×
محافظة المنطقة الشرقية

رسائل عالمية بـ3 لغات تعلن «الحرب الفكرية» ضد الإرهاب

صورة الخبر

"كل يوم الصبح أول حاجة باعملها قبل النسكافيه أو أي حاجة باقعد أتفرج على صور كتير وألوان مختلفة أنشط معاها دماغي". هكذا كشفت إحدى المواهب الشابة عن قدرتها على الاستمرار والتطور والإبداع على مدار المدى القصير منذ بدايتها وحتى اليوم، نموذج من المواهب يعكس القدرة على خلق إبداع مبهر يوحي بالكثير من الدقة، والإتقان، بل والخبرة، وهو في واقع الأمر وفي كواليس موهبته يحمل الكثير من "مشاوير" خلق كل شيء من اللاشيء. "عمر زكي" الاسم الذي تردد كثيراً، ولكن ليس ككثرة اندهاش وإعجاب جمهور الشباب من موهبته، فهو ليس كغيره من المواهب، ما يحمله من قدرات وإحساس خاص وقصة وراء الصورة هو السبب الأساسي في الانطباعات الإيجابية بقوة من قِبَل جمهور الفنانين المحترفين بمجال التصوير قبل الجمهور العادي، الذي افتقر في يومه الروتيني لدرجة الجمال الذي يقدمه عمر في أعماله. من خلال حديثي مع عمر حول أعماله، كان يتحدث بتواضع حقيقي طوال الوقت، ويرى دوماً أنه بحاجة إلى تطوير، وأنه لم يصل للدرجة المطلوبة من الاحتراف، حتى يتسنى الحديث عن أعماله، فهو كثيراً ما كان يندهش من ردود فعل أصدقائه، حتى يصل بهم الأمر قائلين: "إنت عبيط؟"، وذلك كلما استعجب من إعجابهم بنتاج عمله مصرحاً بأنه بحاجة للمزيد! ولكن ليست أعمال عمر وحدها التي تمتاز بالتفرد والاختلاف، ولا يقتصر التميز حتى في كل قصة وراء كل صورة يلتقطها، بل الاختلاف يكمن في السبب الحقيقي وراء امتهان عمر لـ"مهنة" التصوير على حد تعبيره، والتي استلهمتها من الحديث كالآتي: * قول لي يا عمر انت خريج إيه؟ - أنا تجارة إنكليزي، وفي الأصل كنت designer وبدأت من سنتين. * تمام.. بس إزاي؟ إيه اللي وداك للتصوير؟ - الفكرة إن أول مرة مسكت موبايل touch كنت في البلد عندنا، وعجبني منظر للنيل فصورته بالموبايل، بعد فترة لقيت حد بيقول لي أنا عارف إنك designer، وطلب إني أدخل مسابقة تصوير عندنا في قنا، والمسابقة دي كانوا زمايلي عاملينها في وزارة الثقافة، لكن أنا بعد ما قدمت نسيت الموضوع تماماً، وما كانش حتى في بالي موضوع التصوير، ولا الموضوع كله.. لكن بعدها بفترة كلمني نفس الشخص، وقال لي: صورتك أخدت جايزة أولى! من هنا قلت: ليه لا؟ ليه ما تبقاش "مهنتي"، خصوصاً إني أعرف مصورين كتير عملوا career shift (تغيير في مجال العمل). (الصورة الفائزة بمسابقة وزارة الثقافة وهي أول صورة من تصوير عمر بكاميرا بدائية) * طيب قول لي لما قررت تبدأ الموضوع ده قررت تجيب كاميرا؟ وهل كان فيه صعوبة في ده؟ - هو أنا كملت تصوير بالموبايل عادي وبعد فترة قررت فعلاً أجيب كاميرا، طبعاً كان فيه صعوبة بالذات لأني شخص مبذر، لكن أخدت مصاريف الجامعة واشتريت بيها الكاميرا! * طيب والجامعة؟ - هو فيه ميزة إن مصاريف الجامعة ممكن تقديمها في الآخر عشان كده عرفت أشتري الكاميرا، وقتها كنت باشتغل designer لكن كـfreelancer. - كنت بتعمل تصاميم لمين؟ - فيه ناس كانت بتعرفني بحكم الكلية، أنا في جامعة أسيوط واشتغلت تبع أكاديمية بتقدم دورات إنكليزي بشكل أساسي، فصديقي كلفوه بتجميع فريق عمل الـmedia والمسؤول عن الـsocial media وغيره فيه راتب مع الشغل ده، وافقت عليه وكنت بانزل القاهرة أسبوع واحد بس أحضر فيه كل الاجتماعات المطلوبة مع الفريق، وآخد كل الخطط والمهام المطلوبة وأرجع أسيوط أشتغل على كل التفاصيل باقي الوقت. * جبت الكاميرا إزاي؟ - قررت أشتريها من على تطبيق من الموجودين على التليفون، وطبعاً كان هيبقى فيه جمارك، بس الدكتورة بتاعتي في الجامعة كانت في بريطانيا وقتها فقدرت تجيبها لي، كمان الكاميرات المتوفرة في الأنشطة الطلابية في الجامعات كانت بتخليني أتعلم عليها كتير. * طيب لما بيجيلك شغل تبع شركات هل بيقيدك؟ - عندي مشكلة إني لو حتى كنت موهوب وعندي فكرة محتاجة مساحة من الإبداع نص المساحة بتروح مني بسبب طلبات العميل. * لكن هل مادياً ممكن تتحمل اختفاء نص مساحة الإبداع دي؟ - المادية هي السبب الوحيد اللي مخلياني مكمل في الشغل في بعض الأحيان مع عملاء وشركات. * طيب هل بتحتاج تنزل حفلات ومناسبات أو أحداث ثقافية؟ - أخدت فترة بعد التخرج أشتغل مصمم وتصوير مع صحابي اللي عندهم startup (نموذج من الشركات) اسمها Tradium Agency. لكن المشكلة الأساسية إن مش كل ده اللي بحبه، أنا بحب جداً تصوير الـland scpae وده لأن الدنيا فيها جمال، ودي مهمتي كمصور إني أوصل درجة الجمال دي للناس، ففعلاً لما صورت أماكن مختلفة فيها جمال كبير ناس شافوا الصور ومن بعدها زاروا الأماكن دي.. وبسبب الجمال اللي محتاج أوصله للناس بدأت كمان في تصوير بورتريهات، لكن الموضوع مش مزيف.. الموضوع طبيعي جداً، بس برضه عندي مشكلة إني ما بعرفش أتواصل قوي وأعرض على حد إني أصوره (ضاحكاً) حتى باخاف الموضوع يبوظ مني. في جلسة التصوير بتاعة عباد الشمس.. إحنا أساساً كنا رايحين نصور مشروع لأصدقاء ليا عن صناديق خشب وجايبين كام وردة من عباد الشمس للديكور، فلمحت حاجة وجات لي فكرة فقلت للبنت: "امسكي الوردة كده"، وبدأت آخد لها كذا صورة! * إيه تاني من جلسات التصوير بتاعتك اللي فرقت معاك؟ - كان فيه جلسة رايح أصور فيها النيل والموديل كانت بنت شعرها أصفر.. في لحظة قلت لها ارتاحي أنا هاظبط حاجة في الكاميرا فلمحت لحظة جمال في الشمس، وفي لحظتها قررت أجمع بين جمال الشمس والجمال اللي في البنت في لقطة واحدة، بالرغم من أنها كانت واقفة بعيد عن الشمس بمسافة. * وبالنسبة لآخر جلسة تصوير؟ - هي تعتبر ما كانتش فكرتي كاملة، لكن كانت شغل جاي من عميل، فقررت أوافق عليه، وأعمله، وده لأني حبيت أشتغل أكتر على التقنيات وأطورها عندي. * هل بتاخد كورسات ودورات في التصوير؟ - الموضوع هنا بالنسبة لي كان online أكتر حتى في مجال التصميم؛ لأن الإنترنت أغنى في المحتوى من إنك تحضر ورشة أو دورة لشخص مش مستعد يديلك مادة غنية وكبيرة، وفي نفس الوقت الدورات بتكون غالية، لكن فيه ورش تصوير بتتكلم عن فئات معينة من التصوير وتجارب المصورين، فبحب أحضرها كمان لأن طبيعة الشعوب مختلفة، والطبيعة هنا في مصر مختلفة، فكنت حابب جداً أسمع التجارب دي. "داني عيد" من أفضل الناس اللي بتصور الـland scape وعرفت منه إن الصور مش مجرد بتاخد الكاميرا وتروح تصور، لكن بتشوف ظروف الطقس إيه وحتى ظروف المكان نفسه وهل هتتعرض لمضايقات من الناس أو لا، فالموضوع مش سهل.. فعجبني أكتر لأنه فيه شغل وتجهيز ومش مجرد صورة بتتاخد بسهولة، لكن فيه شغل كتير وتحدي. وفيه اسم مهم بالنسبة لي لازم أضيفه هو "محمد عبد الرحمن".. هو اللي ساعدني وعلمني كتير وما زال بيعلمني، أول ما بدأنا كمان بدأنا مع بعض. (عمر مع المصور محمد عبد الرحمن في إحدى رحلات التصوير) * جميل، لكن بالرغم من حبك للنوع ده بس شغل الـland scape مالوش سوق في مصر. - فعلاً ده غير برَّة بيشتروا الصور، لكن أنا حبيته جداً.. (مقاطعاً بحماس) الطبيعي أصلاً إني كل يوم الصبح أول حاجة باعملها قبل النسكافيه أو أي حاجة باقعد أتفرج على صور كتير وألوان مختلفة أنشط معاها دماغي. (من أعمال عمر زكي) * ومن هنا انتابني إعجاب بهذا التكنيك الفني والحيوي الذي ينم عن الاحترام اليومي لتفاصيل الجمال، فتركت تدويني للملاحظات، واستمعت، بل أنصت فقط، ليكمل عمر بـ: - تفاصيل الصور باتابعها زي تفاصيل الأكل مثلاً * ليه الأكل؟ - لأنه فيه ألوان أكتر، وبيعتمد على الـstyling وإزاي أوصلها للناس لدرجة إن مهمتي إني أوصل جمال التفاصيل لهم لغاية ما يجوعوا. * أقر وقت استماعي بأنه انتابني بدايات أحاسيس الجوع من مجرد اندماج المستوى الصوتي لعمر مع الوصف اللفظي لكل تلك التفاصيل كما لو كان هو جزءاً منها، ليكمل: - ده برضه لأن تصوير الأكل ما بيعتمدش على معدات غالية، بالصدفة في Tredium أول حاجة واجهتني إن المدير قال لي أنا عارف إنك بتحب النوع ده من التصوير واداني شغل، وقتها استخدمت معدات ورق واعتمدت على إضاءة الشمس، الفكرة بالنسبة لي إنه فيه ناس كتير بتشتغل النوع ده من التصوير لكن بمعدات غالية. * يعني لو توافرت ليك الإمكانيات هتستعين بالمعدات دي؟ - لا ما أظنش! لأني بقيت أشتغل بالإضاءة الطبيعية وباطلع جودة كويسة فما أظنش إني هاستغنى عنها، لكن ممكن لو معايا عميل بير هاستخدم المعدات بجودة عالية وعلى حسب طلبه. فيه مرة منظمة Enacttus كانت منظمة ورشة للتصوير كان محمد عبد الوهاب بيشرح فيها عنصر الإضاءة الطبيعية، فاستعانوا بصورة من شغلي، وقالوا إن ده شغل عمر زكي استعمل فيه الإضاءة الطبيعية بس بدون استخدام معدات! فكانت بالنسبة لي حاجة كبيرة بجد. * شوف يا عمر بصراحة أنا لما شفت شغلك آه عجبني لكن ما توقعتش إن كل صورة وراها قصة.. والأهم درجة الطبيعية اللي في القصص دي، انت شايف حاجة الناس ما بتشوفهاش يومياً وبتشاور لهم عليها، وأظن من هنا جاي التميز اللي عندك، وإعجاب الناس.. انت طبيعي وبتعكس جمال الطبيعة بدون تزويق. - والله أشكرك بجد، أتمنى أكون كده؛ لأني فعلاً شايف إني كل ما باعمل حاجة مش حاسس إنها الأحسن. * خلي الإحساس ده عندك دايماً. - (بحماس وسعادة) أنا حتى مستغرب إن Nickon Club نشروا واحدة من صوري، وnational Geographic أعجبت بصورة تانية من صوري فأنا... * (مقاطعة) يعني بعد ده كله تقول لي لسّه مش الأحسن؟ حرام عليك. لينتهي هذا الحوار بتبادل للضحك الذي من جانبي كان يمثل انبهاري بتحويل نقص بل انعدام الإمكانيات إلى جمال، ومن قبل شاب مصري، الأمر الذي لم يقم به عمالقة التصوير في العالم؛ لينم عن إبداعات أكبر من هذا الاسم، وفي فترات بسيطة ملحوظة.. لذا انتفضت أنا بدوري لترجمة تلك المنحة الجمالية الشبابية، مستعينة بما أعددته من قدرتي الكتابية، التي أتمنى أن تلهم القراء ما يتمتع به عمر زكي من جمال، بل وإحساس عالٍ بما يحيطه من جمال.. وفقاً لعينيه قبل عدسات كاميرته. ــــــــــ للمزيد من أعمال المصور عمر زكي، تابعوا صفحته على الـ ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.