×
محافظة الرياض

بيعة تتجدد وتزخر بجلائل الأعمال

صورة الخبر

كييف - موسكو: «الشرق الأوسط» شنت أوكرانيا هجوما كبيرا أمس ضد الانفصاليين في سلافيانسك، معقل الموالين لروسيا في شرق البلاد، الأمر الذي سارع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى التنديد به ووصفه بكونه «جريمة لها عواقب». كما أطلق الجيش الأوكراني مناورات جديدة على الحدود ردا على العملية الأمنية الأوكرانية. وأعلنت وزارة الداخلية الأوكرانية أن المواجهات بين القوات الأوكرانية والانفصاليين في سلافيانسك «أوقعت نحو خمسة قتلى» بين صفوف الموالين لروسيا، بينما أصيب جندي أوكراني بجروح، مضيفة أنه جرى «تدمير» ثلاثة حواجز أقامها انفصاليون عند مدخل المدينة. وعلى الفور، أعلن بوتين أنه «في حال بدأ النظام الحالي في كييف استخدام الجيش ضد السكان فهذه جريمة خطيرة جدا ضد الشعب»، مضيفا أنها «عملية قمع ستكون لها عواقب على الذين يتخذون هذه القرارات»، لكنه لم يحدد طبيعة هذه العواقب. وكان قائد الانفصاليين في سلافيانسك، فياتشيسلاف بونوماريف، طلب الأحد الماضي من بوتين إرسال قوات روسية إلى المكان. كذلك، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أمس، عن إطلاق مناورات جديدة على الحدود مع أوكرانيا ردا على العملية العسكرية في الشرق. وقال شويغو، بحسب ما نقلت وكالات الأنباء الروسية «نحن مجبرون على الرد على مثل هذا التطور في الوضع. الطيران بدأ التحليق قرب الحدود». وأعرب الوزير عن «قلقه الشديد» حيال الهجوم الدامي الذي شنته القوات الأوكرانية في سلافيانسك. وقال شويغو إن «الضوء الأخضر لاستخدام السلاح ضد المدنيين من بلاده قد أعطي. إذا لم يوقفوا هذه الآلة العسكرية اليوم فسيؤدي ذلك إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى». وأكد أن أكثر من 11 ألف جندي أوكراني أرسلوا للمشاركة في العملية ضد الانفصاليين الذين يتجاوز عددهم الألفين بقليل، كما قال. ورأى أن «ميزان القوى غير متساو بشكل واضح». لكن الرئيس الأوكراني المؤقت أولكسندر تورتشينوف أكد أمس أن بلاده لن تتراجع أمام ما سماه «التهديد الإرهابي». وقال تورتشينوف في كلمة متلفزة «لن نتراجع أمام التهديد الإرهابي»، و«نطلب من روسيا التوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية لأوكرانيا وسحب قواتها من الحدود الشرقية لأوكرانيا». ميدانيا، جرى صباح أمس تبادل لإطلاق النار عند حاجز للانفصاليين في المدخل الشمالي لسلافيانسك، ثم شوهدت العديد من المدرعات إحداها عليها العلم الأوكراني تعبر مركز المراقبة الذي أضرم فيه الموالون لروسيا النار، إلا أن المدرعات انسحبت بعد الظهر، وفق ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وأمر بونوماريف المدنيين بمغادرة مبنى المجلس البلدي للمدينة التي يبلغ عدد سكانها نحو مائة ألف نسمة. وأعلنت السلطات المحلية التي أشارت إلى وقوع قتيل أن «المدارس أغلقت في البلدات المجاورة لسلافيانسك». وتخضع سلافيانسك منذ أيام عدة لسيطرة الانفصاليين التامة. ويحتل مسلحون ملثمون يحملون بنادق قتالية ويرتدون زيا عسكريا دون شارات العديد من المباني الحكومية فيها. كما أعلنت كييف تحرير بلدية مرفا ماريوبول (500 ألف نسمة بجنوب شرقي البلاد) بعد مواجهات أوقعت خمسة جرحى. وقتل جندي خلال هجوم شنه انفصاليون ضد قاعدة عسكرية في ارتيمفينسك في الشمال. سياسيا، لا يزال التوتر في تزايد، إذ اتهمت موسكو التي أثارت احتمال التدخل العسكري في حال تعرض «مصالحها المشروعة» للتهديد في الجمهورية السوفياتية السابقة، الغربيين باستخدام أوكرانيا «أداة في اللعبة الجيوسياسية» ضد روسيا. وفي طوكيو، حمل الرئيس الأميركي باراك أوباما روسيا مسؤولية فشل الاتفاق الذي جرى التوصل إليه في جنيف قبل أسبوع لخفض حدة التوتر في أوكرانيا. وقال أوباما في مؤتمر صحافي «كان هناك احتمال بأن تسلك روسيا طريق المنطق بعد الاجتماع في جنيف. لم نر حتى الآن على الأقل من جانبهم احتراما لروحية اتفاق جنيف أو لحرفيته». وأضاف «ما زلنا نرى مسلحين يسيطرون على مبان ويمارسون مضايقات بحق من يخالفهم الرأي، ويزعزعون استقرار المنطقة، من دون أن نرى روسيا تتحرك لردعهم». ولوح أوباما بعقوبات جديدة بحق روسيا في حال استمرت في تجاهل اتفاق جنيف ولم تعمد إلى التصرف بشكل «أكثر عقلانية». وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حذر أول من أمس من أن بلاده مستعدة للتدخل إذا تعرضت مصالحها للخطر في شرق أوكرانيا، مقارنا بما حصل في أوسيتيا الجنوبية. وفي أغسطس (آب) 2008، اندلعت حرب خاطفة بين روسيا وجورجيا اعترفت موسكو في ختامها باستقلال منطقتين انفصاليتين مواليتين لها في هذا البلد الصغير في القوقاز هما أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا. وأمس، اتهم لافروف الغربيين باستخدام أوكرانيا «أداة في اللعبة الجيوسياسية»، وقال «في أوكرانيا حاولت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تدبير ثورة ملونة جديدة، عملية تغيير نظام مخالفة للدستور». ولم تكف السلطات الروسية عن القول إن الأوكرانيين من أصل روسي مهددون من قبل مواطنيهم القوميين الذين يدعمون السلطات الموالية للغرب التي سيطرت على الحكم في كييف منذ عزل الرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش. وتنتقد واشنطن وكييف موسكو على حشدها قوات على الحدود ولدعمها الانفصاليين في شرق أوكرانيا، مع إرسال مسلحين إلى هناك. وقررت الولايات المتحدة تعزيز قواتها من خلال إرسال 600 جندي في بولندا وفي دول البلطيق. وفي كييف، تعهد وزير الداخلية ارسين افاكوف بـ«رد قاس حتى القضاء على الإرهابيين». وعلاوة على المواجهات التي وقعت أمس في سلافيانسك، هاجم قرابة 100 شخص الليلة قبل الماضية قاعدة عسكرية في ارتيمفينسك «مستخدمين أسلحة رشاشة وأوتوماتيكية وقنابل يدوية»، بحسب وزارة الدفاع. وأصيب جندي بجروح. وقال افاكوف إن الهجوم قام به «عسكري روسي» من أجل الاستيلاء على أسلحة.