مئات الأطنان من النفايات ومخلفات البناء والإطارات تتجمع يوميا بثلاثة مرادم في محافظة حفر الباطن، تشكل كابوسا للأهالي جراء المخاطر البيئية والصحية والجمالية لقربها من النطاق العمراني، وما تسبب من مشكلات يومية جراء انتشار الروائح الكريهة وأدخنة ناجمة عن حرائق متكررة بعضها مجهول سبب اندلاعه. ففي المردم الأول تتوجه يوميا حاويات تتبع للبلدية لرمي النفايات، والثاني والذي يقع بشعيب فليج يعد مكانا لتجميع ركام ومخلفات المباني ناهيك عن وجود أعداد كبيرة من الإطارات القديمة ويعد مصدر تهديد للمياه الجوفية في المنطقة. والثالث هو المردم الرئيسي والذي يبعد عن حفر الباطن قرابة 35 كيلومترا وعن الطريق قرابة 10 كيلومترات وهو مخصص لتجميع النفايات المنزلية. أكوام النفايات المفروزة في موقع المتعهد ورصدت جولة ميدانية لـ(اليوم) واقع مرادم المحافظة والتي تحتاج إلى حلول واقعية من قبل البلدية، ففي المردم الخاص بمتعهد النظافة، تتجمع حاويات تتبع للبلدية، وقيام عمالة بعمليات فرز للنفايات من ملابس وأوان منزلية وغيرها تمهيدا لبيعها، وفي مردم (شعيب فليج) المحاط بساتر ترابي وضعته البلدية، تقوم حاويات كبيرة بنقل ركام ومخلفات المباني إلى داخل الساتر والذي يحتوي على حفر كبيرة تقوم جرافات البلدية برمي المخلفات داخلها بغية ردمها، وساحة مجاورة تضم كميات من الاطارات التالفة، والمردم الرئيسي والذي يبعد عن حفر الباطن 35 كيلومترا تقريبا مخصص للنفايات المنزلية. وقال سند الحشار الظفيري مهتم بالشأن البيئي: مردم نفايات (شعيب فليج) بحاجة إلى تغيير موقعه بشكل فوري لعدة أسباب، أولها أن اختيار الموقع من الأساس كان خاطئا حيث إنه يقع في مصب وادي فليج الجنوبي في وادي الباطن، والذي يعتبر من الروافد الرئيسية التي تصب سيولها في هذا الوادي الكبير، ووجود المردم في موقعه الحالي يشكل مصدر تلوث للمياه الجوفية في وادي الباطن، ومن ناحية أخرى فإن المحافظة توسعت وأصبح المردم الآن في وسطها، وتحول إلى مصدر إزعاج مستمر للأهالي بسبب انبعاث الروائح الكريهة باتجاه الأحياء القريبة منه، ولفت إلى ان المردم يستقبل مخلفات رطبة أبرزها مخلفات (المجزر) والتي تنقلها شاحنات مخصصة وهذه المخلفات تبدأ بالتفاعل بمجرد كمرها في المردم لتنتج كمية كبيرة من غاز الميثان، فإذا أضفنا إلى ذلك استقباله أعدادا كبيرة من الإطارات التالفة فإن هذا يجعل المردم عرضة للانفجار ونشوب حرائق في أي لحظة. مؤكدا أن تغيير موقع المردم اليوم بات ضرورة ملحة. عاملان يجمعان نفايات للاستفادة منها وقال المواطن بندر الميموني: مرادم النفايات في المحافظة من أخطر المواقع الملوثة وأشدها ضررا، وباتت تشكل هاجسا يؤرق سكان الأحياء القريبة منها، جراء انبعاث الغازات في الآونة الأخيرة، منوها إلى أهمية قيام الجهات المعنية بإيجاد حلول جذرية واتباع وسائل مجدية وسريعة لهذا الخطر البيئي لما له من آثار صحية واجتماعية، واشار إلى إمكانية معالجة النفايات بوسائل علمية يمكن من خلالها إنتاج غاز الميثان من خلال إنشاء مرادم حديثة تجمع فيها النفايات وتطمر لإنتاج الغاز الكفيل بتوليد طاقة كهربائية يستفاد منها. وقال المواطن عبدالله العطيفي: المخلفات وركام المباني تحيط بحفر الباطن والمردم الرئيسي بات نقله ضرورة، وكذلك يجب مراقبته من قبل البلدية لمنع حدوث حرائق تساهم في تلويث الأجواء، في حين ان مكب النفايات والذي يحتوي اعدادا كبيرة من الإطارات يلوث البيئة. تلال من المخلفات بالمردم الرئيسي وقال المواطن منيف الدليمي: ما يحدث بوادي فليج من تجميع مخلفات المباني وردم الحفر الموجودة ساهم بشكل كبير في زيادة المخلفات الأخرى والتي يتم اشتعال النيران فيها بين الحين والآخر وتساهم في تلوث البيئة، وكذلك مردم النفايات اليوم بات يهدد أهالي المحافظة الأمر الذي يوجب حل مشكلته. وتحدث أحد المشرفين بالمردم الرئيسي -تحتفظ الجريدة باسمه- موضحا أن المردم يستقبل يوميا أطنانا من النفايات وبعد وصولها يتم ردمها بالرمل ومساواتها بالأرض، وعن مصدر انبعاث الدخان في الآونة الأخيرة قال مشرف المردم: وقع حريق قبل أيام واستمر العمل لإخماده 24 ساعة، مرجحا أن سبب الحريق قد يكون نفايات مطاعم تحتوي على بعض الجمر المشتعل، ولفت إلى ان المردم الرئيسي لا يستقبل الاطارات لخطرها كونها قابلة للاشتعال وتلويث البيئة. إطارات ملقاة بوادي فليج من جانبه أوضح رئيس مجلس بلدي حفر الباطن سعود اللغيصم أن المجلس وخلال عدد من الاجتماعات ناقش وضع المردم وتقديم مقترحات لحل مشاكله وكان من ضمنها نقله لموقع آخر بعيد عن النطاق العمراني، وطرحه على مستثمر وكذلك عرض عملية تدوير النفايات للاستثمار، وأضاف: نطالب بمتابعة وضع المردم من خلال الجولات الرقابية من قبل كوادر البلدية والجهات المعنية ورصد المخالفين الذين يقومون برمي المخلفات بالقرب من النطاق العمراني. أدخنة تتصاعد من حريق بمكبات نفايات حريق سابق بالمردم استدعى تدخل رجال الدفاع المدني 100 مليون لنظافة الحفر وإغلاق مصانع زيوت ذكر رئيس مجلس بلدي حفر الباطن سعود اللغيصم ان المجلس عقد اجتماعه الثامن عشر بالدورة الحالية، بحضور رئيس البلدية م. محمد الحسيني، وتم خلال الاجتماع اعتماد 100 مليون ريال لعقد النظافة بحفر الباطن وستكون بشكل مستقل عن العقد الحالي، وسيتم طرح عقد على متعهد آخر. ونوه إلى ان الاجتماع تناول موضوع دوار المحمدية والتوجيه بمخاطبة إدارة مرور المحافظة لوضع إشارة ضوئية كحل للمشكلة التي يعانيها المواطنون، كما ناقش المجلس تخصيص قطعة ارض لإنشاء مستشفى خاص بحفر الباطن، حيث أوضح رئيس البلدية م. الحسيني انه تم تخصيص قطعة الارض وقد طرحت للمنافسة العامة ويجري العمل مع احد المستثمرين لإنهاء الإجراءات الرسمية وفق أنظمة ولوائح ترسية العقود، وجرى بحث رصف وإنارة الطرق المؤدية لمركز الصفيري. وأشار اللغيصم إلى إغلاق مصانع تكرير زيوت سببت انتشار روائح بالمحافظة وإلزام ملاكها بالعمل خارج النطاق العمراني.