لأننا لا نعرف التعامل مع الزمن فقد كثر اليأس في حياتنا، وأصبح الملل من انتظار الفلاح والنجاح هو سمة العصر، ولأن ثقافتنا محدودة في التعامل مع عنصر الوقت أصبحنا كالمجانين نبحث عن كل شيء لننجزه في وقت لا يكفي حتى لسلق البيض، أصبحنا نريد حسم المشكلات والخلافات في التو واللحظة، فتقطعت العلاقات ونشبت كثير من الخلافات ولو صبرنا وتحملنا لقام الوقت بمهمته فأخمد نار الغضب وأظهر الحقائق وأدار التفكير بعمق في عواقب الاستعجال، ولكننا قوم نستعجل.. !. حتى على جهة تحقيق الأماني والنجاحات ستجد أن الفاشل يخبرك كم حاول وصبر وتحمل ولكنه فشل رغم أنه ذكي وقادر على النجاح، لكن ثقافة الصبر معدومة على مستوى المجتمع وليس الأسرة فقط، وفي المقابل كم من غبي أو قليل الذكاء نال أعلى المستويات من الشهادات والتفوق حتى على مستوى الإدارات المؤسسية لا لشيء إلا لأنه بارد قادر على الصبر والتحمل ويؤمن أن الصبر والتحمل هما سلاحه الوحيد الذي ينتصر به، فنجح أمام الناس. إنها ثقافة الصبر على مرور الوقت والتحمل والتصبر، وعندما ينتهي الصبر يأتي دور المصابرة وتصبير النفس، فإن كان سؤالك إلى متى فالجواب حتى تنجح وتفلح فالمسألة مسألة وقت، وما أجمل الدين الحنيف حين جاء بتشريع يفهمنا أن النجاح هو حليف الصبر والمصابرة، فلا فوز حقيقياً إلا بمرور الوقت وانتهاء الحياة إما إلى جنة وإما إلى نار، أسأل الله لنا ولكم النجاح في الدارين..