) أحيانا كثيرة عدم توافر لاعبين ذوي جودة عالية بالفريق وأحيانا أخرى عدم تعامل المدرب مع الفريق أثناء الحصص التدريبية والمباريات الرسمية بشكل مثالي بالتالي تحصل مشاكل ومعوقات توثر على الفريق وبعدها يتم الاستغناء عن المدرب سريعا ومعظم حالات الاستغناء عن المدرب الوطني تكون عبر سوء نتائج الفريق، علما أن الاستغناء عن المدرب في دول الخليج كثيرة وهي مشكلة كبيرة تواجه المدرب الوطني واتمنى وضع حل سريع لها، أما على المستوى الاحترافي لا يحدث كثيرا ولا يعتمد على خسارة الفريق ولا يقاس المدرب بعدد المباريات التي يخسر فيها والاستغناء عن المدرب الأجنبي متروك إلا في الحالات القصوى... قلت كيف ترى المقارنة بين المدرب الوطني والأجنبي؟ أجاب انا كمدرب وطني محترف منذ 2012 ويمتلك خبرة 20 سنة في مجال التدريب لم أر مدربا اجنبيا يتفوق على مدرب وطني، علما أن المدرب الأجنبي تتوافر لديه جميع الامكانيات وتنفذ جميع حقوقه المالية والأدبية في عقده على عكس المدرب الوطني، والشواهد لدينا تقول إن المدرب الوطني يتفوق على المدرب الأجنبي من ناحية حصد البطولات والإنجازات والنتائج الجيدة اما المدرب الأجنبي ذو القيمة والشهرة العالية لا يحضر عندنا ولا نقدر عليه، بالتالي أرى أن المدرب الوطني هو الأهم في الوقت الحاضر وهو المتاح والأفضل لمعرفته بالواقع والبيئة التي يعيش فيها عكس المدرب الأجنبي الذي يحتاج إلى الوقت والصبر لكي يتعرف على ثقافة الرياضة لدينا والتعايش معها.