يونس السيد في مجتمع كالمجتمع الصهيوني وصل إلى أقصى درجات العنف والتطرف والإرهاب، وبات يشهر نظام الفصل العنصري «الابارتيد» كسياسة رسمية له على الملأ، بدأت مخاوف جدية تطفو على السطح من إمكانية اندلاع حرب داخلية بسبب الانقسام الداخلي وانجرار أغلبية هذا المجتمع وراء قوى اليمين المتطرف ودعاة الاستيطان والإبقاء على احتلال ما تبقى من الأراضي الفلسطينية. هناك بالفعل من بدأ يقرع ناقوس الخطر بعدما اتضحت في السنوات الأخيرة معالم وجود تيارين كبيرين متعارضين، أحدهما يريد تثبيت دولة مؤسساتية تكون لكل رعاياها ومواطنيها، والآخر، وهو المهيمن حالياً، يرفع شعار الولاء لقوى اليمين المتطرف، ويرفض منح أية حقوق لفلسطينيي 48 ويدفع باتجاه ضم الأراضي المحتلة، ما يعني تكريس اتجاه الكيان إلى دولة ثنائية القومية يعيش فيها الفلسطينيون تحت نظام الفصل العنصري. وفي إطار هذين التيارين الرئيسيين، لا توجد قواسم مشتركة، ففي كلا الفريقين يعاني المجتمع الصهيوني من انقسامات طائفية وعرقية حادة ومن سياسات تمييزية عنصرية قائمة أصلا بين اليهود الشرقيين والغربيين، وبين المتدينين والعلمانيين، علاوة على الأزمات الاقتصادية والاجتماعية الهائلة وقضايا الفساد التي تعصف بالكيان، والتي حولت المجتمع الصهيوني إلى مجتمع سمته البارزة الجريمة وعصابات المافيا. التحذيرات الصهيونية انصبت، في هذا المجال، على أن انعدام إمكانية التعايش بين هذين التيارين، ستكون هي جبل الجليد الذي سيغرق الكيان في حرب داخلية، وترى أن الفلسطينيين الذين يعيشون تحت نظام الفصل العنصري، سينتفضون يوماً ما ضد الفاشية، ما يعني أن مثل هذه الحرب المتوقعة لا يمكن منعها، وقد يكون هذا أسوأ السيناريوهات التي ترتسم في أفق المستقبل المظلم للكيان.يقول الكاتب الصهيوني في صحيفة «هآرتس» روغل ألفر إن استمرار السياسة الصهيونية في هذا المسار، سيؤدي لا محالة إلى تمرد الفلسطينيين، مبدياً تخوفه من أن أغلبية المجتمع الصهيوني قد تستيقظ عندما تجد رأسها تحت المقصلة، وذلك بسبب سيرهم بشكل أعمى وراء قوى تدعو لضم الأراضي الفلسطينية دون الانتباه للتحذيرات الصادرة عن عدد من كبار الساسة ورجال الأمن في الكيان، مثل رئيس جهاز الموساد السابق مائير دغان، وفق تعبيره. ثمة عوامل أخرى، قد تدفع في هذا الاتجاه، منها ما يرتبط بإغلاق الأبواب في وجهة التسوية السياسية وانعدام إمكانية القيام بأية مناورات يمكن من خلالها الإبقاء على الهامش الرمادي للحركة السياسية، ومنها ما يرتبط بالتطورات الإقليمية والدولية، والذهاب إلى مغامرات خارجية، كخوض حروب جديدة قد يكون مسرحها قطاع غزة أو لبنان أو التدخل العلني والمباشر في الأزمة السورية، وبالتالي فإن أي فشل سيتمخض عن هذه المغامرات سيؤدي إلى تعميق أزمة الكيان، ويوصل إلى النتيجة ذاتها وهي انفجار الكيان من الداخل. younis898@yahoo.com