معارك شرسة شهدتها جبهة القتال فى حرب 6 أكتوبر، التى انطلقت فيها القوات المصرية واقتحمت قناة السويس وخط بارليف، وتمكنا من استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس، واسترداد جزء من الأراضى فى شبه جزيرة سيناء.ويروى العميد رضا صلاح الدين بسيم، ضابط توجيه النيران وأحد أبطال الكتيبة 662 دفاع جوى «بيتشورا»، أول كتيبة صواريخ دفاع جوى ثقيلة عبرت قناة السويس فى قطاع الفرقة 18 مشاة ميكانيا من القنطرة شرق، المهمة الأساسية للكتيبة، التى تتمثل فى تعطيل العمل بمطارى رمانة وبالوظة، التى كانت تسيطر عليهما القوات الإسرائيلية فى الأيام الأولى للحرب، وذلك لمباغتة العدو الذى لم يتوقع عبور كتيبة دفاع جوى بهذا الحجم من غرب القناة إلى شرق القناة، وحققنا الهدف المطلوب ومنعنا الطائرات التى كانت تضرب فى وسط سيناء.وأضاف بسيم: «عبرنا مساء يوم 8 أكتوبر ،، واستطعنا نقل حائط الصد من غرب قناة السويس إلى شرق القناة، وتمركزنا بالقرب من مطارى بالوظة ورمانة لمفاجأة العدو وصد هجمات الطائرات الإسرائيلية، و تم تجهيز الكتيبة واختبارها، وصدرت لنا الأوامر من قائد الفرقة اللواء سعيد على محمد بفتح الرادار ، وبعد الفجر مباشرة تم رصد طائرة فوق مطار رمانة بواسطة الرادار الاستراتيجى، وتم إعطاء الأوامر بفتح الرادار التكتيكى بسرعة، وإطلاق صاروخين على الهدف وإسقاطه فوق المطار، وبعد دقيقتين ظهر هدف آخر وتم التعامل معه وإسقاطه فورا».وتابع : «صدرت لنا أوامر بتوجيه الهوائى تجاه مطار بالوظة وغلق البعث الرادارى وعدم الفتح وانتظار الأوامر، وبعد 40 دقيقة ظهر هدف ، وأطلقنا صاروخين أصابتا الهدف مباشرة، وفى نفس الوقت ظهر هدف آخر وتم تدميره بصاروخ واحد فقط، فى مفاجأة للعدو، لأن نسبة تدمير الهدف بصاروخ واحد تبلغ من 55% إلي60% ".وقال: « وفى 14 أكتوبر أغارت القوات الإسرائيلية على المكان وتعرضت للإصابة ،وخرجت مع مصابى العمليات الحربية لعدم اللياقة». وتذكر بسيم بطولة الجندى الشهيد يونان مسعد تادروس، أحد أبطال الكتيبة، الذى أصيب بالحمى ووصلت درجة حرارته إلى 40 قبل العبور، وصدرت له الأوامر بالوجود فى مؤخرة الكتيبة ولكنه رفض تنفيذها ورفض الاستسلام للمرض، وقال: «هو ده اليوم اللى بتمناه»، وأصر على البقاء فى المقدمة.وأضاف أن تادروس كان يقود سيارة حاملة الصواريخ «تى زى إم»، وهى محملة بأربع صواريخ، وكان من أسرع الجنود التى تستطيع تحميل رؤس الصواريخ على القاذف فى 9 ثوانى فقط، واستشهد بعد مشاركته فى إسقاط 4 طائرات.كما تذكر جنديا آخر يدعى سيد زكريا خليل من الأقصر والذى سالت دماؤه الطاهرة فى أرض سيناء المقدسة فى أكتوبر 1973، بعدما تقدم للجيش 3 مرات ورفض فى المرتين الأولى والثانية بسبب صغر سنه، ولكنه قبل فى المرة الثالثة، مضيفا أن أسرته لم تعلم أين ذهب سيد بعد الحرب، إذ عاد من عاد واستشهد من استشهد، وكان ردنا عليهم «اعتبروا ابنكم مفقودا».وتابع: «طوال 20 عاما تأكل النار قلب والده الشيخ الذى بلغ من الكبر عتيا، وأخوه محمود، وشقيقاته اللاتى يرتدين السواد منتحبات عليه، حتى نهاية عام 1996، حين اعترف جندى إسرائيلى لأول مرة للسفير المصرى فى ألمانيا بأنه قتل سيد، وأكد أنه كان مقاتلا فذا قاتل حتى الموت وتمكن من قتل 22 إسرائيليا بمفرده، وحينها سلم الجندى الإسرائيلى متعلقات البطل المصرى للسفير، وهى عبارة عن السلسلة العسكرية الخاصة به إضافة إلى خطاب كتبه إلى والده قبل استشهاده، وأوضح أنه ظل محتفظا بهذه المتعلقات طوال هذه المدة تقديرا للبطل الشهيد، الذى دفنه بنفسه وأطلق 21 رصاصة فى الهواء تحية له».