شبان يعكفون على التنقيب عن الذهب في عملية شاقة وطويلة بأحد المناجم في ولاية نهر النيل السودانية. يستخدم العمال أدوات خاصة لتفتيت الحجارة وتحويلها الى تراب يعالج بعد ذلك في عمليات خاصة لاستخراج الذهب منه. ومع زيادة الطلب على الذهب توافد عمال التنقيب على المنطقة تدفعهم الرغبة في تحقيق حلم الثراء السريع. وعرف السودان بوجود الذهب في أرضه منذ أيام المصريين القدماء ومملكة النوبة وعاد السودانيون في السنوات الاخيرة للتنقيب عن المعدن الاصفر على نطاق محدود. وارتفع سعر الذهب كثيرا هنا في عام 2011 الذي بلغ فيه الانتاج السوداني عشرة أطنان. ويتوقع أن يزيد الانتاج هذا العام الى قرابة 50 طنا. وقال يحيى ادم الذي يدير منجما للذهب ان شركته لا تستفيد الا من 30 في المئة من الحجارة التي تحصل عليها. ويستخدم المنقبون عن الذهب كميات صغيرة من معدن الزئبق لفصل المعدن النفيس عن تراب الصخور رغم تحذير الحكومة من خطورة ذلك الاسلوب على الصحة والبيئة. وتشير تقديرات الحكومة الى أن ألف سوداني يعملون في التنقيب عن الذهب في الوقت الراهن. وحققت الدولة نحو 5ر2 مليار دولار من تصدير الذهب العام الماضي. قالت سعاد محمد سليمان خبيرة البيئة والصحة العامة بأكاديمية العلوم السودانية ان الذين ينقبون عن الذهب يفتقر معظمهم الى الخبرة المناسبة في استخدام المواد الكيماوية التي تصيبهم بأضرار صحية جسيمة علاوة على الاتربة الملوثة التي تتسلل الى أجسامهم خلال عمليات التنقيب. وأبرمت الحكومة السودانية عقودا مع ما يزيد على 600 شركة للتنقيب عن الذهب ومعادن أخرى حيث يعتقد أن السودان يملك أكبر احتياطيات من المعدن النفيس في افريقيا. وتصل كميات من الذهب المستخرج من الارض الى التجار في سوق الذهب بالخرطوم. وقال تاجر في السوق يدعى أبو القاسم عبد الحميد ان الذهب الذي يستخرجه بعض المنقبين غير المحترفين عالي الجودة ويتفوق على المعدن المستخرج من مناجم معتمدة. ويسعى السودان الى ابدال عائدات النفط بعائد من تصدير الذهب بعد أن فقد ثلاثة أرباع من انتاجه النفطي منذ انفصال جنوب السودان عام 2011. ولم تصدر الحكومة السودانية بيانات عن أرباحها من الذهب هذا العام لكن المحللين يتوقعون تراجعها بعد انخفاض سعر المعدن الاصفر في الاونة الاخيرة. وقال عثمان حسن مدير بورصة الخرطوم انه يتوقع زيادة عائد تصدير الذهب السوداني في 2013.