جنيف - وكالات - أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، مساء امس، أن الدول المشاركة في مؤتمر المانحين لدعم اليمن في جنيف تعهدت تخصيص 1.1 مليار دولار من أصل المليارين الضروريين لدعم جهود الإغاثة في البلاد.وكانت الكويت أعلنت تخصيص 100 مليون دولار لدعم الاحتياجات الإنسانية في اليمن. ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عن نائب وزير الخارجية خالد سليمان الجارالله، في كلمة أمام المؤتمر ان «هذا المبلغ يكمل أيضا التزام الكويت السابق بمبلغ 300 مليون دولار كقروض ميسرة عبر الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية لتمويل المشاريع الإنمائية في اليمن وتم الإعلان عنها خلال الاجتماع الوزاري لمجموعة أصدقاء اليمن الذي عقد في نيويورك العام 2012».ودعا رئيس «الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية» عبدالله المعتوق المجتمع الدولي إلى «تحمل مسؤوليته في الضغط على جميع المكونات اليمنية للتوصل الى تسوية سياسية وفق المبادرة الخليجية وقرار مجلس الامن رقم 2216».وأكد في كلمة باسم «الهيئة» أمام المؤتمر «ضرورة التمسك مخرجات الحوار اليمني - اليمني لطي هذه الصفحة الدموية وتوظيف الجهود الانسانية لاعمار ما دمرته آلة الحرب لان الصراع الدامي لم ولن يحسم القضية».من جهتها، تبرعت السعودية بـ 150 مليون دولار لمساعدة اليمن في المؤتمر. وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن المملكة أعلنت تبرعها بمبلغ 150 مليون دولار إضافية لدعم مشروعات مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في اليمن. واضافت أن «المساعدات التي تعهدت بها السعودية في المؤتمر تأتي بالإضافة إلى 100 مليون دولار خصصتها الرياض للمركز منذ بداية العام الحالي لدعم جهود الإغاثة في اليمن.بدورها، أعلنت الإمارات عن التبرع بمئة مليون دولار لدعم اليمن.كما أعلن عدد من المانحين زيادة تعهداتهم السابقة بعدة ملايين من الدولارات. وأعلنت الولايات المتحدة انها ستخصص مبلغا اضافيا بقيمة 94 مليون دولار ليصل إجمالي ما ستقدمه نحو 526 مليون دولار، فيما سيقدم الاتحاد الاوروبي 116 مليون يورو (123 مليون دولار) أخرى. ورفعت المانيا موازنة مساعداتها لعام 2017 لليمن الى 50 مليون يورو بزيادة 17 مليون يورو عن تعهداتها السابقة.وكان غوتيريس دعا في كلمته، أمام المؤتمر، المجتمع الدولي إلى «دعم مفاوضات السلام في اليمن، ودق ناقوس الخطر بسبب ارتفاع حصيلة الضحايا الأطفال في البلاد جراء العمليات القتالية».وقال إن «الإحصائيات المتوافرة تدل على أن طفلا ما دون 5 سنوات يموت في اليمن لأسباب غير طبيعية كل 10 دقائق»، و«هذا يعني أن 50 طفلا يمنيا سيموتون أثناء انعقاد مؤتمرنا. وكان بإمكاننا منع ذلك».واكد أن «الاحتياجات الانسانية في اليمن العام الحالي ستكلف 2.1 مليار دولار لم تتلق المنظمات الاممية منها الا 15 في المئة فقط».وأوضح ان «ما يقرب من ثلثي السكان اي ما يعادل 19 مليون نسمة تقريبا بحاجة طارئة الى المساعدة الانسانية»، مشيرا الى ان «نحو 17 مليون شخص يعانون من انعدام الامن الغذائي كما تواجه سبع محافظات من أصل 22 محافظة حالة طوارئ غذائية حادة، ما يجعل من اليمن اكبر ازمة جوع في العالم تتجمع في مكان واحد».وركز غوتيريس على اوضاع الاطفال اليمنيين تحت سن الخامسة، مشيرا الى ان «55 طفلا منهم يلقون حتفهم يوميا لأسباب يمكن تلافيها ومن بقي منهم على قيد الحياة سيعانون من التقزم وسوء الحالة الصحية طيلة حياتهم».واشار الى ان «نحو مليوني طفل يمني باتوا خارج المدرسة ويتعرضون للتجنيد من قبل الجماعات المسلحة او يتجهون الى التطرف فضلا عن تزويج فتيات لا تتجاوز اعمارهن 13 عاما بعد عجز اسرهن عن تلبية احتياجاتهن الاساسية».من ناحيته، دعا وزير الخارجية السويسري ديدييه بوركهالتر في كلمته امام المؤتمر بصفة بلاده راعيا للمؤتمر جميع الاطراف المعنية بالازمة اليمنية الى ضمان سرعة وصول جميع المساعدات الانسانية للمحتاجين اليها من دون اي عائق.وشدد على «ضرورة التزام جميع الاطراف باحترام القانون الانساني الدولي وحماية المدنيين من آثار الحرب وحماية البعثات الطبية بشكل خاص وعدم استهداف القوافل الانسانية او المدارس والبنية التحتية المدنية الأخرى ووضع حد فوري لتجنيد الأطفال واحترام حقوق الطفل».