استنكر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس في تغريدة، «رفض» وسائل الإعلام التقليدية تغطية إنجازاته خلال المائة يوم الماضية من ولايته. وكتب ترمب قبل توجهه إلى بنسلفانيا للقاء مؤيديه، أن «وسائل الإعلام التقليدية (الكاذبة) ترفض ذكر لائحة إنجازاتنا الطويلة التي تشمل توقيع 28 أمرا تنفيذيا، وحدودا قوية، وتفاؤلا عظيما». وأعلن البيت الأبيض أمس، أن ترمب الذي دخل يومه 101 رئيسا للولايات المتحدة، سيحتفي برفقة مؤيديه في ولاية بنسلفانيا بعد زيارة قاعدة «أندروز». وفيما اعتبر منتقدوه أنه يسعى للإفلات من ضغوط البيت الأبيض بالتوجه إلى إحدى الولايات التي حسمت فوزه في نوفمبر (تشرين الثاني)، اعتبر المتحدث باسمه شون سبايسر، أنها «فرصة ليتوجه إلى الناخبين الذين منحوه أصواتهم، ويتحدث عما تمكن من إنجازه خلال الأيام المائة الأولى». ويرتدي هذا التجمع أهمية رمزية، إذ يتزامن مع حفل العشاء السنوي لجمعية مراسلي البيت الأبيض، وهو ملتقى تقليدي للرؤساء الأميركيين قرر هذه السنة مقاطعته، مظهرا بذلك ازدراءه لوسائل الإعلام التي يحمل عليها بشدة. وفي هذه المحطة من ولايته، ترمب هو الرئيس الأميركي الأدنى شعبية في التاريخ الحديث لاستطلاعات الرأي، إلا أن قاعدته الانتخابية بقيت ثابتة في دعمها له. ويلقى الرئيس الجمهوري انتقادات حادة من طرف الديمقراطيين وبعض الجمهوريين، خصوصا بعد أن تراجع عن بعض وعوده الانتخابية. ومن أبرز هذه الوعود التي عجز حتى الآن عن تحقيقها إلغاء قانون الضمان الصحي الذي يحمل اسم سلفه «أوباماكير»، واستبدال نظام جديد به، وقد اصطدم هذا الوعد بانقسامات داخل غالبيته الجمهورية في الكونغرس. كما اضطر هذا الأسبوع إلى سحب تمويل الجدار الذي وعد ببنائه على الحدود مع المكسيك، من مشروع قانون التمويل الفيدرالي، لتفادي أزمة ميزانية كانت تهدد بشل عمل الأجهزة الحكومية. ووقع ترمب منذ وصوله إلى البيت الأبيض على عشرات المراسيم الرئاسية لإلغاء التدابير المتخذة في عهد باراك أوباما في مجال الصناعة والبيئة والتنقيب عن النفط والغاز، وهي جهود لقيت ترحيبا من الجمهوريين. غير أن المرسوم الرئاسي الذي كانت له أوسع أصداء كان قرار حظر دخول رعايا دول ذات غالبية مسلمة إلى الولايات المتحدة، وقد جمده القضاء مرتين. غير أن كل هذه النكسات لم تمنع ترمب من الإشادة بمطلع ولايته الذي وصفه بأنه كان ناجحا. وأعلن الجمعة للصحافيين: «لا أعتقد أن أحدا قام بما تمكنا من القيام به خلال مائة يوم، إننا في غاية السرور». وتابع: «إننا نحقق إنجازات كثيرة»، معتبرا رغم ذلك أن استحقاق المائة يوم الرمزي هو في الواقع «معيار خاطئ» واعتباطي. وفي رسالة فيديو بثها البيت الأبيض مساء أول من أمس الجمعة، أكد ترمب أن «المائة يوم الأولى من إدارتي كانت بكل بساطة الأكثر نجاحا في تاريخ بلادنا». غير أن الملياردير السبعيني أقر مرارا بأن المهام الرئاسية أكثر صعوبة مما كان يتصور. من جهتها، وصفت المعارضة الديمقراطية الجمعة مطلع ولاية ترمب بأنه كارثي، مشيرة إلى أنه شهد انعدام استقرار متزايدا وفشلا تشريعيا ووعودا لم تتحقق. وفصلت رئيسة الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي حصيلة ترمب على طريقة علامات مدرسية منحتها للوعود التي قطعها، فعددت «الميزانية: سيئ، إنشاء وظائف: سيئ، تجفيف المستنقع: سيئ، الصحة: سيئ». في المقابل، يعتز الجمهوريون بإنجاز هو تعيين القاضي المحافظ نيل غورستش في المحكمة العليا. غير أن بعض المؤشرات وردت لتلقي بظلها على حماسة الفريق الرئاسي، بدءا بالإعلان أول من أمس (الجمعة) عن أرقام النمو الاقتصادي الأميركي في الفصل الأول من 2017، وهي أسوأ أرقام منذ ثلاث سنوات. ويضاف إلى ذلك ملف الاتهامات حول التدخل الروسي في الحملة الانتخابية الذي يسمم رئاسة ترمب. وفتح كل من الكونغرس ومكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) تحقيقا حول تواطؤ محتمل بين فريق حملة ترمب ومسؤولين روس، وهو ما نفاه الرئيس بشدة. كما يواجه البيت الأبيض توترا متزايدا مع كوريا الشمالية، وحذر ترمب الخميس الماضي من «احتمال» اندلاع نزاع كبير مع بيونغ يانغ إذا لم يوقف النظام برنامجيه الباليستي والنووي. وهو يراهن على التهديد بتدخل عسكري وعلى ممارسة الصين ضغوطا لإرغام النظام الكوري الشمالي على الرضوخ. غير أن هذه التهديدات لم تأت بنتيجة حتى الآن، وقامت كوريا الشمالية خلال الليل بعملية إطلاق صاروخ باليستي، في تجربة جديدة فاشلة ندد بها ترمب مساء أول من أمس (الجمعة) على «تويتر».