رغم أنها لم تكن تعشق الرياضيات، إلا أن تعلق قلبها بمقطع فيديو على موقع «يوتيوب»، قاد الطفلة البحرينية ذات العشرة أعوام أسيل إبراهيم بوحسين إلى إنجاز عالمي في «الحساب الذهني». أسيل لم تتصور يوماً أن تتولع عشقاً في الرياضيات، إلا أن شغفها بمتابعة برامج على «يوتيوب»، أدى إلى توقفها عند مقطع يظهر أطفالا لبنانيين يتقنون «الحساب الذهني»، مما جعلها تتساءل إن كان هذا سحرٌ؟ بحثت أسيل واطلعت على عدد من المعلومات بشأن هذا الأسلوب من تعلم الحساب، فطلبت من والدتها أن تبحث لها عن مركز أو معهد لتعلم «الحساب الذهني»، فمن هناك كان انطلاقتها نحو المركز الأول في فئتها بمسابقة الحساب الذهني والعقلي «أباكس» في دبي بتاريخ 21 أبريل/ نيسان2017. المسابقة ضمت 200 متسابق من 9 دول، هي: «الهند، وماليزيا، ومنغوليا، والمغرب، والبحرين، ولبنان، وأميركا، والإمارات، والسعودية». أسيل ببراءتها وعفويتها المتميزة، قالت لـ «الوسط» إن إنجازها فخر للبحرين، مضيفة انها كانت مترددة في التسجيل للمسابقة، إلا أن قرار المشاركة كان بتشجيع من والدتها. وتابعت أسيل «انبهرت من كثرة الكاميرات، فكنت أطالع فيها واتنقل بناظري بين واحدة وأخرى وأقول سأفوز لن أفوز وهكذا حتى وصلت إلى أنني لن أفوز»، مضيفة أن مدربتها في مركز «ماستر مايند» لتنمية المواهب الطلابية بثت روح الإصرار في نفسها قبل انطلاق المسابقة بلحظات. من جانبها، قالت صاحبة مركز «ماستر مايند» صغرى الخنيزي إنهم شاركوا بمجموعة بلغ عددها 26 متسابقاً بحرينياً وسعودياً من طلبة المركز. وقالت إن 3 آخرين فازوا بمراكز متقدمة، وهم الطالب حسين علي أحمد (10 أعوام)، والطالبة آلاء محمد (12 عاماً)، والطالب السعودي كرار سعيد لجمي، مضيفة أن أحد طلبتها، وهو الطالب السعودي علي وجيه فقد حل ثالثاً في فئته. وعن قواينن المسابقة، أوضحت الخنيزي «على المتسابقين أن يجيبوا عن 100 مسألة حسابية في 15 دقيقة فقط، ويتم اختيار الفائزين بناء على معياري الإجابة الصحيحة والوقت». وتابعت «أسيل أجابت عن مئة سؤال خلال 13 دقيقة فقط، مما منحها الظفر بالمركز الأول في المسابقة ضمن فئتها». وبينت الخنيزي أن نقطة التحدي هو قصر الوقت. أما والدة الطفلة أسيل، أمل العود فاعتبرت أن المشاركة في هذه المسابقة «بحد ذاته إنجاز». مضيفة أن انضمام ابنتها إلى التعلم في هذا المركز، أضاف لها مهارات أخرى وزاد من مستوى تركيزها في المدرسة. وتابعت «باتت أسيل تختار ألعابا غير اعتيادية مثل ألعاب التركيبات الجماعية». أما المدربة الخنيزي، فقالت إن عملية الحساب الذهني يضيف للطالب التميز وتحسين مستواه في بقية المواد لأن هذه العملية تضيف للطالب مزيدا ًمن التركيز، إضافة لتعزيز الثقة في النفس. ودعت وزارة التربية والتعليم إلى تطبيق هذا الأسلوب من التعلم في المدارس الحكومية، مضيفة أنه يزيد من مخرجاتهم التعليمية. من جانبها، قالت الطالبة آلاء محمد، الفائزة بأحد المراكز المتقدمة إنها تحب الرياضيات، إلا أن تعلم الحساب الذهني أضاف لها الكثير من بينها التركيز مع شرح المعلمة بشكل أفضل. وتابعت أنها لم تخش من الفشل في المسابقة. أما الطالب حسين علي أحمد، فقال إنه كان خائفاً من الفشل في المسابقة، إلا أن تشجيع المدربة أعطاه الحافز، وهذا الأمر انتهى في نهاية المطاف بمنحه أحد المراكز المتقدمة في المسابقة. وبينت الخنيزي أن آلاء وحسين أجابا عن 100 سؤال أثناء المسابقة خلال 15 دقيقة.