ركزت جلسات اليوم الثالث والأخير من مؤتمر "العرب والكرد.. المصالح والمخاوف والمشتركات" الذي نظمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في العاصمة القطرية الدوحة واختتمت أعماله الاثنين على تقييم العلاقة السياسية بين الأقاليم الكردية والسلطة المركزية بين كل من العراق وسوريا والفدرالية واللامركزية والحكم الذاتي، واستشرفت مستقبل العلاقات بين العرب والكرد بالعراق، وصورة الآخر في العلاقات العربية الكردية.وأكد الباحث باسل حسين أن سقف التوقعات لدى طائفة كبيرة من القيادات الكردية وجمهور واسع في إقليم كردستان يدفع لتبني خيار الاستقلال، وقال في ورقته المعنونة بـ"مستقبل العلاقات بين المركز والإقليم.. دراسة في سيناريو استقلال إقليم كردستان" إن هذا السيناريو ما زال يواجه عقبات داخلية وإقليمية ودولية.بين الإقليم والمركزوأمام هذه العقبات فإن الإقليم سيبحث -حسب الباحث- عن خيارات وبدائل أخرى، إما الذهاب إلى الاتحاد الكونفدرالي أو محاولة الحصول على وضع أفضل في إطار الدولة الفدرالية على نحو يحقق له مزيدا من المكاسب.جانب من الحضور في مؤتمر العرب والكرد المنعقد في الدوحة (الجزيرة) من جهته، قال الباحث رشيد عمارة الزيدي إن مستقبل العلاقات العربية الكردية في العراق بعد التغيرات التي حدثت منذ عام 2003 يواجه خيارين، أولهما تصادمي غير سلمي سواء كان ذلك مع بقاء الأكراد ضمن الدولة العراقية أو استقلالهم عنها، وثانيهما الخيار السلمي القائم على الحوار العربي-الكردي في العراق باحتمالاته المتجسدة في إقامة الدولة الكردية.وأضاف عمارة في ورقته المعنونة بـ"احتمالات الصراع والتوافق بيم العرب والكرد في العراق" أن الخيار الثاني يقتضي حل جميع الإشكاليات والاتفاق عليها سلميا أو بقاء الكرد إقليما ضمن الدولة العراقية يحكمهم الدستور والاتفاق السياسي الذي يضمن حقوق كل طرف، مشيرا إلى أن الاحتمال التصادمي هو الأقرب للوضع الراهن.العرب والكردالجلسة الـ12 والأخيرة من أعمال مؤتمر "العرب والكرد.. المصالح والمخاوف والمشتركات" استشرفت المستقبل السياسي لإقليم كردستان العراق، وتحدث فيها الباحث هشام داود عن خياري الدولة الفدرالية أو الكونفدرالية والانفصال المطروحين في النطاق الداخلي الكردي. وذكر داود أن أغلبية القوى السياسية والاجتماعية الكردية في العراق طالبت منذ سنوات بإعادة تكوين الدولة العراقية على أساس فدرالي.وبحسب الخطاب الكردي، لا تعني الفدرالية تقاسم الإدارة من النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية فقط، بل تعني تقاسم السيادة والسلطات أيضا. وأوضح داود أن دعوة الكرد إلى الفدرالية مبنية حصرا على أساس خصوصيتهم القومية-الإثنية، أي أنهم يريدون أن يتولوا إدارة المناطق التي يعتقدون أنهم يشكلون فيها تاريخيا أغلبية سكانية. وتعود مطالبة الكرد بدولة فدرالية إلى عام 1992. الجلسة الأولى من مؤتمر العرب والكرد(الجزيرة) وخلص هشام داود إلى أن الوضع العراقي ما بعد عام 2003 عجز عن استحداث فضاء جماعي تتقاسمه الأغلبية، وأن غياب مؤسسات الدولة عن نسيج اجتماعي مبني تاريخيا وثقافيا على أساس الولاء لها بوصفها قاعدة جامعة تسبب في استقطاب أشد حدة مما مضى، وتكرس من جديد على أساس الولاءات الطائفية، والإثنية، وولاءات العشيرة والمحلية.الآخر في متخيل العربي-الكرديخلصت دراسة ميدانية أنجزها الباحثان خالد حنتوش ساجت ومحمد حسين الشواني عن "صورة الآخر في المتخيل الجمعي.. العرب والكرد في العراق" إلى أن الشؤون الاجتماعية في المجال العام بين القوميتين، كالزواج المختلط قوميا، والتجاور، والمشاركة الاقتصادية وغيرها كانت عنصر جمع بين القوميتين.وذكرا أن الأكثرية تتقبل المشاركة في تلك الشؤون، في حين شكلت أكثرية القضايا السياسية نقطة افتراق بينهما، مما يدل على أن السياسة تؤدي الدور الأكبر في إفساد العلاقات والروابط بين القوميتين العربية والكردية.كما قدم الباحث شاهو سعيد فتح الله ورقة تناولت علاقة الكرد بالعرب وباللغة العربية عبر تجربة شاعرين من أصول كردية ينتميان إلى زمنين مختلفين، أحدهما شهاب الدين السهروردي والآخر سليم بركات، فهما يغتربان اغترابا مضاعفا عن موطنهما وعن اللغة الأولى التي ألفاها، ويلجآن إلى اللغة العربية موطنا يقيمان فيه شعريا، ومنفى يتيهان في تلابيبه.