×
محافظة المنطقة الشرقية

رجال الأعمال يشترطون إلغاء «الوساطة» لاستيراد اللحوم من الأرغواي

صورة الخبر

النسخة: الورقية - دولي تحتاج حكومة الرئيس حسن روحاني حاجة ماسة الى استخلاص دروس استراتيجية من آلية تعاطي الرئيس الروسي فلادمير بوتين مع التطورات الاوكرانية والموقف الغربي ازاء هذه التطورات. ومن أبرز ما أقدم عليه بوتين هو عدم الخوف من الدول الغربية واتخاذ الخطوات المناسبة في الوقت المناسب من غير التراجع امام الدول الغربية التي ساعدت المليشيات الاوكرانية شبه النظامية ومن يدعمها من المتأثرين بالثقافة الغربية على إسقاط حكومة كييف. ولم يكن أحد يتصور السرعة التي بادرت فيها موسكو الى ضم جزيرة القرم الی روسيا بعد سقوط حكومة يانكوفيتش. وكان، الى وقت قريب، عصي الخيال ان دولة ما، ولو كانت روسيا، تجرؤ علی اشعال فتيل حرب جديدة بعد ان عجزت الولايات المتحدة عن اشعال حرب جديدة في الشرق الاوسط، أي في سورية علی سبيل المثل. ولكن بوتين فاجأ الجميع، فهو أدرك ان خسارة القرم تعني إبعاد موسكو عن المياه الدولية - وبلوغ هذه المياه هي أهمية جيوبوليتيكية روسية. والأهم من ذلك، ان بوتين كان يعلم ان عيون الأقليات الروسية في 7 دول من دول آسيا الوسطی تراقب كيفية مقاربة الروس مشكلات الاوكرانيين. فموقف روسيا في اوكرانيا يظهر تماسك النظام الروسي ونفوذه في مناطق واسعة من آسيا الوسطی امام الاصطفاف الغربي في تلك المناطق. وخلاصة أبرز سمات العلاقات الدولية اليوم، هي ان الولايات المتحدة لم تعد قادرة علی المبادرة في القضايا التي تحمل مجازفة ومخاطرة، وهي صارت عاجزة عن تسويق رؤوس أموالها الكبيرة. ومرد هذا الامر الی ان الاقتصاد الاميركي في وضع لا يحسد عليه. وأدرك منافسو الولايات المتحدة مدى قوتهم في السنوات الماضية، وأملوا في امكان منازلة الاميركيين والانتصار عليهم. وأيقن بوتين ان التهديدات الاميركية لا تحمل محمل الجد، وأن قدرة واشنطن على الاقتصاص منها أضعف مما تلوح به. وأدرك ان الولايات المتحدة خسرت مكانتها السابقة ولم يعد في وسعها الدخول في مواجهة عسكرية جديدة. وثبت له ان واشنطن عاجزة عن فرض عقوبات قاسية علی روسيا وأن هذه العقوبات شكلية. فتبعات عقوبات فعلية تؤثر في روسيا والدول الغربية علی حد سواء. وحسابات بوتين كانت في محلها، فأخذ الموقف المناسب. وعلی رغم ان روسيا تعاملت مع ايران بالاستناد الى حسابات الربح والخسارة، أسفرت مقاربة بوتين المسألة الاوكرانية عن درسين مهمين نضعهما امام الرئيس حسن روحاني ووزير خارجيته، محمد جواد ظريف. الدرس الأول مفاده ضرورة التمسك في سياسة الامن الوطني بنقطة محددة والاعلان عن عدم الاستعداد للتراجع عنها. فالعدو يجب ان يعرف انكما علی استعداد لدفع ثمن موقفكما الثابت. وقد يكون ثمة داع الى التستر على هذا الموقف، ولكن عدوكما يجب الا يخفى عليه حقيقة موقفكما. وأثبتت روسيا ان «خنقها جيو- بوليتيكياً» خط احمر، أي محظور. ولكن ما حدود الخط الاحمر في حكومة الرئيس روحاني، ومتى يقلب الرئيس روحاني الطاولة امام مفاوضيه؟ وخلاصة الدرس الثاني ان الولايات المتحدة اضعف مما تزعم. وفي الامكان انتزاع امتيازات منها إذا اقتنعت الرئاسة الايرانية ان واشنطن ليست اقوی مما تبدو عليه اليوم. وعلی حكومة روحاني ان تسعى استراتيجياً الى الحصول علی معلومات دقيقة عن واشنطن للتمييز بين التهديد وهامش التنفيذ وإمكانه. ولا يخفى ان الولايات المتحدة فقدت أخيراً تفوقها والقدرة علی بسط نفوذها، وهي تعيش الآن علی انغام قوتها الآفلة وفي مقدور ايران تحطيم اوهام القوة الاميركية.     * عن «تسنيم» الايرانية، 15/4/2014، إعداد محمد صالح صدقيان