دخلت أمس، قافلة مساعدات غذائية إلى قرية الطفيل اللبنانية المتداخلة مع الأراضي السورية (شرقاً) والتي تواجه مأساة إنسانية بسبب الحصار الذي يعانيه ساكنوها من اللبنانيين ومن النازحين السوريين إليها بسبب المعارك الدائرة حولها بين الجيش النظامي السوري ومسلحي المعارضة. وتمكن الصليب الأحمر من معالجة جرحى وإخلاء آخرين إلى مستشفيات داخل الأراضي اللبنانية. ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن ضابط في الجيش اللبناني رفض ذكر اسمه أن الطريق الترابية الوحيدة التي يعبرها أهالي الطفيل باتجاه الأراضي اللبنانية كان يقطعها مسلحو «حزب الله»، وأن عملية إدخال المواد الغذائية والطبية والوقود تمت بعد تفاوض مع الحزب. وكان رئيس الجمهورية ميشال سليمان تابع مع قائد الجيش العماد جان قهوجي تنفيذ الخطة الأمنية في الشمال والبقاع والخطوات في شأن قرية الطفيل. وبحث وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور مع وزير الداخلية نهاد المشنوق في اتصال هاتفي أجراه معه في ترتيبات نقل المساعدات الطبية إلى الطفيل. ورافقت وكالة «فرانس برس» القافلة اللبنانية حتى رأس الحرف، على بعد ستة كيلومترات من الطفيل، وأشار مراسلها إلى أن «قطع مسافة نحو 15 كيلومتراً من الطريق استغرق أكثر من ثلاث ساعات، نظراً إلى صعوبة الأرض الترابية الوعرة. ولدى الوصول إلى رأس الحرف، كان في الإمكان مشاهدة مواقع عسكرية لـ «حزب الله» رفعت عليها رايات الحزب، ونصبت خيم إلى جانبها، ورفعت حولها سواتر ترابية. وكان عناصر من الحزب موجودين داخلها من دون سلاح ظاهر». ونقل عن رئيس الهيئة العليا للإغاثة محمد الخير، الذي رافق القافلة حتى رأس الحرف، أن القافلة تألفت «من سيارات للصليب الأحمر وصهريجي بنزين وسيارات رباعية الدفع وشاحنات صغيرة محملة بألف حصة غذائية وخيم وثلاثة آلاف بطانية ومستوصف نقال». وواكب القافلة عناصر من الأمن العام وقوة من الجيش وقوى الأمن ومسؤولون في دار الفتوى وفي جمعيات خيرية. وقال خير: «إن الموجودين حالياً في الطفيل هم ألف لبناني وثلاثة آلاف سوري». وتجمع مئات السكان لاستقبال القافلة، فأطلقوا الزغاريد ورشقوها والوافدين بالزهور. وقال أحدهم: «نحتاج من ينقذنا، لكننا لا نريد مغادرة أرضنا»، مضيفاً: «أنا مزارع أعمل في الأرض، لمن أتركها؟ بعد 15 يوماً يبدأ الموسم الزراعي، من يشتريه منا؟»، مضيفاً أن «لا ماء ولا كهرباء ولا مشفى» في البلدة. وطالب آخر بانتشار «الجيش والدولة... لحمايتنا». وقال مختار البلدة علي الشوم للوكالة، إن بين السوريين المتواجدين في البلدة من كان يسكنها أصلاً «قبل الأحداث، والقسم الآخر من المهجرين». ونفى وجود مقاتلين سوريين في الطفيل. وسبق للمشنوق أن أكد في مؤتمر صحافي أن هناك «خمسة آلاف إنسان في قرية الطفيل، نصفهم سوريون والنصف الثاني لبنانيون، وهدف الخطة إيصال ألف حصة غذائية إلى القرية للمحاصرين فيها وإخراج الجرحى المصابين الموجودين في القرية والذين يعانون من نقص في أبسط مقومات العناية الصحية، لتعذر وجود مستوصف أو مستشفى أو أطباء، وإتاحة دخول اللبنانيين والعائلات عن طريق لبنانية تمتد من الطفيل إلى رأس الحرف إلى عين البني فالنبي سباط إلى بريتال، وهي طريق ترابية عرضها لا يزيد عن مترين أو ثلاثة أمتار». وأشار إلى أن الخطة يشارك فيها الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والأمن العام، الذي من مهماته الختم للداخلين إلى لبنان وتحديد هوياتهم، من دون السماح لدخول المسلحين إلى الأراضي اللبنانية سواء أكان المسلح لبنانياً أم سورياً وبالتالي إن هدف الخطة الرئيسي تأمين الأمن والأمان للقاطنين في قرية الطفيل وهذا الأمر لا علاقة له بالسياسة، لا بـ 8 أو 14 آذار، ولا بالنقاش حول جواز الاجتماع الذي سبق الخطة أو عدم جوازه». وكان لفت إلى أن «المسلحين ليسوا داخل القرية بل على أطرافها، ولا ضمانات لدينا من أي جهة سورية بسبب عدم تواصلنا مع أي جهة سورية، نحاول استباق الأمور سياسياً وإنسانياً، وإذا اعتدت أي جهة على القوى الأمنية اللبنانية أو على الأهالي داخل القرية، فخيارنا الوحيد الذهاب إلى المجتمع الدولي وتقديم الشكوى إلى مجلس الأمن لاتخاذ الإجراءات الكافية والضرورية لحماية المواطنين اللبنانيين». وترأس المشنوق أمس اجتماعاً لمجلس الأمن الفرعي في مكتب محافظ صيدا نقولا بو ضاهر وأوضح بعد الاجتماع أن زيارة صيدا تأتي «في إطار تهنئة القوى الأمنية التي أثبتت فاعلية جدية بإمساك الوضع في المدينة». وقال: «السلاح الفلسطيني أساء إلى العلاقات الفلسطينية في ما بينها ولا يأتي إلا بالمشاكل والدم ولا يحميهم، ومن يحميهم فعلاً هو الدولة». وأعلن أن «الخطة الأمنية في صيدا محققة وليس هناك من أي تقصير على هذا الصعيد». وكان المشنوق عرض الوضع الأمني في منطقة البقاع مع النائب ايلي ماروني الذي نوه في تصريح بـ «الاستقرار الذي يسود اليوم ويبعث على الطمأنينة». وفي السياق، أوضحت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدى لبنان أن «مجموع عدد النازحين السوريين الذين يتلقون المساعدة من المفوضية وشركائها بلغ أكثر من 1024000 شخص». وأكدت في تقريرها الأسبوعي أن «السلطات المحلية في البقاع أفادت بوصول حوالى 420 نازحاً من عسال الورد في منطقة القلمون في سورية»، لافتة إلى أنه «لا يمكن تحديد عدد النازحين الذين فروا أخيراً من القلمون وحاولوا اللجوء إلى بلدة الطفيل». والى شبعا، (جنوب لبنان)، قال التقرير انه «عبر 111 شخصاً سيراً على الأقدام من بيت جن السورية مروراً بجبل الشيخ. وتم إيواء سائر النازحين لدى أقارب لهم وفي ملاجئ جماعية». لبنانالحكومة اللبنانية