تربط الإنسان بالقطط علاقة قديمة وقوية منذ استأنسها المصريون عام 3500 قبل الميلاد، فعاشت بينهم وساعدت في قتل الفئران والجرذان والثعابين ومنعت هذه الآفات من غزو الحقول والمحاصيل، لذا دللوها حتى وصل بهم الحال إلى تقديسها وجعلوا إله الحب والخصوبة "باستيت" يحمل رأس هر وجسد امرأة لمكانة القط لديهم! كانت عقوبة إيذاء القط لدى قدماء المصريين قد تصل لحد القتل، أما إذا مات لديهم قط حلقوا حواجبهم علامة على حزنهم وحدادهم عليه، ثم يحولون جثته إلى مومياء، حيث وجد علماء الآثار مقبرة تحتوي على 300 ألف مومياء لقطط، مما يشير إلى مدى عنايتهم بها وتقديسهم لها! واستمرت هذه العلاقة بين الإنسان والقط إلى يومنا هذا، ووصل سعر القطط إلى مبالغ خيالية وهناك من يقتنيها حسب مفاهيمه، فبينما يؤيد البعض وجودها في منازلهم تجد كثيرين يحاربون وجودها ويعتبرونها مسببا لكثير من الأمراض، لتأتي دراسة البروفيسور عدنان القرشي من جامعة مينوسوتا، التي أجريت على آلاف المرضى، لتقول إن تربية قط في المنزل تقلل من نسبة الإصابة بالنوبات القلبية بنسبة 30 في المائة، وبحسب ما جاء في الدراسة فإن مالكي القطط يتمتعون بقلوب أكثر سلامة من غيرهم. وتتماشى هذه النتائج مع دراسة أخرى أجريت على 4500 شخص انخفضت لديهم أمراض القلب بنسبة 40 في المائة. ومنها يرى الباحثون وجود علاقة بين تربية القطط وطول العمر ــ بإذن الله ــ فالقطط بوداعتها وحنانها وألفتها تخفف من إجهاد وتوتر صاحبها، وبذلك تحمي القلب والأوعية الدموية من الاضطرابات، كما تقلل مداعبة القطة والاستمتاع برفقتها من ضغط الدم ــ وفقا لدراسة من جامعة نيويورك. والاعتناء بها وغيرها من الحيوانات الأليفة يقلل من القلق ويحسن المزاج، فهي تأخذك بعيدا عن مشكلاتك بروحها المرحة وتفاعلها معك! ويبقى الأمر متروكا لقناعات الناس ورؤاهم. حتى الأطفال الذين يكون لديهم قطط منذ الولادة يقوى جهازهم المناعي ويصبحون أكثر مقاومة للأمراض وخاصة الحساسية والربو، بشرط العناية بها وبنظافتها، رغم أن لديها تركيبة جسمانية تساعدها على تنظيف نفسها والتزود بفيتامين سي نتيجة لعق جسدها بلسانها المزود بنتوءات تعمل كفرشاة عالية الجودة! بعكس الكلاب ــ أجلَّكم الله ــ التي تنقل كثيرا من الأمراض، ففي دراسة أنها تسبب سرطان الثدي، إضافة إلى نجاستها، فقد أمر الرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ بتطهير الأواني بعدها أما القطط فلم يذكرها!