يعيش الوطن، يوم السبت، الذكرى التاسعة لبيعة الوطن والشعب، لقائده ورمزه، عبدالله بن عبدالعزيز، في مشهد مهيب لا يزال يحتل الوجدان، ويختصر رحلة طموح وآمال كبيرة، علقها المواطن البسيط في عنق ابن الوطن البار، عندما مد يده إليه مبايعا ومصافحا وواضعا ثقته.. فلم يخذله الملك النبيل، بل جدد له الوعد بما تحقق على الأرض السعودية في تسع سنوات، حتى ما قبلها، عندما كان شريكا في صناعة القرار. خلال هذه السنوات من عمره المديد، كان ابن الوطن ورمزه، مثالا للإخلاص والوفاء، بصناعة مفهوم متطور للتغيير والإصلاح، استطاع من خلاله «تجنيد» الثروة لتكون لبنة بناء، واستثمار المال، ليكون غرسا ملموسا في صناعة الإنسان، لتشهد المملكة كل هذا التحول الكبير، في كافة المجالات، وتزداد تعملقا بأبنائها وإدارتها للموارد المادية والبشرية. كانت رؤية الرمز عبدالله بن عبدالعزيز، في مفهوم المواطنة، وتوطيد العلاقة بين قمة الهرم السياسي، وقاعدته العريضة في كافة أرجاء الوطن الكبير، بمثابة صياغة جديدة لكيفية الإصلاح، بمعيار النزاهة والشفافية، دون استعراض عضلات، أو شعارات براقة، ولكن كان المحور الأهم ــ ولا يزال ــ هو قدرة الإرادة، بترشيد الإدارة، لتكون المملكة في سنوات ما بعد البيعة الوطنية، في أسمى مراحلها التاريخية، متحدية كافة الصعوبات الاقتصادية والهزات التي ضربت اقتصاديات عالمية كثيرة. طيلة تسع سنوات، من الحكم الرشيد، نجح عبدالله بن عبدالعزيز، في بلورة الفكرة الوطنية، لتعلو سيادة الدولة، على أفكار الغلاة والمتطرفين، وتسمو هيبة المواطن، على محاولات الفتنة والتأجيج، وتزداد صورة الإسلام الحقيقية رسوخا بمواجهة سراديب التكفير والتغييب، ليبقى الأمن والأمان عنصري التميز، رغم كل محاولات التشتيت.. وترتفع رايات الوحدة الوطنية، فوق رماد التآمر والتدخل والتخريب. ظلت المملكة، بنفس رؤية الملك المؤسس، وبذات منهج الأبناء البررة، ليضفي عليها القائد/ الرمز، مزيجا جديدا يستشعر المستقبل، دون أن يتخلى عن أصالته وعراقته، ينحو التطور والتقدم، دون أن يغير جلده، أو ينزع هندامه، لتبقى الصورة السعودية الوطنية، منذ التأسيس، ناصعة البياض، محافظة على ثوابتها التقليدية التي لا تقبل بيعا ولا شراء أو حتى مقايضة. نجح عبدالله بن عبدالعزيز في أن يكون، بأدائه وسلوكه وفكره، نموذجا سيظل يحفظ له التاريخ سجله، ويؤكد، أن يد المواطن التي امتدت إليه مبايعة وحاضنة.. لن تخيب أبدا.