أظهر تقرير لشبكة المنظمات الاجتماعية الأوروبية غير الحكومية أن نبرة معاداة طالبي اللجوء والمهاجرين تزاد حدة، حيث تنشر الجماعات والأحزاب الشعبوية واليمينية المتطرفة أفكارها بشكل واسع، خصوصا عبر وسائل التواصل الاجتماعي. الصورة من الأرشيف لمظاهرة مناهضة للعنصرية في لندن. وجاء في التقرير، الذي نشرته الشبكة الأوروبية لمكافحة العنصرية "إينار Enar" اليوم الثلاثاء (الثاني من أيار/مايو 2017) أن عدد المظاهرات والاحتجاجات تكشف قوة تأثير الجماعات اليمينية المتطرفة فيما يخص نشر تصوراتها المعادية للإسلام وطالبي اللجوء والمهاجرين في أوروبا. ووثقت شبكة "إينار" تصريحات لسياسيين منتخبين من دول مثل رومانيا وسلوفينيا والمجر تحمل الكثير من العداء للأجانب. أما الخطابات النارية المعادية خصوصا للمهاجرين المسلمين فلها مواطن كثيرة في دول الاتحاد الأوروبي. ففي بولونيا وكرواتيا حصلت الأحزاب التي تحمل أفكارا عنصرية أكثر من 30% من أصوات الناخبين. وكانت هذه النسب بحدود 20% في كل من النمسا والدنمارك والمجر. فيما لا تجد هذه الظاهرة انتشارا واسعا في إسبانيا مثلا، حسب تقرير "أينار". وأشار التقرير إلى أن حركة "بيغيدا" المعادية للأجانب والمهاجرين في ألمانيا قد ساهمت بنشر سمومها في خلق أجواء متوترة ومنحت الفرصة للجماعات اليمنية المتطرفة لارتكاب اعتداءات على خلفية معاداة الأجانب، رغم عدم وجود أدلة على تورطها بنفسها في تلك الاعتداءات. كما أظهر التقرير أن النزعة العنصرية، التي تشجعها السياسات المعادية للهجرة واللجوء، تجبر طالبي اللجوء والمهاجرين في أغلب الأحوال على العمل في الاقتصاد غير الرسمي، حيث يمكن أن يصبحوا بسهولة ضحية للاستغلال. وبحسب التقرير، فإن هذه العنصرية وضعف الوسائل الحكومية لدمج المهاجرين أدت إلى اتساع الفجوة في التوظيف بين المهاجرين وأبناء البلاد. ويكشف التقرير أن الموظفين من أصول معينة وبخاصة من أصول إفريقية أو شرق أوروبية في العديد من دول أوروبا يحصلون على أجر أقل مما يحصل عليه الموظفون من أبناء البلاد في نفس الوظائف. ويمثل المهاجرون المسلمون الذين يتم ربطهم غالبا بالإرهاب والمهاجرين الأفارقة والغجر (في شرق أوروبا) الذين يتم ربطهم بالهجرة غير المشروعة الفئات الأشد تضررا من النظرة السلبية للمهاجرين في أوروبا. ح.ع.ح/أ.ح (د.ب.أ)