كتب - عبدالمجيد حمدي:أكد سعادة الدكتور محمد عبد الرحيم كافود وزير التعليم والتعليم العالي الأسبق أن دول مجلس التعاون الخليجي لديها الإمكانيات لوضع استراتيجية للهُوية العربيّة وترجمتها للغرب بما يساهم في تغيير نظرته السلبيّة وإلصاقه تهم العنف ونبذ الآخر للثقافة العربيّة والإسلاميّة، مؤكداً أن كل شخص في مجاله يستطيع تقديم شيء للحفاظ على الهُوية العربيّة والقيم الإسلاميّة التي تُعلي روح التسامح. جاء ذلك خلال الجلسة النقاشيّة التي حملت عنوان «التسامح في الثقافة العربيّة» التي نظمتها بيوت الشباب القطريّة بمقرها بمنطقة اللقطة وأدارت محاورها الأكاديميّة والإعلاميّة الدكتورة حنان فياض، وسط حضور عدد من فتيات مركز المكفوفين للفتيات وجمع من المهتمّين وقيادات بيوت الشباب. وقال سعادة الدكتور كافود إنه بعد أحداث 11 سبتمبر وتفجير برجي مركز التجارة العالمي في أمريكا تصاعدت حدّة الهجوم على الثقافة الإسلاميّة من قبل الغرب، مشيراً إلى أنه وقتها صدرت وثيقة من 60 مثقفاً أمريكياً يهاجمون فيها الثقافة الإسلاميّة ويتهمونها بالعدوانيّة دون أن يكون هناك رد عربي إسلامي على تلك الوثيقة التي صوّرت العالم العربي والإسلامي بأنه عدواني لا يعرف قيم التسامح ظلماً وبهتاناً. وقال إن الشباب هم الأمل في بناء الأمم والتطوّر الحضاري وترسيخ القيم الأصيلة وعلى رأسها التسامح، لكنها قيم تحتاج إلى تربية مبكرة تبدأ بمرحلة الطفولة وتترسّخ في مرحلة الشباب لتكون ذات انعكاس إيجابي على التواصل الحضاري بين شباب مختلف الحضارات، منوهاً إلى أنه إذا أسيء توجيه الشباب وضلوا الطريق القويم فإنهم سيصبحون خطراً على مجتمعاتهم. نبذ العنف قال الدكتور كافود إن القيم متعدّدة ولكن القيم الثقافيّة هي المنظومة التي تحدّد آليّة تعامل الإنسان ودوافعه تجاه الآخر، من حيث كيف سيتعامل مع الناس، مؤكداً أن الثقافة الإسلاميّة غنيّة بنماذج نبذ العنف وإعلاء قيم التسامح لكن تصرفات البعض شوّهت سمعة وثقافة المجتمع الإسلامي، حتى إن بعض النماذج تسببت مؤخراً في إلصاق تهمة التطرّف بثقافتنا العربيّة والإسلاميّة التي على العكس تماماً تنبذ هذه التصرّفات بل وتحرّمها وتُعلي من قيم التسامح والعفو وقبول الآخر. وتابع: إن تدني الأوضاع الأمنيّة والمعيشيّة والثقافيّة في بعض الدول العربية أدّى لتكوين تنظيمات خارجة عن القانون توصف بالإرهابيّة نتيجة لعدّة أسباب منها الخارجية ومنها الناتج عن التربية ولكنها جميعاً ليس لها أي بُعد إسلامي والتصقت بالإسلام التصاقاً ظالماً يُجافي الواقع والحقيقة. واستعرض وزير التعليم والتعليم العالي الأسبق خلال الجلسة النقاشيّة نماذج لقيم التسامح وقبول الآخر في الثقافة العربيّة والإسلامية أبرزها ما حثّ عليه النبي محمد صلى الله عليه وسلم في أحاديثه وما أكد عليه القرآن الكريم في أكثر من موضع وموقف من توجيهات وأوامر ربانيّة تؤكد على الناس أن يأخذوا بالعفو ويعلو التسامح ويرسو السلام ويفشوه بينهم، مشيراً إلى وجود شواهد غربيّة على إضافة الحضارة العربيّة والإسلاميّة للقيم الحضاريّة النبيلة المتسامحة وما قدّمته للعالم من تقدّم للحضارة الإنسانية، مرجعاً سبب عدم اعترافهم بها لتقصيرنا في تقديم هذه الثقافة كما ينبغي. ونصح الشباب بالتخلي عن القيم السيئة والاهتمام بالقيم الإسلاميّة الجليلة، مشدداً على أن المغالاة والتشدّد انعكست سلبياً على المجتمعات حتى ولدت نوعاً من العنف الطائفي والمذهبي أضرّ بالمجتمعات العربيّة. د.امتنان الصمادي: مطلوب ميثاق وطني لنشر ثقافة القراءة طالبت الدكتورة امتنان الصمادي أستاذة الأدب الحديث بجامعة قطر، خلال مداخلة لها بالجلسة، بمشروع وطني لإجبار الطلاب على القراءة التي ترسّخ في عقول الطلاب من الصغر القيم العربيّة والثقافة الإسلاميّة ونماذجها الرائعة في التسامح، مشدّدة على ضرورة وجود ميثاق وطني لنشر الثقافة بالقراءة من بداية المرحلة الابتدائيّة بتخصيص كم معيّن للطلاب لقراءته من أنواع الكتب التي ترسّخ القيم وتنمّي العقل. وأشادت الدكتورة امتنان بدور بيوت الشباب القطرية وما تقدّمه من محاضرات وجلسات نقاشيّة تستقطب خلالها مجموعة من المفكرين والمثقفين الذين يقدّمون خبراتهم للشباب، لافتة إلى أن هذه الندوات هي اللبنة الأولى لإحداث تغيير إيجابي ينهض بالمجتمع في مواجهة جميع أنواع المغالاة وعدم قبول الآخر. وقد شهدت الجلسة النقاشيّة العديد من المداخلات الهامّة التي أثرتها بأفكار قدّمها الحضور وعلى رأسهم الدكتور محمد سيف الكواري العضو الاستشاري لبيوت الشباب الذي تولى تكريم سعادة الدكتور محمد عبد الرحيم كافود في نهاية الجلسة التي تأتي ضمن فعاليات الموسم الثقافي لبيوت الشباب القطرية لعام 2017.