×
محافظة المنطقة الشرقية

الصالح : في عهد خادم الحرمين الشريفين نعيش زمن الانجازات والرخاء

صورة الخبر

--> --> حذرت برلين من ان الوقت يضغط «لوضع حد للجنون» في اوكرانيا من جانبها ، حذرت الولايات المتحدة روسيا من ارتكاب خطأ مكلف ،بينما امرت موسكو باجراء مناورات جديدة على الحدود ردا على الهجوم الذي شنته كييف على الانفصاليين في شرق البلاد، واتهم رئيس الوزراء الاوكراني روسيا امس بالسعي الى حرب عالمية ثالثة، فيما اكد وزير الخارجية الروسي ان كييف ستواجه العدالة عن الجريمة الدموية في الشرق الاوكراني، متهما واشنطن بتشويه اتفاق جنيف. من جانبه، أعلن وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير، امس في تونس، ان الوقت يضغط لوضع حد لـ"الجنون" في اوكرانيا. وقال شتاينماير في مؤتمر صحفي مشترك في تونس مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس: "ليس هناك كثير من الوقت لوضع حد لهذا الجنون". من ناحيته، قال الوزير الفرنسي: "على روسيا احترام سيادة الدول الاخرى، كما هي متمسكة بسيادتها". وأضاف: "هناك تصعيد في الجزء الشرقي من اوكرانيا". وتابع: "المانيا وفرنسا معا، نطلق دعوة للتهدئة". وقال مساعد للقائم بأعمال الرئيس الاوكراني أوليكسندر تيرتشينوف: ان أوكرانيا ستعتبر أي هجوم تنفذه قوات روسية تعبر الحدود، غزوا، وان المهاجمين سيقتلون. ونقلت وكالة انترفاكس-أوكرانيا عن سيرهي باشينسكي رئيس العاملين بالرئاسة قوله: "سنعتبر أي عبور لحدود أوكرانيا من جانب قوات روسية الى اراضي دونيتسك أو أي اقليم آخر، على انه غزو عسكري وسندمر المهاجمين". وقال: "لا نقبل أي اعلانات زائفة بشأن اجراء انساني". من جهة أخرى، نقلت وكالة انباء انترفاكس عن مسؤول بوزارة الدفاع الروسية قوله: ان الوزارة مستعدة لإجراء محادثات نزيهة وبناءة" مع الولايات المتحدة لتحقيق الاستقرار للوضع في أوكرانيا. حملة ترهيب وفي التفاصيل،حذر وزير الخارجية الاميركي جون كيري روسيا من ان رفضها اتخاذ اي خطوة لوضع حد للازمة في اوكرانيا يمكن ان يكلفها الكثير، مضيفا ان الفرصة المتاحة امام موسكو لتغير سياستها تتضاءل. واتهم كيري موسكو بأنها "تبذل قصارى جهودها من اجل تخريب العملية الديموقراطية عبر حملة ترهيب فاضحة"، واصفا المناورات العسكرية الجديدة التي بدأتها على حدودها مع اوكرانيا بانها مناورات "تهديدية". واضاف "سأكون واضحا: اذا واصلت روسيا هذا المسار فهذا الامر لن يشكل خطأ فادحا فحسب، بل سيكون خطأ مكلفا". وقال: "نحن جاهزون للتحرك"، وذلك في الوقت الذي تتوالى فيه التهديدات الاميركية لروسيا بفرض عقوبات اقتصادية جديدة عليها. وتابع انه بالمقابل فان السلطات الانتقالية في كييف التزمت "منذ اليوم الاول" لاتفاق جنيف، بالتعهدات التي قطعتها في هذا الاتفاق، ضيفا "لقد مرت سبعة ايام، وهناك ردان متعارضان وحقيقة واحدة لا يمكن تجاهلها". وأكد الوزير الاميركي ان "ايا يكن حجم الدعاية فهي لن تتمكن من اخفاء الحقيقة"، متهما موسكو بالسعي لاشاعة الفوضى في شرق اوكرانيا حتى تتخذ ربما هذا الامر ذريعة لاجتياح جارتها عسكريا. وقال انه "على مرأى من الجميع، تواصل روسيا تمويل وتنسيق ودعم حركة انفصالية مسلحة في دونيتسك"، معقل الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق اوكرانيا. وأكد كيري ان "ما يجري في شرق اوكرانيا هو عملية عسكرية تم التخطيط والتحضير لها جيدا، ونحن نعتبر انها عملية تقودها روسيا"، مضيفا ان "العالم اجمع يعلم ان متظاهرين سلميين لا يكونون مسلحين بقنابل يدوية واسلحة رشاشة". واصدرت روسيا الامر الخميس باجراء المناورات الجديدة على الحدود مع اوكرانيا بعد ان شنت كييف هجوما واسعا ضد الانفصاليين الموالين لموسكو والذين كانوا يحتلون مدينة سلافيانسك. وأشاد كيري بسلطات الحكومة المؤقتة في كييف، قائلا إنها وفَت بالتزاماتها المنصوص عليها في جنيف بهدف وقف نزع فتيل الأزمة. غير أنه قال إن روسيا "تمعن في صرف الانتباه والتضليل وزعزعة الاستقرار". واتهم الوزير الأمريكي وسائل الإعلام الروسية بالترويج لـ"تخيلات" الرئيس فلاديمير بوتن عن الأحداث في أوكرانيا. الجريمة الدموية واتهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اليوم الجمعة واشنطن بتشويه اتفاق دولي بشأن أوكرانيا من خلال مطالبة موسكو بطلبات إضافية. وقال لافروف في اجتماع مع دبلوماسيين شبان "روسيا ستسهم بقوة في تهدئة الصراع استنادا الى النهج الوسط الذي تم الاتفاق عليه في جنيف... لا يمكن ان تكون هناك مطالب من جانب واحد". وأضاف: "تقدم لنا مطالب، وأعني أولا الولايات المتحدة الامريكية التي لديها قدرة هائلة على قلب كل شيء رأسا على عقب". وأدان لافروف العملية الأمنية التي تقوم بها كييف في شرق أوكرانيا ووصفها بأنها "جريمة دموية" وان الحكومة المؤقتة ستواجه العدالة لشنها حربا على مواطنيها "انهم (في كييف) يشنون حربا على شعبهم. هذه جريمة دموية ومن دفع الجيش للقيام بذلك سيدفعون الثمن أنا واثق من انهم سيواجهون العدالة". كييف تواصل عملياتها وقال وزير دفاع أوكرانيا إن القوات الروسية التي تجري مناورات بالقرب من الحدود الاوكرانية اقتربت لمسافة كيلومتر واحد من الحدود لكنها لم تعبرها. وأضاف "القوات المسلحة الاوكرانية مستعدة لصد أي عدوان". من جهته، قال وزير داخلية أوكرانيا امس إن بلاده ماضية قدما في العملية التي تقوم بها ضد انفصاليين مؤيدين لروسيا في شرق البلاد وان لديها موارد عسكرية كافية لمواصلة الهجوم على مدار الساعة. ونفى ارسن أفاكوف أحاديث عن ان كييف أوقفت "عملية مكافحة الارهاب" بسبب تهديدات من موسكو بعد ان أطبقت قوات أوكرانية على معقل المتمردين. وكتب في صفحته على فيسبوك "لم يحدث توقف لعملية مكافحة الارهاب بسبب تهديد الغزو من جانب القوات المسلحة الروسية" وأضاف: "العملية مستمرة. يجب ان يستعد الارهابيون على مدار الساعة. ليس هناك ما يدعو المدنيين للخوف". وقال أيضا وهو ينفي تلميحات بأن قوات كييف تقوم بأعمال تفوق قدراتها انه تم التحوط لتجنب وقوع اصابات بين غير العسكريين بعد ان حذرت موسكو من انها قد تتحرك لحماية المدنيين. وكتب أفاكوف في صفحته على فيسبوك في اشارة الى مركز مكافحة الارهاب الذي يضم الجيش ووكالات اخرى "على عكس الشائعات تم نشر القوات المهمة فقط من عملية مكافحة الارهاب دون استخدام دبابات أو أي مدرعات اخرى ثقيلة". وقال: "عملية مكافحة الارهاب لديها قوات كافية تحت تصرفها لتبديل الافراد والعمل على مدار الساعة اذا اقتضى الامر". نشاط عسكري من جانبه، قال وزير الدفاع الامريكي تشاك هاجل ان تقارير عن نشاط عسكري بمحاذاة الحدود بين روسيا واوكرانيا تبعث على القلق وانه يحاول ترتيب اتصال مع نظيره الروسي سيرجي شويجو. وأبلغ هاجل الصحفيين اثناء زيارة الي مكسيكو سيتي "هذا يزعزع الاستقرار بشكل خطير وتصرف استفزازي جدا. هذه الانشطة لا تخفف التصعيد بل في الواقع تزيده. انها تجعل من الصعب بشكل أكبر محاولة ايجاد حل دبلوماسي وسلمي لتلك المشكلة". إرباك الانتخابات من جهته، قال وزير خارجية بولندا رادوسلو سيكورسكي لصحيفة واشنطن بوست إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريد منع أوكرانيا من أن تصبح دولة أوروبية ناجحة، ومن أجل تحقيق ذلك يحتاج لزعزعة استقرارها وإرباك انتخاباتها وتعقيد الأمور أمام إجراء أي إصلاحات اقتصادية. وعن موقف أميركا من الأزمة، يرى سيكورسكي أن العقوبات التي فرضتها على روسيا مهمة ويجب أن تستمر، وأكد ضرورة تعزيز قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في بولندا تحسبا لأي تحركات روسية. من جانبها، كتبت صحيفة لوس أنجلوس تايمز انه بعد تصرفات روسيا الأخيرة في أوكرانيا فليس من المستغرب أن الدول الأخرى المجاورة لروسيا تتساءل الآن عن مكانها في "قائمة مشتريات" بوتين، واعتبار أنها ضمن قائمته أمر بديهي بحسب المادة 61 من الدستور الروسي التي تنص على أن "الاتحاد الروسي يكفل لكل مواطنيه الدفاع عنهم ورعايتهم خارج حدوده". وبعبارة أخرى كما تقول الصحيفة، روسيا ستحمي أي مواطن روسي تساء معاملته أثناء وجوده خارجها. "القضمة التالية لروسيا بعد أوكرانيا هي جزء من مولدوفا الواقعة بين أوكرانيا ورومانيا" أما صحيفة نيويورك تايمز فترى أن القضمة التالية لروسيا بعد أوكرانيا هي جزء من مولدوفا الواقعة بين أوكرانيا ورومانيا. وقالت الصحيفة إن روسيا تنمرت بالفعل على هذه الدولة الصغيرة من دون رحمة لمحاولتها الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي عندما فرضت حظرا على صادراتها الرئيسية من النبيذ، بل وهددت بقطع شريان الغاز الطبيعي عنها. حرب عالمية ثالثة وفي السياق، اتهم رئيس الوزراء الاوكراني ارسين ياتسينيوك روسيا امس بالسعي الى "حرب عالمية ثالثة" من خلال دعم الانفصاليين في شرق البلاد، داعيا الاسرة الدولية الى "الاتحاد ضد العدوان الروسي". وصرح ياتسينيوك خلال اجتماع للحكومة "ان محاولات الجيش الروسي لشن عدوان على اراضي اوكرانيا ستؤدي الى نزاع في أراضي اوروبا. العالم لم ينس الحرب العالمية الثانية وروسيا تسعى وراء حرب عالمية ثالثة" مؤكدا ان "دعم روسيا للارهابيين في اوكرانيا يشكل جريمة دولية وندعو الاسرة الدولية الى الاتحاد ضد العدوان الروسي". انتخابات مايو وتسعى السلطات الموالية للغرب في اوكرانيا والتي تريد تكريس شرعيتها ازاء تزايد الحركة الانفصالية الموالية لروسيا في شرق البلاد، الى تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة في 25 مايو يعتبرها الاميركيون حاسمة بينما تراها موسكو "مدمرة". وفي هذا الاطار، حذرت موسكو التي تتهمها كييف والغربيون بالوقوف وراء الاضطرابات في اوكرانيا، من انها لن تعترف بالانتخابات الرئاسية. وشدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاربعاء ان "تنظيم انتخابات من دون التوصل الى ارضية تفاهم مع الشرق والجنوب (الناطق بالروسية) امر مدمر بالنسبةالى البلاد". الا ان كييف تعتبر في المقابل ان نجاح الانتخابات شرط اساسي لرد "العدوان الروسي". واعتبر الخبير السياسي المحلي كيريل تشيركاشين انه "في حال تمت الانتخابات سيكون من الصعب جدا تنظيمها بشكل طبيعي في منطقة دونيتسك". واضاف ان المدن التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا لن يكون بامكانها تشكيل اللجان الانتخابية وان السكان سيميلون الى مقاطعة الانتخابات عندما يعلمون ان المرشحين الموالين لروسيا لا يتمتعون بحظوظ كبيرة. الا ان اولكسندر تشيرننكو رئيس لجنة الناخبين، وهي منظمة غير حكومية تراقب سير الانتخابات في اوكرانيا، اعتبر ان الوضع ليس ماسويا الى هذا الحد. وقال تشيرننكو ان "التعبئة ستكون كبيرة بنسبة 70% في مختلف انحاء البلاد. وفي الشرق اعرب اكثر من 50% من الناخبين عن استعدادهم للمشاركة في الانتخابات"، مضيفا ان المرشحين الـ23 المتنافسين، وثلاثة منهم على الاقل موالون لروسيا بشكل واضح ،"يمثلون كل الاطياف" سواء في الشرق الناطق بالروسية او في الغرب القومي. وقال اوليكسي غاران من اكاديمية كييف-موغيلا في كييف ان "ضرب الانتخابات الرئاسية جزء من مخطط روسيا. لهذا السبب يتعين بذل كل الجهود من اجل تنظيمها". وقال انه حتى لو تعذر على السلطات تنظيم الانتخابات في كل البلدات، الا ان "الاسرة الدولية ستعترف بالنتائج". وأكد رئيس اللجنة الانتخابية المركزية في اوكرانيا ميخائيلو اوخندوفسكي الخميس ان الاضطرابات في الشرق "لن تؤثر" على الاقتراع الذي سيتم "أيا كانت الاجواء السياسية".