×
محافظة المنطقة الشرقية

تفاصيل الزواج "الفيسبوكي" بين أحمد سعد وسمية الخشاب

صورة الخبر

أستاذ جامعي وكاتب ومؤرخ تونسي، يعتبر أحد أشهر الأكاديميين التونسيين، واشتهر باجتهاداته المثيرة للجدل بشأن فهم الإسلام وتحديدا في تحليل وتأويل مضامين القرآن الكريم، فكان أن جرت عليه خصومات كثيرة، خاصة أنه دعا إلى إلغاء الشريعة وأباح الخمر والبغاء. توفي مطلع مايو/أيار 2017.المولد والنشأةولد المفكر التونسي الراحل محمد الطالبي يوم 16 سبتمبر/أيلول 1921 في تونس.الدراسة والتكويندرس الطالبي بالمدرسة الصادقية في تونس، ثم أكمل دراسته في باريس، وحصل على شهادة دكتوراه من قسم التاريخ في جامعة السوربون.الوظائف والمسؤولياتشغل العديد من الوظائف والمسؤوليات الأكاديمية والثقافية، فبعد تخرجه من جامعة السوربون عاد إلى تونس والتحق بالجامعة التونسية ثم عميدا. وتولى في الثمانينيات رئاسة اللجنة الثقافية الوطنية في تونس، كما انضم لاحقا إلى المجلس الوطني للحريات في تونس عام 1995، وهو تجمع للمنظمات غير الحكومية غير المعترف بها من طرف الحكومة.التجربة الفكريةاشتهر الطالبي بقراءته الخاصة للإسلام، وفهمه لمضامين الآيات القرآنية، وفصله التام بين القرآن والسنة، ومطالبته بالاكتفاء بما ورد في القرآن وحيا وتنزيلا، وهي الاجتهادات التي أثارت الكثير من الجدل، وصرفت النظر عن غيرها من اجتهادات وإنتاج الرجل خلال العقود الماضية. وهكذا دعا إلى التعامل المباشر مع النص ودون الأخذ بعين الاعتبار ما راكمه العلماء من اجتهادات طيلة القرون الماضية، حيث كان يعتبر الشريعة برمتها مجرد "عمل إنساني". فقد دعا الطالبي إلى إلغاء الشريعة الإسلامية، وتبني مفهوما جديدا أطلق عليه مفهوم "المسلم القرآني"، وتساءل في إحدى مقابلاته الصحفية هل ترك لنا النبي صلى الله عليه وسلم كتابا يوضح ويفسر القرآن؟ داعيا إلى تنحية كتب التفسير والحديث والاكتفاء فقط بما جاء في القرآن الكريم.كما أباح شرب الخمر، وقال إنه طرح قضية الخمر وتدبر في شأنها طويلا، ولم يجد آية في كتاب الله تحرم الخمر أو تمنع المسلمين من شربه.ومن مواقف الطالبي المثيرة للجدل دعوته إلى ثورة جنسية جديدة تحرر المفاهيم السائدة وتصحح الأخطاء المتداولة وتفصل بين المباح شرعا والممنوع عرفا، وقال إنه درس القرآن الكريم ولم يجد نصا واحدا يحرّم العري أو يمنع البغاء، بل الواقع -حسب قوله- أن البغاء غير محرم ويحق للمرأة غير المتزوجة العمل كمومس، ولها إذا أرادت أن تعمل من خلال ذلك وتجني المال، وحقها مكفول واحترامها واجب، وهي مسلمة كاملة الإسلام.وقال أيضا إنه لا توجد آية واحدة تمنع اللواط (المعاشرة بين ذكرين)، فكل إنسان حر في حياته الجنسية.وشهدت حياة الرجل تحولات كثيرة، ففضلا عن إبرازه وتعبيره بقوة عن المواقف السابقة، أظهر تحولا فكريا آخر تعلق بالموقف من الحوار مع الغرب. ورغم أنه كان من أوائل الذين دعوا إلى الحوار بين الأديان، ومن مؤسسي الحوار الإسلامي المسيحي الذي خصص له جانبا هاما من إنتاجه الفكري ونشاطه الميداني ومن مسيرته الأكاديمية، وقدم في سبيله الكثير من الجهد والوقت والإنتاج، فإنه يتضح في كتابه "انتفاضة الطالبي الثالثة" (صدر 2010) أنه أصيب باليأس وخيبة الأمل من إحداث أي تأثير لدى الرأي العام الغربي تجاه قضية فلسطين وكل القضايا الإسلامية الأخرى، وهو أمر دفع به إلى استقراء الكتب المقدسة المؤسسة للفكر اليهودي المسيحي، في محاولة لاكتشاف جذور ذلك الموقف "الأوروأميركي والصهيوني".ويعطي في كتابه ذاك فكرة عن درجة اليأس التي وصل إليها من رؤية النظرة الغربية للإسلام والمسلمين تتغير، ويعبر فيه عن بعض ندم بسبب المغالطة التي قد يكون وقع ضحيتها بالقول "أما الحوار المعسول الذي انخرطت فيه جسدا وروحا، فقد اتضح أنه احتقار وغش".ومع أجواء الحرية والانفتاح الإعلامي التي سادت في تونس بعد ثورة الياسمين التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي مطلع العام 2011، خضعت أفكار ومواقف الطالبي للكثير من النقاش والسجال، وتفاوتت الردود عليها بين نقاشها علميا ومناظرة صاحبها ومقارعتها حجة بحجة، وبين المطالبة بالحجر على صاحبها باعتبار أن ما يقوله هو من قبيل الخرف والهذيان لا أكثر. المؤلفاتأصدر الطالبي عدة كتب عن الإسلام والقرآن، أغلبها باللغة الفرنسية وبعضه ترجم إلى اللغة العربية، ومن بينها "إسلام معاصر" و"ليطمئن قلبي" و"عيال الله" و"أمة الوسط.. الإسلام وتحديات المعاصرة"، و"كونية القرآن.. مفكر حر في الإسلام"، و"الإسلام ليس حجابا"، و"انتفاضة الطالبي الثالثة". كما أشرف على تأطير عشرات الأطروحات والندوات العلمية المتعلقة بالإسلام وتاريخ الأديان.