غادرت قافلةٌ من 100 سيارة إسعاف إلى سوريا للعمل على الخطوط الأمامية، بهدف إنقاذ آلاف الأرواح شهرياً. ويُعَد المشروع، الذي تُنظِّمه مجموعةٌ من الجمعيات الخيرية التي جمعت 500 ألف جنيه إسترليني (644.2 ألف دولار)، أكبر مهمة من السيارات الطبية التي تتوجه من بريطانيا إلى سوريا، حسب تقرير لصحيفة البريطانية. وغادرت السيارات التي خرجت من الخدمة بلدة دوفر، الإثنين، 25 أبريل/نيسان 2017، وستجتاز أوروبا وصولاً إلى بلغاريا، حيث ستُسلَّم في عطلة هذا الأسبوع إلى مُتطوِّعين محلِّيين سينقلونها إلى منطقة الصراع. وقال جيلو مياه مدير العمليات في منظمة "هيومان أيد" التي نظمت القافلة، في مقابلة مع "BBC"، إن المسعفين والأطباء السوريين يعانون من نقص في سيارات الإسعاف والمعدات الطبية، وإن لم يحصلوا على مثل هذه المساعدات فإنهم لن يستطيعوا إنقاذ أرواح الناس. وأشار تقرير إلى أن العديد من سيارات الإسعاف البريطانية قد أُرسلت بالفعل إلى سوريا، ولكن الكثير منها قد دمر. ويحمل المتطوعون خلال رحلتهم الطويلة عبر أوروبا حقائبهم وملابسهم وطعامهم وحتى معدات النوم. وحسب تقرير BBC، اتّخذت احتياطات لمنع استخدام القافلة من قبل المتطرفين الراغبين في السفر لسوريا للوصول إلى هناك. وقال جيلو مياه، الرجل الملتحي بهيئة تشبه السلفيين "لقد استعنَّا بفريق قانوني لتنسيق إجراءات القافلة مع السلطات البريطانية المختصة، ولضمان عدم سفر أي من المشاركين بالقافلة لسوريا، وهذا لن يحدث لأنهم سيسلمون سيارات الإسعاف لمتطوعين محليين في بلغاريا، حينما يصلون في عطلة نهاية الأسبوع، ثم يعودون جميعهم إلى بريطانيا. وقد تم التبرع بالعديد من سيارات الإسعاف إلى سوريا من قبل جهات أجنبية في بداية حربها الرهيبة، ودائماً ما كانت تذهب لمعارضي النظام أو المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، حسب تقرير لصحيفة البريطانية.كيف ستنقذ السوريين؟ وتشير التقديرات إلى أنَّ كل سيارة إسعاف ستنقذ حياة 43 شخصاً شهرياً بعد دخولها الخدمة (أي أن المائة سيارة سوف تنقذ حياة 4300 شخص). وتضمَّنت خطة لجمع التبرُّعات تكفُّل مُتبرِّعين بتحمُّل تكلفة سيارات إسعاف، وذلك مع وجود صفقات شراء تصل إلى 7 آلاف جنيه إسترليني (9019 دولاراً) لكل سيارة إسعاف. وغادرت القافلة لندن الأحد، 23 أبريل/نيسان 2017، حيث يخوض المُتطوِّعون الرحلة عبر القارة الأوروبية، بدءا من فرنسا ثم إيطاليا، ومن هناك سيستقلون العبَّارة إلى اليونان، ويُسلِّمون السيارات في بلغاريا بالقرب من الحدود التركية. وستنتقل سيارات الإسعاف بعد ذلك عبر تركيا إلى داخل سوريا، وهي العملية التي ستُسهِّلها جمعية "يد بيد من أجل سوريا" الخيرية. وقال فادي سحلول، رئيس الجمعية: "إنَّ محنة الشعب السوري تعني أنَّه في حاجةٍ مستمرة إلى سيارات إسعارفٍ وإمداداتٍ طبية".استدعاء أمني وذكر أحد المُتطوِّعين، ويُدعى ناز فاروقي، أنَّ مسؤولين من قيادة مكافحة الإرهاب البريطانية (SO15) قد زاروه السبت. وأخبر فاروقي موقع "ميدل إيست آي" الإخباري، أنَّهم قد منحوه كتيباً حول قوانين مكافحة الإرهاب. وذكر مُتطوِّعون أنَّ بعضهم أُوقِف في دوفر بموجب قانون مكافحة الإرهاب، الذي يمنح الشرطة سلطات التوقيف والتفتيش في الموانئ والمطارات. وكان من المفهوم أنَّ شرطة مقاطعة كِنت هي التي قامت بالعملية. ولم تستطع شرطة العاصمة تأكيد ما إذا كان ضُبَّاط قيادة مكافحة الإرهاب قد شاركوا بالعملية، وفقاً لما جاء في تقرير التايمز. والمخاوف من مثل هذه القوافل مرتفعة، وذلك بالنظر إلى وجود دلائل على استخدام قوافل مساعدات في تهريب الأموال إلى مُتشدِّدين في سوريا من قبل، حسب التايمز. وكان سيد هوك، 37 عاماً، قد أُدين في ديسمبر/كانون الأول 2016 أمام المحكمة الجنائية المركزية في إنكلترا وويلز (أولد بيلي) بتمويل الإرهاب بعد إرساله 4500 جنيه إسترليني (5798 دولار) إلى ابن أخيه الذي يقاتل في صفوف تنظيم القاعدة عام 2013. وقال المُدَّعون إنَّ قوافل المساعدات التي استخدمها يمكن أن تكون قد استُغِلَّت في نقل أموال أو معدات إلى سوريا.