إن العبارة التي اخترتها عنواناً لسطوري التالية ليست مقتبسة من رواية درامية، ولا مقطع لأغنية طربية، بل إنها توثيق تاريخي يعود بنا إلى أيام الظلام السوداء، حيث العدوان العراقي الغاشم على أرض الكويت الطاهرة، لتنطلق كل الأصوات المخلصة، رافضة هذا العدوان، حزينة من أجل كويت الخير، ومن ضمنها تلك العبارة التي انطلقت بصوت مذيع مصري مستنكراً ما جرى لكويت الحب، رافضاً كل عدوان عليها، مستهجناً كل من يصفق للعدوان، واصفاً إياه بالعتمة، وقد وثقت العبارة بصوت هذا المذيع من برنامج أسبوعيات الغزو العراقي على دولة الكويت. ونحن إذ نقتبس هذه العبارة في وقت تفوح فيه رائحة العنصرية الخانقة الرافضة لكل المقيمين على أرض الكويت الطاهرة من غير الكويتيين، وكأن حب الكويت يعني بغض كل من يقيم على أرضها واستصغار دوره، ولكي نثبت إخلاصنا لأبناء الكويت يجب علينا أن نقوم بطرد كل العاملين لأجل الكويت من غير المواطنين، أن نقوم بطردهم بأي صورة كانت، سواء أكان الطرد «تفنيشاً» أو تضييقاً في العيش أو حرماناً من بعض الحقوق. ولماذا كل هذه الممارسات الظالمة للإنسانية؟ فيصبح هؤلاء المقيمون شماعة يعلق عليها عشاق الوطن الزائفون كل الأخطاء من فساد إداري أو تراجع تعليمي أو زحمة مرورية، وقس على ذلك من المشاكل، فكلها بسبب هؤلاء المقيمين، والمواطنون بمنأى عن ذلك كله. إن العبارة التي عنونت بها مقالي كفيلة بأن نحترم كل صوت ارتفع ينادي باسم الكويت في وقت عصيب، كفيلة بأن نحترم كل الدول الصديقة التي أخلصت للكويت في محنتها ولم تنكر فضلها، كفيلة بأن نذكر بمشاعر العرفان كل قطرة دم سالت لتمنحنا الحرية التي ننعم بها الآن. إن حب الكويت ليس شعارات نهتف بها، ولا عنصرية هابطة سنكتوي بنارها قبل أن نحرق أي شيء آخر، حب الكويت هو بناؤها والإخلاص من أجلها، حب الكويت هو استقطاب الطاقات المعطاءة ورعايتها كي تثمر كويتاً جديدة، حب الكويت هو أن نحترم كل من يعمل من أجلها ونذلل له السبل، كويتياً كان أو مقيماً لا يهم ما دام الناتج هو مصلحة هذا الوطن، حب الكويت أن نجعلها ملجأ لكل المسلمين، بلسماً لجراحهم ومنطلقاً لقضاياهم، حب الكويت هو أن نسقي بماء المعونة كل بذرة عطشى في كل بقعة تقطنها نفس إنسانية، حب الكويت هو اعتذار لكل من عمل من أجل الكويت، وقصرنا في رد الجميل إليه. اللهم إنا نسألك الإخلاص من أجل هذا الوطن الحبيب ونعوذ بك من كل فعل قد يتسبب في ضياعه. منى العازمي