غزة/الأناضول- قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، خالد مشعل، مساء اليوم الاثنين، إن حركته لا تهدف من خلال الوثيقة السياسية التي طرحتها إلى إقصاء حركة فتح، وطرح نفسها بديلا عنها. جاء ذلك في المؤتمر الصحفي، الذي عقده مشعل في العاصمة القطرية، الدوحة، وأعلن خلاله تفاصيل الوثيقة السياسية الجديدة لـ"حماس" التي حملت عنوان "وثيقة المبادئ والسياسات العامة". وقال مشعل في معرض إجابته على أسئلة الصحفيين:" لا نهدف من اعتدالنا إلى إقصاء الآخرين عبر مزاحمتهم (..) اعتدالنا لنفسنا وشعبنا وليس لمنافسة الآخرين". وأضاف:" حماس ليست بديل لحركة فتح، ولا أحد بديل لأحد، ولا أحد يستطيع أن يقصي أحدان وبخاصة من الحركات الكبيرة". وتابع مستدركا:" لكن حماس تقدم نفسها شريكا قويا، ولا تقبل لأحد بإقصائها وسنقاتل من أجل الشراكة الوطنية الفلسطينية". كما ذكر مشعل أن حركته لا تطرح من خلال الوثيقة، مبادرة سياسية جديدة. وقال:" هذه وثيقة وهي إحدى أدبياتنا، ولا علاقة لها بالواقع الحالي، ونحن سندرسها لقواعدنا داخل الحركة". وقال إن حماس تتعامل مع اتفاق أوسلو للسلام، "كواقع مفروض علينا، وليس خضوعا له بل لتطويعه لخدمة شعبنا، ولذلك نرفض التنسيق الأمني ووقف المقاومة". وحول تداعيات الوثيقة، قال مشعل إن حركته لا تتوقع "تغيرات دراماتيكية، ولا تبالغ في توقعاتها"، لكنه أضاف مستدركا:" من المؤكد أنها سوف تخدمنا وتخدم صورتنا". وقال مشعل، إن حركته هي "جزء من المدرسة الفكرية لجماعة الإخوان المسلمين ولا تتنكر لتاريخها أو فكرها". وفي رده على سؤال حول عدم تطرق وثيقة "حماس" إلى انتماء الحركة لجماعة الإخوان المسلمين، على غرار الميثاق الذي أصدرته عام 1988، قال مشعل: "نحن جزء من المدرسة الفكرية للإخوان لكننا تنظيم فلسطيني مستقل بذاته وليس تابع لأي تنظيم هنا أو هناك ولا نتنكر لتاريخنا وفكرنا". وحول إمكانية قبول "حماس" بالمبادرة العربية للسلام، أضاف: "مستعدون لأن نتعاون مع أي جهد عربي أو دولي أو إسلامي يحقق لشعبنا الحرية لكن على أسس ثوابت شعبنا". وتابع:" التفاوض (مع إسرائيل) أداة ووسيلة وحماس تتعامل معها كسياسة قابلة للتغيير وليست ثابتة، واليوم نتبنى عدم التفاوض المباشر لأن الأخير يفتقر إلى موازين وقوى وظروف تسمح بنجاحه". وفي تعليقه على رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، للوثيقة السياسية الجديدة، اعتبر مشعل أن "إسرائيل تريد إضعاف حماس التي تعمل بدورها عكس ما يريده الاحتلال الذي لا يحترم إلا لغة القوة". وفي وقت سابق اليوم، قال مكتب نتنياهو، في بيان له، إن "وثيقة (حماس) الجديدة التي تلغي فيه بند تدمير إسرائيل، هي محاولة لتضليل العالم، ولن تنجح في ذلك". وفيما يتعلق بواقعية إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، قال مشعل: "حماس غير متوهمة بأن يؤدي قبولها ببرنامج يسمح بدولة على حدود 1967، إلى إقامة الدولة فعلا.. ندرك أن إقامة دولة بدون أوراق قوة ومقاومة وتضحيات لإجبار العدو على الرحيل لن يكون". وأضاف: "إسرائيل لن تعطينا دولة على حدود 1967، سوى بإرادة دولية تجبرها على ذلك، أو أن يتحرك الشعب والأمة وأحرار العالم لإجبارها". وختم مشعل حديثه بالإعلان عن اقتراب موعد إجراء انتخابات رئاسة الحركة الجديدة، وقال:" خلال أيام ستكون انتخابات جديدة وستسفر عن رئيس جديد للحركة". وأعلن مشعل، خلال المؤتمر، عن الوثيقة السياسية الجديدة للحركة، والتي حملت عنوان "وثيقة المبادئ والسياسات العامة". وبحسب مراقبين، فإن "حماس" تهدف من وراء الوثيقة إلى الحصول على القبول الإقليمي والدولي وإبعاد سمة "الإرهاب" عنها. وتضم الوثيقة 42 بندًا، وجاءت تحت 12 محورًا، وهي "تعريف الحركة، وأرض فلسطين، وشعب فلسطين، والاسلام وفلسطين، والقدس، واللاجئون وحق العودة، والمشروع الصهيوني، والموقف من الاحتلال والتسوية السياسية، والمقاومة والتحري، والنظام السياسي الفلسطيني، والأمة العربية والإسلامية، والجانب الإنساني والدولي". وعرفت الحركة نفسها في الوثيقة على أنها "حركة تحرر ومقاومة وطنية فلسطينية إسلامية، هدفها تحرير فلسطين ومواجهة المشروع الصهيوني، ومرجعيّتها الإسلام في منطلقاتها وأهدافها ووسائلها". ولم يتطرق البند إلى انتماء الحركة لجماعة الإخوان المسلمين، على غرار الميثاق الذي أصدرته الحركة عام 1988. وحدّدت الحركة حدود فلسطين من نهر الأردن شرقًا إلى البحر المتوسط غربًا، ومن رأس الناقورة شمال فلسطين التاريخية، وحتى أم الرشراش (إيلات) جنوب فلسطين التاريخية. وجدّدت الحركة تأكيدها على عدم "تنازلها عن أي جزء من أرض فلسطين، مهما كانت الأسباب والظروف والضغوط، ومهما طال الاحتلال، وترفض أي بديل عن تحرير فلسطين تحريراً كاملاً، من نهرها إلى بحرها". ووافقت الحركة بشكل مرحلي، على إقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة، على حدود عام 1967. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.