×
محافظة المنطقة الشرقية

صحف ألمانية: فضيحة مقصودة من "فلاديمير طيب نتينياهو"

صورة الخبر

عاطف الغمريفي أعقاب انتخاب دونالد ترامب للولايات المتحدة، اختلف المهتمون بالسياسة الخارجية الأمريكية، بعضهم يتوقع تغييراً جذرياً في السياسة الأمريكية، استناداً إلى مجمل التصريحات الصادرة من ترامب، والتي لم تكتف بانتقاد هذه السياسة، وإنما بالهجوم الشديد على النخبة التقليدية، صاحبة النفوذ الثابت والمستمر على صناعة القرار السياسي. وبعضهم الآخر راهن على أن شيئاً من السياسة الخارجية الأمريكية لن يتغير، بحكم أن أمريكا دولة مؤسسات، وأن الرئيس يعتبر طرفاً ضمن أطراف أخرى في تحديد التوجهات السياسية. ومن أجل توسيع دائرة النظر إلى هذه المسألة، من خلال آخر طرح لما يجري في أمريكا الآن، فقد سنحت هذه الفرصة، بحضور اثنين من أبرز القريبين من عملية صناعة القرار السياسي في الولايات المتحدة إلى مصر، ومشاركتهما في مائدة مستديرة، أقيمت بالمعهد الدبلوماسي، بمبادرة من المجلس المصري للشؤون الخارجية، وبحيث عرض كل منهما ما يمكن وصفه «برؤية ميدانية»، لما يجرى الآن فعلياً في الولايات المتحدة. والاثنان هما السفير السابق فرانك ويزنر، والدكتور شبلي تلحمي مدير برنامج سياسات الشرق الأوسط، بجامعة كورنيل، والرئيس الأسبق لبرنامج الشرق الأوسط بمعهد بروكنغز في واشنطن. حدد ويزنر طبيعة الحالة الأمريكية هذه الأيام، وقال إن كل ما يحدث في الولايات المتحدة، يعزز حالة تغيير ثوري، تدفع إلى تغيير عميق وجذري في الواقع السياسي في الولايات المتحدة، لتشكيل نظام سياسي جديد. وإن ذلك يدفع إلى تغيير عميق بين القوى السياسية، من جانب الجمهوريين والديمقراطيين على السواء. وإن التغيير الجذري الذي تشهده واشنطن الآن لم تشهد له مثيلاً من قبل. وعن التغيير الجاري الآن، قال شبلي تلحمي إن السياسة تتغير، وسوف تستمر في التغيير، وربط تلحمي ذلك بالأسباب التي دفعت الشعب الأمريكي إلى التصويت لترامب، فأكد أن أغلب الأمريكيين سواء من صوتوا له، أو من لم يعطوه أصواتهم، لا يتفقون بالضرورة مع كثير من الآراء التي يطرحها. وأن الأمر ليس كما يبدو من أن هناك حالة سخط وعدم رضاء شعبي، لكنه يتجاوز هذا المعنى، لأن الشعب الأمريكي لم يعد يشعر بالأمان. وإن الحلم الأمريكي لم يعد قابلاً للتحقيق، بسبب تزايد نسبة الفقر، واتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء، وتآكل الطبقة الوسطى. ويزنر قال عن دوافع التغيير، إن الرئيس ترامب على دراية كبيرة بحقيقة أن العالم من حوله يتغير. مضيفاً إننا يجب أن نعترف بأن منظورنا للأمور يجب أن يواكب هذا التغيير، خاصة وأن النظام العالمي بأسره يشهد حالة انتفاضة، وتغييرات قوية. وعن عدم اكتمال الرؤية الاستراتيجية للإدارة الجديدة، قال إنه فيما يخص منطقة الشرق الأوسط، فإن إدارة ترامب ليست لديها رؤية استراتيجية عن المنطقة، وكل ما لديها هو بعض الانطباعات عنها. ولكن ماذا عن الشعب الأمريكي ذاته؟ أشار تلحمي إلى أن أكثر من 80% من الشعب الأمريكي يريدون تغييراً جذرياً في النظام السياسي، وليس مجرد تغيير تدريجي، وهو ما كان من أهم أسباب فوز ترامب. والخلاصة - إن ترامب لا يعبر عن رغبة عارمة في تغيير السياسة الأمريكية فحسب، لكنه أيضاً يدرك أن فوزه بالرئاسة كان نتيجة رغبة قوية كذلك لدى الذين صوتوا له، لتغيير النظام السياسي. وإذا كان المواطنون العاديون قد تقبلوا قواعد عمل هذا النظام من قبل، وعلى مدى حقب طويلة، فإن ذلك كان مبعثه الازدهار الاقتصادي، والفرص المتاحة، وبريق الحلم الأمريكي، الذي ينتج فرص الثراء، فضلاً عن تمتع الطبقة الوسطى البيضاء - وهي الكتلة التصويتية الأساسية - بميزات كبيرة، فإن هؤلاء قد تخلوا عن قبولهم التلقائي بطريقة عمل النظام السياسي، خاصة تهميشهم فيما يتعلق بوضع السياسات وتوجهاتها، لحساب أطراف أخرى تتمتع بالسطوة والنفوذ، أهمها جماعات المصالح، وقوى الضغط، وتأثيرها في النخبة ذاتها. بالإضافة إلى ذلك فهناك انقسام داخلي بين فريقين، أحدهما يدرك حقيقة ما يتغير في العالم، وضرورة أن تتواءم معه السياسة الأمريكية، وفريق آخر يتمسك بالثوابت التاريخية المرتبطة بفكرة الهيمنة على العالم، ويتجاهل ما يحدث في العالم من صعود دول، تمتلك مقومات المنافسة مع النفوذ الأمريكي. ذلك كله تعززه مقولة ويزنر وتلحمي، عن أن ما يحدث في أمريكا الآن، هو حالة لم يسبق أن مرت بها من قبل، وأن عملية تغيير عميق وجذرى، هي في حالة تفاعل الآن. ولأنها حالة استثنائية، مدفوعة بحقائق قوية، فلابد أن تدفع إلى التغيير، وأن تنعكس على السياسة الخارجية.