طنجة (المغرب) ـ سيحتضن المغرب أول لقاء تحضيري للملتقى الدولي لكاتبات العالم في شهر أبريل/نيسان 2018، إذ سيعقد لأول مرة في أفريقيا والعالم العربي، بعد أن عُقدت دوراته الاثنتا عشرة السابقة بدول أميركا اللاتينية (الشيلي، الأرجنتين، الأورغواي، كولومبيا، فينزويلا، البرازيل، بورتو ريكي، المكسيك، بانما) وفي الولايات المتحدة الأميركية وإسبانيا. وجاء اختيار المغرب لاحتضان هذه التظاهرة الثقافية الدولية الكبرى إثر مذكرة بعثت بها رابطة أدباء الشمال إلى المنظمين والمشاركات والمشاركين في الملتقى الأخير، الذي عقد بميامي، عبرت فيها عن رغبتها واستعدادها لاحتضان هذه التظاهرة، فتم لها ذلك بعد منافسة مع دولة الدومينكان. ويذكر أن هذا اللقاء الأولي ساهمت فيه، إضافة إلى أعضاء من رابطة أدباء الشمال، الرئيسةُ بالنيابة للمؤتمر الدولي لكاتبات العالم الشاعرة غلوريا يونغ، التي تشغل في الآن نفسه منصب سفيرة دولة بانما بالمغرب، وكذلك أعضاءٌ من مؤسسة غابرييل غارسيا ماركيز، وممثلون لمجموعات البحث في جامعة عبدالمالك السعدي، وفاعلون من المجتمع المدني بجهات مغربية مختلفة منها طنجة وتطوان والحسيمة. بعد عرض الشاعرة غلوريا يونغ لشريط الدورات الأخيرة للملتقى، وكلمات كلّ من رئيس رابطة أدباء الشمال الروائي محسن أخريف، ورئيسة مؤسسة غابرييل غارسيا ماركيز بالمغرب نبيلة بنعمر، وكلمة الإدريسي الذي يمثل جمعية ”أعمدة“ وكلمة مديرة معهد ثربانتيس لُولا إِنَمورادو، وكلمات مختلفة من الحاضرين من الفاعلين الثقافيين، فُتح النقاش لاختيار رئيسة لدورة هذا الملتقى، وفق الأعراف التي رسمت في دوراته السابقة، وهي أن تكون كاتبة من المنطقة المحتضنة للدورة، وقد وقع الاختيار في هذا الصدد على الشاعرة فاطمة الزهراء بنيس. كما تم الاتفاق على اختيار الفاعلة الجمعوية نبيلة بنعمر نائبة لها، لتتشكل بعدها لجنة تحضيرية للإشراف على تهيئة هذه الدورة، التي ستشكل لكاتبات أفريقيا والعالم العربي فرصة لإيصال أصواتهن الإبداعية والإنسانية، وللالتقاء بكاتبات العالم على أرض مدن جهة طنجة وتطوان والحسيمة التي ستحتضن هذه التظاهرة. وقالت فاطمة الزهراء بنيس رئيسة الملتقى الدولي للكاتبات إثر الاجتماع إن: "احتضان المغرب للملتقى العالمي للكاتبات في غضون السنة القادمة هو تتويج عالميّ للمرأة المغربية المبدعة التي استطاعت أن تُصحّح للآخر صورتها النمطية، من خلال ما تُنتجه من نصوص جريئة بالمعنى الإبداعيّ وأفكار نورانية تُذيب حمولتها الذكوريّة". وأضافت بنيس "الملتقى هو أيضا اعتراف من الداخل ومن الخارج بأن نضال المرأة المغربية على جميع المستويات منذ أواسط القرن الماضي لم يذهب هباء منثورا، بل كان الخطوة الصحيحة التي مهّدت الطريق نحو الحرية النسائية".