في عام 2002 حدد جورج دبليو بوش أعضاء ما يطلق عليه «محور الشر»، وهي إيران والعراق وكوريا الشمالية باعتبارها دول «مارقة ومنبوذة» تمثل تحدياً للنظام الدولي من خلال الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل، متعهداً بأنه لن يسمح لها بتهديد الولايات المتحدة.وفي مقال تحليلي نشرته شبكة «سي إن إن» الأميركية سلط الباحثان آرون ديفيد ميلر وريتشارد سوكولسكي الضوء على عودة هذا المحور من جديد بانضمام بشار الأسد وتنظيم الدولة إلى إيران وكوريا الشمالية. أشار الكاتبان إلى أن الولايات المتحدة غزت العراق وأطاحت بصدام حسين لكن الثمن كان باهظاً؛ حيث اختلت الدولة وانخرطت أميركا في حرب ما زالت قائمة بعد 15 عاماً، في حين تنامت قوة إيران وكوريا الشمالية، وتزايدت أنشطة برامجهما النووية أو المتعلقة بالصواريخ البالستية. ورأى الكاتبان أن «محور الشر» يعود الآن من جديد تحت حكم إدارة الرئيس دونالد ترمب وإن تغير بعض الشيء؛ حيث انضمت في الآونة الأخيرة إيران وكوريا الشمالية وسوريا (التي حلت محل العراق) إلى «تنظيم الدولة» باعتبارهم «بعبع» الإدارة الأميركية. ولفتا إلى أنه خلال 10 أيام فقط، أمر ترمب بشن ضربة صاروخية ضد سوريا، ووجه حاملة طائرات إلى شبه الجزيرة الكورية، وأمر بمراجعة سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران، وصعد لهجة الخطاب ضد كوريا الشمالية، ما يعني وجود رغبة أكبر لدى الإدارة الأميركية باستخدام القوة للتعامل مع برامجها الصاروخية والنووية. واستدرك الكاتبان: لكن ترمب مثل بوش قد يجد صعوبة في احتواء هذه الدول، إذ أن العقوبات والضغط العسكري هي أدوات ضرورية لكنها غير كافية لإنجاز هذه المهمة التي تتطلب أيضاً السياسة والدبلوماسية. وفيما يتعلق بسوريا، أوضح الباحثان أنه في أعقاب استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية ضد المدنيين، دعا ما لا يقل عن ثلاثة مسؤولين في مجلس الوزراء الأميركي إلى الإطاحة بالأسد، الذي وصفه الرئيس ترمب بأنه «حيوان» و»رجل شرير»، وبعدها بأيام بدا أن الإدارة قبلت ببقائه في السلطة. ويرى الباحثان أن ما تعتزم الإدارة الأميركية القيام به تجاه سوريا ليس واضحاً؛ فالضربات الصاروخية الأخيرة ركزت على ضرورة معاقبة وردع استعمال الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين في خان شيخون، وإذا أرادت الإدارة إحداث تغيير سلمي في النظام، فستحتاج إلى استخدام قوة عسكرية أكبر لدفع الروس والإيرانيين إلى الضغط على الأسد، من أجل التفاوض على نهاية حكمه. وأشارا إلى أن هذه السياسة (وإن كانت غير محتملة) يمكن أن تؤدي إلى نزاع مباشر مع روسيا، ومن المؤكد أنها ستشعل حرباً أميركية إيرانية روسية بالوكالة في سوريا، حيث تفتقر واشنطن إلى الحلفاء على الأرض للقتال بنجاح. وأوضح الكاتبان أنه من الصعب تصور سيناريو واقعي لصفقة أميركية روسية تطيح بالأسد من السلطة، وعلى الأرجح سيبقى الأسد مسيطراً على جزء من دولة لا مركزية، وستبقى الدولة غير مستقرة طالما لا يزال هو جزءاً من المعادلة.;