عشية الذكرى الـ99 لمجازر الأرمن في تركيا، وجّه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان رسالة مصالحة تُعتبر سابقة إلى الأرمن، إذ عزّى «أحفاد» أولئك الذين قتلتهم السلطنة العثمانية عام 1915، خلال الحرب العالمية الأولى. ويحيي الأرمن، في 24 نيسان (أبريل)، ذكرى ما يعتبرها مؤرخون أول «إبادة» في القرن العشرين، إذ قُتل خلالها 1.5 مليون شخص أثناء ترحيل الأرمن في عهد السلطنة العثمانية. وتُقرّ أنقرة بمقتل أرمن في مواجهات، لكنها تنفي هذا العدد أو أن يكون الأمر «إبادة»، مشيرة في الوقت ذاته إلى مقتل أتراك خلال الاشتباكات. ووَرَدَ في رسالة أردوغان: «أتمنّى أن يرقد الأرمن الذين فقدوا حياتهم خلال الظروف التي عصفت بالمنطقة مطلع القرن العشرين، بسلام»، معرباً عن تعازيه لأحفادهم. وأضاف: «إنه واجب إنساني، فهم الأرمن ومشاركتهم في استذكار الآلام التي عاشوها، مثل سائر مواطني الامبراطورية العثمانية في تلك الفترة العصيبة». وأضاف أن ذكرى مجازر الأرمن «تشكّل فرصة ثمينة تساهم في تبادل الأفكار بحرّية حول تلك المسألة التاريخية»، مستدركاً: «ليس ممكناً إنكار أن السنوات الأخيرة في عمر الامبراطورية العثمانية، كانت فترة شاقة مليئة بالآلام على المواطنين العثمانيين الأتراك والأكراد والعرب والأرمن وملايين من المواطنين الآخرين... والموقف الإنساني والوجداني العادل، يحتّم على الجمــيع فهم الآلام التي حدثت فـــي تـلك الفترة، بصرف النظر عن الخلفيات الدينية والعرقية». ونبّه الى أن «بعضهم قد يستغل أجواء الحرية الموجودة في تركيا، مطية يرفع من خلالها صوت خطاب اتهامي، مستخدماً كلمات جارحة وتحريضية»، مشدداً على أن «الأحداث التي مرت بها المنطقة خلال الحرب العالمية الأولى، تشكّل ألماً مشتركاً للجميع. وستتابع تركيا تقدّمها بنضج تجاه الأفكار التي تتناسب مع القيم القانونية العالمية، لكن ليس ممكناً قبول استغلال أحداث 1915، ذريعة من أجل معاداة تركيا... واستنباط روح العداء من باطن التاريخ، لإنتاج معارك جديدة». ووصف أردوغان أحداث العام 1915 بأنها «غير إنسانية»، ورأى وجوب «النظر إلى تلك القضية التاريخية من منظور الذاكرة العادلة للتاريخ»، مكرّراً الدعوة إلى «تأسيس لجنة بحث تاريخية علمية مشتركة، لدرس أحداث العام 1915».