تواجد العاهل المغربي بالولايات المتحدة قبل مناقشة مجلس الأمن لمشروع قرار غوتيريس، وقبلها بكوبا قد حسم مجموعة من الأمور لصالح المغرب.العرب [نُشر في 2017/04/29، العدد: 10617، ص(1)]انسحاب منتظر الرباط – أكدت مصادر متطابقة على انسحاب كامل لجبهة البوليساريو من منطقة الشريط العازل، بعد أن انصاعت لتوصية من مجلس الأمن تشدّد على الانسحاب الفوري في أجل أقصاه 30 يوما. وكان مجلس الأمن قد أعرب عن بالغ قلقه لأن عناصر عسكرية من جبهة البوليساريو لا تزال في الشريط العازل في منطقة الكركرات تعيق حركة المرور التجارية العادية. وقال نوفل بوعمري، المحامي والباحث في ملف الصحراء، في تصريح لـ”العرب”، “إن انسحاب البوليساريو كان منتظرا وقد ظهرت مؤشراته الخميس عندما تأجل البت في القرار الدولي لإمهال الجبهة قصد الانسحاب”. واعتبر رضا الفلاح أستاذ العلاقات الدولية الانسحاب دليلا على التخبط الذي تعيشه قيادة البوليساريو. وقال في تصريح لـ”العرب”، “وجدت البوليساريو نفسها عالقة بين موقف الدولة الجزائرية الدافع نحو التصعيد مع المغرب، وبين ضغوط مجلس الأمن”. ورحب مجلس الأمن باستجابة المغرب الإيجابية في 26 فبراير 2017 لنداء الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، وطلب من كلا الطرفين الانسحاب من الشريط العازل في منطقة الكركرات. وقال مراقبون إن تواجد العاهل المغربي الملك محمد السادس بالولايات المتحدة قبل مناقشة مجلس الأمن لمشروع قرار غوتيريس، وقبلها بكوبا قد حسم مجموعة من الأمور لصالح المغرب. ولفت نوفل بوعمري إلى أن الملك محمد السادس يوظف كل تحركاته للدفاع عن مصالح المغرب الحيوية خاصة ملف الصحراء، لذلك فتوقيت تواجده بالولايات المتحدة تزامنا مع مناقشة الملف بمجلس الأمن لم يكن اعتباطيا بل كان اختيارا ذكيا لتفعيل دبلوماسية ملكية مباشرة وهادئة. واستقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالبيت الأبيض، الاثنين الماضي، للا جمالة العلوي، حيث قدمت له أوراق اعتمادها كسفيرة المغرب في الولايات المتحدة. وأعربت للا جمالة عن أن البلدين تجمعهما أقدم معاهدة صداقة تشكل منذ عدة عقود قاعدة لشراكة قوية، سياسية وأمنية وعسكرية، تجمع بين الرباط وواشنطن. ويقول مراقبون إن تدشين الدبلوماسية الجديدة للمملكة بواشنطن في عهد إدارة ترامب من طرف سفيرة ذات خبرة سيكون له الأثر الإيجابي والحاسم في العلاقات البينية. يذكر أن للا جمالة العلوي سبق وأن شغلت سفيرة لبلادها في بريطانيا قبل أن تنتقل إلى الولايات المتحدة.