تطور الخلاف بين طرفي الانقلاب في صنعاء، ليصل إلى حد قيام مسلحين يتبعون الحوثيين باقتحام «إذاعة يمن إف إم»، التابعة لأحد أنجال المخلوع صالح، وفرضوا عناصر تابعة لهم للعمل في الإذاعة، التي اتهموها بأنها تعمل في إطار ما سموه «الطابور الخامس»، فيما اندلعت انتفاضة مسلحة في محافظة ذمار ضد الميليشيات الانقلابية، بينما تواصلت العمليات العسكرية للجيش اليمني بمساندة مقاتلات التحالف في جبهات غرب تعز والجوف وشبوة ومأرب، وسط أنباء عن مصرع اثنين من كبار قيادات الميليشيات الانقلابية، وتدمير تعزيزات عسكرية تابعة لهم من قبل مقاتلات التحالف. وفي التفاصيل، أكد مصدر في إذاعة «يمن إف إم» أن الحوثيين غيروا الخطة البرامجية للإذاعة، واستبدلوها بـ«الزوامل» الخاصة بالميليشيات، مشيراً إلى أن هذه تعد الواقعة الأولى التي تستهدف فيها الميليشيات مقراً صحافياً وإعلامياً للمخلوع صالح في منطقة سيطرته جنوب العاصمة، ما يعد مؤشراً إلى وجود انقلاب تعد له جماعة الحوثي ضد حليفها المخلوع صالح. في الأثناء، تمكنت مقاتلات التحالف من تدمير تعزيزات للميليشيات في مفرق رمادة بمديرية نهم شمال شرق العاصمة صنعاء، كانت في طريقها إلى جبهات القتال التابعة لها في المديرية. وتواصلت العمليات العسكرية لقوات الجيش في محيط معسكر خالد بمديرية موزع غرب تعز، التي تشهد عمليات كبيرة لنزع الألغام التي زرعتها الميليشيات بهدف إعاقة تقدم القوات نحو مناطق جديدة في إطار المعسكر البالغة مساحته 12 كيلومتراً مربعاً. وأكدت مصادر ميدانية أن الميليشيات الانقلابية باتت محاصرة في مواقعها من قبل مقاتلات التحالف، ولم تتمكن من التحرك من كهوفها وتحصيناتها داخل التباب الصغيرة المنتشرة داخل معسكر خالد ومحيطه، الأمر الذي أتاح فرصة لفرق نزع الألغام للقيام بأعمالها، كي تتمكن قوات الجيش من التقدم باتجاه مخازن الأسلحة ومقر قيادة المعسكر لاستكمال تحريرها. وأشارت المصادر إلى أن مقاتلات التحالف تمكنت من تدمير تعزيزات للميليشيات في منطقة البرح، وأخرى على الخط الرابط بين البرح ومفرق المخاء، خلفت قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات، كما قصفت تجمعاً لعناصر الميليشيات وآليات عسكرية لها في شمال معسكر خالد، واستهدفت مقر عمليات الانقلابيين في المنطقة الواقعة بين الهاملي وموزع. وكانت مصادر ميدانية في منطقة المخاء غرب تعز أكدت مصرع القيادي الحوثي البارز، مرداس مزاقم مرداس، مع عدد من مرافقيه، في معارك موزع الأخيرة، والذي يعد أحد أبرز القيادات الحوثية التي تلقت تدريبها في إيران ولبنان، وينتمي لمديرية ساقين بمحافظة صعدة. كما لقي القيادي الحوثي، فهد باطش شريف، مصرعه هو الآخر، بمعارك شرق المخاء، وهو من القيادات الحوثية البارزة في بيحان بشبوة، ثم في معارك الساحل الغربي، وينتمي لمديرية ساقين بمحافظة صعدة، وتربطه علاقة كبيرة بزعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي. وفي تطور لافت لاستفحال حالة الرفض الشعبي للميليشيات الانقلابية حتى في أحد أهم معاقلها محافظة ذمار، أعلن الأهالي الانتفاضة المسلحة في مديرية جهران الواقعة شمال المحافظة، فيما ردت الميليشيات بالقصف المدفعي والصاروخي على مناطق متفرقة منها، خصوصاً بعد رفض أهالي وسكان تلك المناطق وجود العناصر الحوثية في مناطقهم. وأفاد مصدر محلي بمديرية جهران، بأن جماعة الحوثي وقوات صالح قصفت بالمدفعية قرية تفاضل في المديرية بعد نصبها مدفعية في أعلى نقيل يسلح الرابط بين ذمار وصنعاء، وقامت بالقصف العشوائي على أهالي وسكان القرية الواقعة تحت نقيل يسلح، بعد إعلان أهالي المنطقة الانتفاضة المسلحة في وجه الميليشيات التي تمارس ضدهم التعسف والاضطهاد. وأكد المصدر تمكن أهالي المنطقة، الذين سقط في صفوفهم قتلى ومصابين جراء القصف، من أسر عدد من عناصر الحوثي، كانوا على عربة عسكرية تمت مصادرتها أثناء محاولتهم اقتحام قرية تفاضل. وفي البيضاء، تمكن رجال المقاومة الشعبية من تطهير موقع عسكري من ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح، وأحرقوا عربتين عسكريتين تابعتين لها في جبهة الزاهر، فيما قتل اثنان من سكان المنطقة، نتيجة انفجار لغم أرضي زرعته الميليشيات. وفي الضالع، واصلت الميليشيات الانقلابية عمليات الاختطافات في صفوف أبناء مدينة جبن، واقتيادهم إلى سجون خاصة تابعة لها في مركز الهدى لتحفيظ القرآن الكريم بمدينة دمت، الذي اقتحمته المليشيات أخيراً وحولته إلى ثكنة عسكرية وسجن للمواطنين. وأكدت مصادر محلية أن الميليشيات، ومن خلال حملة الاختطافات الواسعة، تهدف إلى عمليات ابتزاز مالي بحق أبناء المدينة، خصوصاً أنها لم تفرج عن مختطفين اليومين الماضيين، إلا بعد دفع مبالغ مالية كبيرة مقابل إطلاق سراحهم. وفي حضرموت، أفاد سكان محليون في مديرية سيئون بأن انفجاراً هز مبنى الأمن العام بالمديرية، أمس، أثناء تأدية عدد من العسكريين صلاة الجمعة، من دون الإشارة إلى سقوط ضحايا، وإنما اقتصرت الأضرار على تهدم سور المبنى.