×
محافظة المنطقة الشرقية

المجالس البلدية تناقش في جازان آليات إعداد الحساب الختامي والميزانية والاستثمارات البلدية

صورة الخبر

لم تكن الاسابيع الماضية عادية العبور في حياتنا.. نحن على الاقل ساكني مدينة جدة والتي ازدادت اصابات الكورونا فيها فجأة. تتناقل اخبارها وسائل التواصل الاجتماعي وتنفيها وزارة الصحة في نفس الوقت معلنة عن عدد محدود من الاصابات كتخدير جمعي حتى لا يهيمن الفزع.. فتؤكد أن الوضع مستقر ولا داعي للخوف! في البداية استكان معظمنا لندرة الاصابات هنا وهناك غير ان بث اسماء بعض المصابين من الاطباء والكادر الصحي لمستشفى الملك فهد افسح الطريق للبحث والتساؤل من جديد. وبدأت حالة من مشهد ضبابي يفسح المجال للمبالغات بالفعل. شفافية غائبة وتهوين للامر بصورة غير مقنعة. سألت قريبة تعمل في المجال الصحي إن كانت الاخبار صحيحة ام اشاعات كما يقال. فردت عليّ رسالتي بوضوح واختصار "للاسف صحيح". ثم بدأت تمطرني برسائل توعوية كانت قد مرت عليّ. أعاود المتابعة من منظور واقعي فليس من المنطق اعلان ان كورونا هو بسبب العدوى او مخالطة مريض فترتاح الناس من المعلومة وكأن العدوى غير ممكنة، فأي شخص معرض للعدوى بفعل الاختلاط مثل بيئة المدارس او العمل. اما اقلهم عرضة لامكانية العدوى فهن النساء المنقبات وفقا للاخصائيين. وفي هذه الاجواء من الممكن تخيل كيفية التفاعل مع حالات عادية من البرد والانفلونزا بالبيوت وهاجس كورونا يحوم في الافكار. ابنة صديقة لي عادت من المدرسة ذات يوم وهي تئن من الالم وارتفاع في درجة الحرارة اجبرهم على استخدام كمادات الثلج قالت إنها لم تشعر بتلك الاعراض من قبل خلال الاصابة بالبرد. وفزع من في البيت ودارت امها على كل معالجة منزلية وطبية تعالج تلك الحالات، قرأت عليها وتسمرت عند سريرها طوال اليوم، وحينما جاءتهم نصيحة بزيارة مستشفى إن عانت من ضيق تنفس و قالت لهم الابنة إنها لا تعاني من ذلك ارتاح الجميع وحمدوا الله كثيرا ولكن هل من الممكن تخيل مشاعرهم عندها.. مخاوفهم؟ في رحلة عودتنا لجدة من المنطقة الشرقية الاسبوع الماضي لاحظت ارتداء الاطفال وبعض الرجال المعتمرين كمامات علي انوفهم وفكرت بأنها خطوة واعية وشجاعة لاشك من جانب العائلات في جلب صغارهم في هذه الظروف عسى الله يحمي الجميع ولكن للحق فالناس باتت تخاف زيارة المستشفيات لكونها اصبحت بيئة للفيروس كما سمعنا ومع تكليف وزير جديد للصحة ووعد بشفافية المعالجة وتوجيه المجتمع بل واشراكه بنشر تطورات المرض والتوعية المطلوبة فإننا في نفس الوقت نتمنى ان تعي وسائل الاعلام دورها في هذا الشأن. ففي نشرة اخبار فضائية منذ يومين تمت استضافة اسشاري جراحة القلب بمستشفى الملك فهد وكان قد اصيب بالكورونا وشفي، شكر الله على نعمة الشفاء ودار المقطع في مواقع التواصل الاجتماعي والآن جاءت مذيعة الاخبار تسأله عن التفاصيل. وصراحة تسمرنا لنستمع لكل كلمة يقولها ليحكي عن تجربته المؤلمة وشفائه ولكن المقاطعة المتكررة اخمدت اغلب المعلومات وربما اثرت على تركيز الحوار، وودت حقا لو كان القائمون على النشرة اعفونا من اخبار غير مهمة ومتكررة ذلك المساء وافسحوا المجال لتوعية حية من هذا النوع خاصة وهو يحكي عن تجربته وعن المعالجة الروحية وكيف كان يستعين بماء زمزم لتنظيف الانف والحلق والدعاء.. ولكن يبدو ان الامر لم يكن مهما للبعض! فرجاء نحن مجتمع مسلم مؤمن نتجه الى الله تعالى في كل شؤوننا رغم اننا متعلمون وعصريون ونقدر من يعي اسلوب حياتنا ويحترمه خاصة من فضائيات تتوجه برسائلها الينا. والله الحافظ.