تبادل المرشح الرئاسي الوسطي الأوفر حظاً في انتخابات الرئاسة الفرنسية إيمانويل ماكرون، الانتقادات مع منافسته اليمينية مارين لوبن، في أنحاء متفرقة من العاصمة باريس في عيد العمال اليوم (الإثنين)، مع دخول السباق الرئاسي المحتدم أسبوعه الأخير. وسعى ماكرون لليوم الثالث على التوالي، إلى تصوير مرشحة حزب «الجبهة الوطنية» لوبن على أنها «متطرفة»، فيما رسمت لوبن صورة له بوصفه نسخة من الرئيس الحالي فرانسوا هولاند. ويظهر أحدث استطلاع للرأي أن ماكرون يتفوق على لوبن بنسبة تأييد تبلغ 61 في المئة، مقابل 39 في المئة لها قبل الجولة الثانية المقررة الأحد المقبل، إذ يختار الفرنسيون بين رؤية ماكرون لاندماج أكبر مع الاتحاد الأوروبي، ودعوة لوبن إلى الحد من الهجرة وخروج فرنسا من التكتل. وقال ماكرون: «سأقاتل حتى اللحظة الأخيرة ليس فقط برنامجها، وإنما أيضاً فكرتها عن الديموقراطية والجمهورية الفرنسية». وأدلى بالتصريحات بعدما أحيا ذكرى غرق شاب مغربي في نهر السين في باريس قبل 22 عاماً، بعدما ألقى به مجموعة من الشبان المتطرفين في مياه النهر، على هامش مسيرة لـ «الجبهة الوطنية» بمناسبة عيد العمال كانت بقيادة جان ماري والد لوبن. وقالت مرشحة «الجبهة» خلال تجمع انتخابي في ضاحية فيلبينت شمالي باريس: «إيمانويل ماكرون ليس إلا فرانسوا هولاند يريد أن يبقى ويتمسك بالسلطة»، موضحة أنها «لم تعد على اتصال بوالدها وأنها غير مسؤولة عن تصريحاته غير المقبولة». وأدت الانتخابات الفرنسية المحتدمة إلى استقطاب في فرنسا وكشفت عن إحساس بالغضب من العولمة والنخب السياسية، مماثل للغضب الذي أدى في السابق لفوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية، وتصويت البريطانيين بالخروج من الاتحاد الأوروبي. من جهته، قال السياسي الفرنسي نيكولا دوبون إنيان اليوم، إن حليفته لوبن ستدعم مبدأ التعاون بين الدول في أوروبا في حين أن منافسها ماكرون يريد إبقاء فرنسا «داخل سجن الاتحاد الأوروبي». وقال دوبون إنيان، وهو رئيس حزب يميني قومي تحالف مع لوبن الأسبوع الماضي، خلال مهرجان انتخابي لـ «الجبهة الوطنية» إن «انتخاب إيمانويل ماكرون وهو نسخة مضطربة صغيرة وغير ناضجة عن فرانسوا هولاند يعني حبس فرنسا بشكل نهائي في سجن الاتحاد الأوروبي». وأضاف أن «إنقاذ فرنسا على المحك الأحد وعلى المحك في العام 2017» في إشارة إلى الجولة الثانية من الانتخابات الفرنسية بين ماكرون ولوبن في السابع من أيار (مايو) الجاري. وتابع «هذا سيكون ممكناً فقط عبر استعادة استقلالنا... وبناء أوروبا الوحيدة التي يمكنها النجاح وهي أوروبا المكونة من دول... تتعاون في مشاريع محددة». وأعلنت لوبن أن دوبون إنيان سيكون رئيس وزرائها في حال فازت برئاسة فرنسا. وفي تظاهرات في باريس ومرسيليا وغيرهما سعى عدد من رؤساء النقابات المهنية والناشطين اليساريين إلى تحويل عيد العمال إلى مناسبة للتعبير عن التضامن الوطني ضد «الجبهة الوطنية» في مشهد مماثل لذلك الذي ساد فرنسا في 2002 عندما نجح أيضاً جان ماري لوبن في الوصول إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية قبل أن يلقى خسارة ساحقة أمام جاك شيراك. وأدت الانتخابات الفرنسية المحتدمة إلى استقطاب في فرنسا وكشفت عن إحساس بالغضب من العولمة والنخب السياسية مماثل للغضب الذي أدى إلى فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية وتصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي. غير أن اتحادات أخرى مثل اتحاد «سي جي تي» العمالي الذي يتمتع بنفوذ كبير رفض دعم ماكرون صراحة ونظم تظاهرات منفصلة. وستكون هذه المرة الأولى في فرنسا التي ينتخب فيها رئيس لا ينتمي إلى الأحزاب السياسية الرئيسية بعد هزيمة مرشحي «الاشتراكيين» وحزب «الجمهوريين» المحافظ في الجولة الأولى من التصويت في 23 نيسان (أبريل). وقالت لوبن في خطابها في إشارة إلى خطتها لتنظيم استفتاء في شأن وضع فرنسا في الاتحاد الأوروبي «الشعب الفرنسي سيقرر». وأضافت لمؤيديها «أريد أن تسترد فرنسا استقلالها عبر التفاوض مع بروكسيل على عودة سيادتنا».